سياسة

ميارة يدين “المنطق الاستعماري” للبرلمان الأوروبي ويحذر من تنامي نزوعات الأنانية والغَلبة

ميارة يدين “المنطق الاستعماري” للبرلمان الأوروبي ويحذر من تنامي نزوعات الأنانية والغَلبة

حذر النعم ميارة، رئيس مجلس المستشارين، من تنامى شعور دولي بالقلق والانشغال حيال هذه التطورات العميقة، في ظل استتباب حالة من عدم اليقين إزاء منظومة العلاقات بين أعضاء المجتمع الدولي.

وسجل ميارة بمناسبة اختتام الدورة الخريفية لمجلس المستشارين، أن هذه التطورات “أفضت إلى خلخلة العديد من التصورات والمفاهيم والقواعد الكلاسيكية الناظمة للعلاقات الدولية، والسعي إلى إعادة تعريفها وتكييفها بما يحافظ لكل دولة على مصالحها الحيوية وفق رؤيتها الخاصة”.

وقال رئيس مجلس المستشارين، إن الواقع بات يأخذ أبعادا خطيرة في ظل تزايد نزوعات الأنانية والغلبة التي تجسدت بشكل واضح في عودة السياسات الحمائية في التجارة الدولية، وخفوت الإيمان بأهمية وجدوى العمل الدولي المشترك وآلياته المؤسساتية.

وأشار ميارة إلى بروز تصرفات ومواقف غير مقبولة لدى بعض الأطراف التي ربما لم تستوعب بعد حجم الديناميات الجديدة والتغيرات الاستراتيجية الكبرى التي غيرت العالم خلال السنوات الماضية وأصبحت تفرض مزيدا من صيغ المشاركة بدل منطق الهيمنة.

ولفت إلى أن أشغال الدورة التشريعية الحالية، تزامنت مع تصاعد المخاطر المحدقة بالعالم، سواء من ناحية المساس بالأمن والاستقرار الدوليين نتيجة تواصل الأزمة الأوكرانية الروسية وما تنطوي عليه من أضرار متنوعة، جراء العواقب الممتدة لتفشي جائحة كورونا وارتفاع أسعار الطاقة وكلفة المواد الخام وعودة التضخم وضعف الاستجابة الدولية لظاهرة التغيرات المناخية وما ترتب عنها من تفاقم مشكلة الجفاف وندرة الموارد المائية على الصعيد العالمي.

ويرى ميارة أنه “لئن كان مُحتما على بلدنا، كغيره من الدول، بحكم موقعه الجيواستراتيجي الحساس، مواجهة هذه المخاطر والضغوطات، فإن مكامن قوته في هذه المواجهة تكمن أساسا في مقوماته وتجربته التاريخية وثقله الحضاري ومؤهلاته الاقتصادية والطبيعية وتماسكه الاجتماعي والسياسي”.

واعتبر رئيس مجلس المستشارين، أن “كل ذلك يشكل صمام الأمان في رفع التحديات والاكراهات بكل ما تستدعيه من يقظة وتعبئة شاملة”، مضيفا “وهو ما يعزز قدرة بلدنا على الصمود والتكيف، بل وتحويل الأزمات إلى فرص للمضي قدما في تنفيذ برامجه وخططه التنموية وإنجاز مشاريعه المهيكلة، بوصفه نموذجا إقليميا رائدا يحظى بالتقدير المعتبر والاحترام المستحق في الساحة الدولية”.

وفي هذا الإطار، وبعلاقة مع التطورات الأخيرة في علاقات المغرب مع الجار الأوروبي، قال ميارة: “نريد أن نتوجه برسالة مباشرة إلى تلك الأطراف والتيارات السياسية التي ورطت البرلمــان الاوروبي في تصرف عدائي ومجــاني تجاه “شريكها الاستراتيجي الموثوق” المملكة المغربية”.

وسجل أن المغرب “يدرك جيدا الخلفيات الحقيقية لهذا الانزلاق غير المقبول، ونجدد استنكارنا الشديد لهذا الموقف النشاز غير المبرر”، وزاد: “فهو قطعا يجافي التطورات السياسية والحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة التي تشهدها المملكة، ويتناقض جملة وتفصيلا مع روح الشراكة والتعاون”.

واعتبر رئيس مجلس المستشارين، أن مثل هذه المواقف “التي تخفي في الواقع ارتهانا بينا للمنطق الاستعماري البائد وعجزا جليا في صياغة مواقف عقلانية تجاه الشركاء، لا تزيد المغرب إلا إيمانا عميقا بصواب اختياراته الاستراتيجية، وتشبثا بقيمه وهويته الوطنية.

وشدد ميارة، على تمسك المملكة، بقناعتها والتزامها الراسخ بالنهج الذي ارتضته لنفسها بقرارات سيادية، وذلك عبر تعزيز المسار الديموقراطي والتنموي في إطار نموذج مغربي- مغربي منفتح على تعميق التعاون مع محيطه الإقليمي والجهوي ومتطلع إلى تنويع شركائه عبر العالم خدمة لمصالحه العليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News