سياسة

ابن كيران يتحدّى المُطالبين بالمساواة في الإرث بإجراء استفتاء ويصفهم بـ”نبتة السوء”

ابن كيران يتحدّى المُطالبين بالمساواة في الإرث بإجراء استفتاء ويصفهم بـ”نبتة السوء”

تحدّى عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، المطالبين بالمناصفة في الإرث بإجراء استفتاء في المغرب لمعرفة صحة ادعاءاتهم القائلة إن غالبية المغاربة يطالبون بالمساواة في الإرث، مشددا على أن هذه المطالب تهديد صريح لأسس الدولة المغربية المبنية على الشريعة الإسلامية وإمارة المؤمنين.

وانتقد ابن كيران بشدة المطالب التي طفت على السطح في الآونة الأخيرة بخصوص المساواة في الإرث، مباشرة بعدما فتح الملك محمد السادس، في خطاب عيد العرش الأخير، الباب أمام إعادة النظر في بعض نصوص مدونة الأسرة، مؤكدا أنها ستقودنا إلى المجهول.

وقال الأمين العام لحزب “المصباح” في بص مباشر على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “من يقول إن المغاربة يطالبون بالمساواة في الإرث، إذا أرادوتمونا أن نقوم باستفتاء على هذا الأمر فل نقم به ونرى إذا كان المغاربة يريدون تغيير شرع الله”.

وتابع “من يطالب بهذا؟ فهذه المطالب إما أن تُبني على المرجعية الشرعية، أو مبدإ الديمقراطية، أي الشعب أو النساء. لكن كل ما هناك استطلاعات للرأي تقول أن 80 أو 70 بالمئة من المغاربة يريدون تغيير منظومة الإرث”، مستدركا “لكن، الحقيقة، أن أكثر من نصف المغاربة، رجالا ونساء، ضد أن يصطدموا مع شرع الله”.

وأكد المتحدث أن “هناك جهات خارجية تعمل على هذا الاتجاه، وحسبها فلا وجود لرجل وامرأة كل ما هناك كائنات بشرية متساوية في كل شيء”، موجها دعوة إلى المغاربة من أجل ألا “يساندوا هذه الدعوة وألا يشاركوا فيها”، معللا ذلك بـ”إذا كان هناك مشكل في مدونة الأسرة نحن في حزبنا مستعدون لمناقشتها بُندا بُندا، وإذا كان هناك حيف على المرأة أو الأطفال أو الرجل فسنناقشه”.

وحذر ابن كيران المطالبين بالمناصفة في الإرث، الذين وصفهم بـ”نبتة السوء”، من مغبة ما يدعون إليه، وصرح بالقول: “ما سأوقل لهؤلاء العلمانيين أو اليساريين، نحن لدينا بنية وصمدت، وبالأمس كان لدينا الربيع العربي، وتجاوزناه لثقة الناس في المرجعية التي نؤمن بها، وأنتم تغامرون بكل هذا، في وقت لا أحد طلبه منكم”، مضيفا “إذا كان أحد يريد التصرف في ماله كيفما شاء فهذا حقه في حياته، ولكن إذا توفي فلم يعد ذلك حقه، بل حق الشريعة، وإلا فستفتحون علينا أبواب التطرف”.

وأوضح بنكيران أن هذه الدعوات يراد بها “أنه إذا توفي الأب أو الأم فالإرث يقسم على الأبناء بالتساوي، لكنهم يريدون بهذا خلق العداوة بين الأخ والأخت، لأن المغاربة مسلمون، ويقرؤون القرآن والجميع يعرف أن الولد يرث ضعف ما ترثه الأنثى، وعندما نسن قانون يخالف ذلك، فسيلوم الأخ أخته على أخذ حقه لأن القانون لا يحق له أن يحرمه من شيء أعطاه الله له، وهنا ستنشب عداوة وستتفكك العائلة”.

وأضاف “إذا مررنا هذا الأمر، معنى ذلك أن القرآن لم يعد له معنى من ناحية الأحكام بما أننا أزلنا آية واضحة قاطعة وأحللنا بدلها قانونا لا أعرف من أين هو آت”، مكررا تحذيره مرة أخرة بالقول: “إن وراء الأكمة ما وراءها. لا أقول إن جميعهم نيتهم سيئة، لكن من يعادي سنة الرسول ويطعن في صحة صحيح البخاري وصحيح مسلم، فهو يحارب الإسلام”.

وذكّر ابن كيران بأن الملك “وضع إطارا لإصلاح مدونة الأسرة؛ فالحديث هنا عن مدونة الأسرة، تماسك الأسرة، حقوق المرأة والرجل.. فإذا بنا هذه المرة جاؤوا مباشرة لموضوع المناصفة في الإرث”، مردفا “إذا خرجنا من تغليف مجموعة من مطالب الجمعيات النسائية من إطار إصلاح المدونة وتصحيح أوضاع الأسرة إلى المناصفة”  وهذا وطلب “مبني على فكرة خاطئة وهي المساواة التي لا تراعي خصوصية الرجل والمرأة ومبنية على تعارض واضح مع نص قرآني ثابت وقطعي لا اختلاف فيه”.

واسترسل بهذا الصدد “الملك يقول بصفتي أميرا للمؤمنين لا يمكنني أن أحرم حلالا أو أن أحلل حراما، وهذا يخص ما تؤطره نصوص قطعية، وحتى في تاريخيا، هناك من تجرأ على كتاب الله مثل بورقيبة، لكنه لم يتجرأ على أن يمس هذه المسألة (الإرث)”، مشيرا إلى أن “دولا إسلامية تجرأت على أحكام شرعية وكانت عاقبتها ما ترون اليوم، ومنها تونس والعراق وسوريا والصومال”.

وأردف “هذا الأمر يمثل خطرا على الشرعية وقداسة كتاب الله، إذا أزلنهما فالأساس الذي بنيت عليه الدولة سيزول، لأننا دولة إسلامية حسب الدستور، وسنكون قد خلقنا مشكلا سياسيا، لأن الملك هو أمير المؤمنين، وإمارة المؤمنين مبنية على القرآن الكريم وسنة الرسول والبيعة، التي هي الأساس، والتي استرجعنا بها أقاليمنا الجنوبية”، متسائلا: “فهل هؤلاء يعرفون ما يقومون به أو لا؟”.

وتساءل رئيس الحكومة السابق عن جدوى العودة إلى منظومة الإرث في الشريعة في حالة تحقق مطالب المناصفة، مؤكدا أنها “لن تعود صالحة، ستكسر، وآن ذاك لن يكون هناك حديث عن المساواة، وسنعود للوصية، ومن سيموت سيوصي بماله لمن أراد، وسيحرم من يريد ويعطي من يريد.. دون أن نتحدث عمن يترك أمواله للحيوانات وغيره”، لافتا إلى أن هذا الأمر يطرح مشاكل كثيرة في العديد من البلدان على غرار فرنسا.

ونبّه المتحدث نساء المغرب من خطورة مطالب المناصفة قائلا: “غدا يجب على النساء أن يستعدوا لأن يقول لهن الرجل أن يقسموا مصروف البيت، أعرف أن هناك حالات مثل هذه اليوم، ولكنها قليلة وإن وجدت فتكون بشكل توافقي”، متابعا “الرجل لا يمكن أن يحبل بالطفل مع المرأة أو يرضعه، ومثل هذه الدعوات وصلت إلى أن الإنسان هم من يختار إن كان يريد أن يكون رجلا أم امرأة”.

تعليقات الزوار ( 1 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News