رياضة

حصيلة شطر الذهاب تعِد بإياب ناري والبلغيتي: ثورة “الزعيم” بدأت تعطي ثمارها ووضعية اتحاد طنجة كارثية

حصيلة شطر الذهاب تعِد بإياب ناري والبلغيتي: ثورة “الزعيم” بدأت تعطي ثمارها ووضعية اتحاد طنجة كارثية

حملت رياح شطر ذهاب الدوري الاحترافي المغربي “بطلا” جديدا لبطولة الخريف الفخرية، بإنهاء الجيش الملكي النصف الأول من الموسم في صدارة الترتيب بـ31 نقطة، بفارق النسبة العامة عن الوداد الرياضي، بطل الموسم الماضي.

وأنهى الجيش الملكي سيطرة الوداد على لقب الخريف الرمزي في آخر 4 مواسم، علما أن الفريق الأحمر أنهى شطر الذهاب في صدارة الترتيب 7 مرات في المواسم الـ8 الأخيرة، وتمكن فيها من إحراز الدرع في 5 مناسبات.

ويرى المحلل والناقد الرياضي المغربي، عبد العزيز البلغيتي، في تصريح لـ”مدار21″ أن حصيلة شطر الذهاب لم تحمل مفاجآت كبيرة “لكن كانت هناك تنافسية كبيرة بين الفرق الكبيرة، سيما الأندية المرجعية على غرار الجيش الملكي الذي عاد بقوة وبصم على مسار جيد جدا متفوقا على حامل لقب النسخة الماضية وبطل إفريقيا، الوداد الرياضي، والرجاء الرياضي العائد إلى التوجه في آخر الدورات”.

وأوضح البلغيتي أن الجيش الملكي استحق لقب بطل الخريف بس هبب “الثورة التي يعيشها الفريق في الفترة الأخيرة”، مؤكدا أن النصف الثاني من الموسم الكروي سيكون حافلا للفريق الرباطي الذي تنتظره استحقاقات كبيرة على مستوى كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم متوقعا أن يكون الموسم الحالي بوابة عودة “الزعيم” الذي سينافس بقوة على لقب الدوري المغربي وكأس “الكاف”.

ويعد الجيش الملكي والوداد أكثر أندية الدوري الاحترافي تحقيقا للفوز بـ9 انتصارات، ويليهما الفتح الرباطي، صاحب المركز الثالث، بثمانية انتصارات، ثم الرجاء الرياضي، الرابع، بسبعة انتصارات.

ويملك الفريق العسكري أقوى خط هجوم في الدوري حتى الآن بـ25 هدفا، 1.66 هدف في كل مباراة، وتليه أندية الوداد، الفتح والرجاء، بـ18 هدفا، بمعدل 1.2 هدف في المباراة الواحدة.

موسم كارثي لطنجة وأولمبيك خريبكة

وشهد الشطر الأول من البطولة الاحترافية ظاهرة غريبة، بعدما لم يتمكن فريقان من تذوق طعم الانتصار في 15 مباراة.

وفشل أولمبيك خريبكة واتحاد طنجة، بطلا المغرب سنتي 2007 و2018 تواليا، من إدراك نتيجة الفوز، إذ اكتفى الأول بـ7 تعادلات مقابل 8 هزائم، في حين مني الثاني بـ13 هزيمة وتعادل في مبارتين.

هذه النتائج “الكارثية” وضعت الفريقين في أسفل سبورة الترتيب، إذ يحتل “الأوصيكا” المركز قبل الأخير بـ7 نقاط، فيما يقبع “فارس البوغاز” في المركز الأخير برصيد نقطتين فقط.

ويملك اتحاد طنجة أسوأ خط دفاعي في النصف الأول من عمر الدوري المغربي، إذ استقبلت شباكه 25 هدفا بمعدل 1.66 هدفا في كل مباراة، ويليه المغرب التطواني، صاحب المركز الـ12 بـ16 نقطة، بـ23 هدفا، ثم مولودية وجدة، المحتل للمركز الـ14 بـ13 نقطة، بـ20 هدفا.

وتحسّر البلغيتي على مآل اتحاد طنجة الذي كان رقما صعبا في معادلة الدوري المغربي، وصرّح للجريدة قائلا: “اتحاد طنجة قدم أداء كارثيا في النصف الأول من الموسم والأسواء له على الإطلاق منذ صعوده إلى دوري الدرجة الأولى”، مضيفا “لقد تكبد نتائج مخيبة منذ انطلاقة الموسم مع العديد من المدربين الذي تعاقبوا على تدريبه هذا الموسم آخرهم ابن الدار البيضاء هلال الطير الذي لم يستطع إيجاد وصفة لإعادة التوازن للفريق لعزف نغمة الفوز والخروج من أزمة النتائج التي يعاني منها فارس عاصمة البوغاز”.

وتأسف المحلّل الرياضي أيضا على وضعية أولمبيك خريبكة الذي كان واحد من الفرق المرجعية التي تنشط البطولة الوطنية، مشيرا إلى أن هناك فرق أخرى تعاني في صمت على غرار الدفاع الحسني الجديدي الذي لم يستعد هويته رغم قدوم المدرب التونسي لسعد الشابي، وحسنية أكادير والمغرب التطواني ومولودية وجدة.

بداية لا تخلوا من مفاجآت

وشهد النصف الأول من الدوري الاحترافي مفجآت بصمت خلالها أندية، عانت الموسم الماضي من شبح النزول، على مستويات كبيرة على غرار أولمبيك آسفي، خامس الترتيب بـ24 نقطة، اتحاد تواركة، السابع بـ22 نقطة وشباب السوالم، المحتل للمركز الثامن بـ21 نقطة، ما اعتبره عبد العزيز البلغيتي ظاهرة صحية تضاعف شدة التنافس والحماس.

ويشير المحلل الرياضي بهذا الصدد إلى أن من بين سمات مرحلة الذهاب انتفاضة بعض الأندية التي تجنبت الهبوط إلى القسم الثاني في آخر الدورات، وأوضح قائلا: “أندية عانت في الموسم الماضي أصبح لها حضور وازن هذه السنة، وأقصد هنا شباب السوالم واتحاد تواركة بمدربين مغربيين هما زكرياء عبوب وطارق السكتيوي، ما يؤكد أن هناك تنافسية مفتوحة على كل الاحتمالات بين كل الفرق”.

وأشاد البلغيتي بـ”طارق السكتيوي العائد إلى البطولة الوطنية بعد تجارب خارج أرض الوطن، الذي يحقق مع اتحاد تواركة معه نتائج جيدة رغم بعض الهزائم التي تبعثر أوراقه”، مشدد على أن المدرب السابق لنهضة بركان والمغرب الفاسي “يعد واحدا من المدربين الرائعين في البطولة الوطنية”.

وأكد الناقد الرياضي أن المغرب الفاسي، صاحب المركز الثامن، وجد استقراره الفني في الوقت المناسب بعد قدوم المدرب عبد الرحيم شكيليط، لافتا إلى أن المغرب التطواني، المحتل للرتبة الـ12، يعيش تذبذبا في النتائج”، بيد أنه أكد أن “لديه فرصة العودة في فترة الإياب”.

239 هدفا.. غزارة تهديفية

وشهدت الـ15 جولة من مرحلة الذهاب غزارة تهديفية بتسجيل 239 هدفا في 120 مباراة، بمعدل قرابة هدفين في كل لقاء.

وكانت الجولة الخامسة الأكثر تهديفا برصيد 24 هدفا، وتليها الجولة السابعة بـ20 هدفا، ثم الجولة الـ11 بـ19 هدفا، بينما أكثر الجولات شحّا تهديفيا فكانت الدورة الأولى بـ11 هدفا.

ويعد فريقا اتحاد طنجة وأولمبيك خريبكة أقل الأندية زيارة للشباك، إذ سجل الفريق الأزرق 5 أهداف فقط في 15 مباراة بينما وقع “فارس الفوسفاط” سبعة أهداف.

ورغم الغزارة التهديفية للفرق الوطنية بتسجيلها 239 هدفا في شطر الذهاب، لم ينعكس ذلك على حصيلة المهاجمين، إذ لم يتجاوز رصيد متصدر ترتيب الهدافين، حمزة هنوري، مهاجم الفتح الرباطي، 8 أهداف، ويليه مصطفى السهد بـ7 أهداف، سجل 5 منها بقميص شباب السوالم قبل أن ينتقل إلى الجيش الملكي الذي سجل بقميصه هدفين، فيما يتشارك كل من أيمن الحسوني (الوداد)، يوسف مهري (حسنية أكادير)، محمد كمال (المغرب التطواني)، المركز الثالث بمجموع 6 أهداف.

التحكيم.. “حليمة لم تغير عادتها القديمة”

لم تكن بداية الموسم مثالية لـ”قضاة” الملاعب الوطنية، إذ شهدت الجولة الافتتاحية انتقادات لاذعة للحكام وتقنية الفيديو “الفار” سيما مباراة حسنية أكادير ونهضة بركان ثم الرجاء الرياضي ضد أولمبيك آسفي.

وعكس ما كان متوقعا، استمر الجدل في الكثير من المباريات خلال النصف الأول من الموسم الجاري، وبلغت قمتها في مباراة الديربي 133 بين الوداد وغريمه الرجاء لحساب الجولة السادسة، عندما وصف الفريق الأخضر أداء الفريق التحكيمي للمواجهة بقيادة سمير الكزاز بـ”المجزرة التحكيمية” فيما اعتبره الوداديون “منحازا للفريق الأخضر”.

وفي وقت من المفترض أن تكون تقنية “الفار” عاملا مقللا للهفوات التحكيمية، ظلّت دار لقمان على حالها، وشكلت الاحتجاجات على الحكام من الأندية والجماهير السمة الأبرز لأغلب جولات شطر الذهاب، إذ راسلت العديد من الفرق مديرية التحكيم للاحتجاج على الأخطاء التحكيمية، التي كانت في كثير منها مؤثرة على نتيجة المباريات ورجحت كفة طرف على آخر.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتدوينات الساخطة على مستوى الحكام في الدوري المغربي رغم الاعتماد على تقنيتي الفيديو والتسلل اللتين تقللان هامش ارتكاب الأخطاء، ما زاد من حدة الاحتقان بين الجماهير والحكام خلال المباريات وشحن الأجواء في العديد من اللقاءات، إلى درجة المطالبة بتعيين حكام أجانب لمباريات القمة.

وستكون الأضواء مسلطة على “قضاة” الملاعب خلال النصف الثاني من الدوري الاحترافي الذي يعرف منافسة محتدمة في قمة وأسفل سبورة الترتيب، بين الأندية الساعية للتتويج بلقب البطولة رقم 12 بنظام الاحتراف والفرق الطامحة إلى الهروب من المناطق المكهربة المؤدية إلى القسم الوطني الثاني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News