من هي نوال خليفة التي أنهت هيمنة الرجال على رئاسة الأندية؟

فاجأ المكتب المديري للفتح الرباطي متابعي الشأن الكروي المغربي بتنحية رئيسه المنتدب، حمزة الحجوي، وتعيين نوال خليفة في منصبه، لتصبح ثاني امرأة تترأس فريقا مغربيا لكرة القدم على مر التاريخ، بعد الراحلة سميرة الزاولي، رئيسة الاتحاد البيضاوي السابقة.

وأوضح بلاغ للفريق الرباطي، نشر اليوم الأربعاء على موقعه الرسمي، أن” المكتب المديري، الذي يترأسه منير المجيدي، قرّر تعيين نوال خليفة رئيسة منتدبة، لفرع كرة القدم باتحاد الفتح الرياضي”.

هذا التعيين الثاني من نوعه في كرة القدم الوطنية يأتي لـ”إعطاء دفعة جديدة لهذا الفرع من خلال تفعيل أوراش كبرى للموسم المقبل والسنوات القادمة أيضا، حيث ستكون نوال خليفة مطالبة بإعطاء أهمية قصوى للتكوين واكتشاف المواهب”، وفق البلاغ.

ولن تكون مهمة خليفة سهلة داخل فريق يبدو أنه فقد البوصلة التي قادته إلى التتويج بلقب الدوري الاحترافي الأول في تاريخه موسم (2015-2016)، ولقبه السادس في كأس العرش (2013-2014)، كما أنه عانى الموسم الماضي للحفاظ على مكانته داخل دوري الدرجة الأولى.

ورسم المكتب المديري للفتح الرباطي للرئيسة الجديدة لفرع كرة القدم خارطة طريق ستشكل تحديا ومحكا لخبرة راكمتها لسنوات في التسيير والإدارة المالية، إذ سيكون عليها “رفع المستوى التنظيمي وتنافسية النادي من خلال سياسة تعاقدات مُعقلنة والتكوين الفعّال، تأكيدا لتوجيهات رئيس النادي، الذي يعطي لتأطير الشباب عن طريق التربية الرياضية، أهمية بالغة”، حسب البلاغ ذاته.

وراكمت خليفة خبرة كبيرة في التسيير الرياضي، إذ التحقت بالفتح الرباطي سنة 2008، وكانت تشغل منصب نائبة أمين المال، كما مثلت الفريق في المكتب الجامعي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ما بين سنة 2009 و2014.

حاصلة على دبلوم الدراسات العليا في الإدارة من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات “”ISCAE وماستر في إدارة الأعمال من جامعة “كامبريدج”، انضمت نوال خليفة إلى المكتب الوطني للماء والكهرباء عام 1994، وشغلت مناصب مختلفة بقسم الموارد البشرية حتى فبراير 2001 عندما استدعيت لتكون جزءا من لجنة إعادة الهيكلة التي قامت بإصلاح الاستراتيجية والهيكلة المركزية والإقليمية للمكتب.

في مارس 2007، بعد مغادرة المدير المالي المكتب الوطني للماء والكهرباء، سيتم تعيينها رئيسا لقسم الشؤون المالية، كما أوكلت إليها مهمة السهر على تنزيل وتعميم النظام المعلوماتي “SAP” فيما يتعلق بمجال المحاسبة المالية، إضافة إلى البحث عن التمويل من الجهات المانحة، وإدارة الخزينة وإجراء تقييمات المشاريع والدراسات الاقتصادية والمالية وتحصيل الديون.

وواصلت نوال خليفة تسلق الدرجات داخل المكتب الوطني للماء والكهرباء. ففي يونيو 2008، سيتم تعيينها مديرة مركزية مسؤولة عن قسم المالية، وستستمر في شغل الإدارة المالية بالنيابة إلى جانب 3 أقسام أخرى هي المبيعات والتسويق، ونظام المعلومات والرقابة الإدارية، والشؤون القانونية وإجراءات الأراضي.

حنكتها التسييرية قادتها سنة 2014 إلى التتويج بجائزة البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية من فئة “الإنجازات الاستثنائية في الصناعة”، على هامش الدورة الـ23 للجمعيات السنوية المنعقدة بفارسوفيا، وكانت آن ذاك المرأة الوحيدة على الصعيدين الإفريقي والعربي التي منحت تلك الجائزة.

إضافة إلى ذلك، تشغل نوال خليفة حاليا منصب عضو مجلس إدارة “Tanger med utilities”، الشركة الفرع للخدمات في مجموعة طنجة المتوسط.

مسارها المهني الحافل سيجعلها محط الأنظار في المواسم المقبلة، سيما أن انطلاقة الموسم المقبل ستشهد بداية عهد تسييري جديد داخل الأندية الوطنية باعتماد الشركات الرياضية، التي ستعمل على القطع مع عهد التسيير العشوائي والمنفرد لرؤساء الجمعيات الرياضية وفسح المجال أمام الكفاءات من ذوي الاختصاص لبلورة نموذج رياضي واقتصادي خاص بكل ناد يمنحها الاستقرار ويتيح لها التنافس في أعلى مستوى، محليا وقاريا.