جالية

المغربي صانع “كأس العالم”: الأسود حققوا بأيام ما لم تحققه الدعاية السياحية بسنوات

المغربي صانع “كأس العالم”: الأسود حققوا بأيام ما لم تحققه الدعاية السياحية بسنوات

عبر أحمد ايت سيدي عبد القادر، الحرفي المغربي والأجنبي الوحيد من بين الحرفيين في شركة إيطالية مكلفة بصنع مجسم كأس العالم، عن فخره بما حققه أسود الأطلس في المنافسات الأخيرة، مؤكدا أن المنتخب الوطني أعطى صورة جيدة جدا عن المغرب والمغاربة للجميع.

وقال عبد القادر إنه وفي إيطاليا، حيث يقطن منذ سنوات، شجع الإيطاليون، والذي لم يتمكن فريقهم من التأهل لكأس العالم، المنتخب الوطني طوال رحلته في كأس العالم، مؤكدا أن ما حصل في قطر “جعل المغاربة يعاملون معاملة استثنائية.. عندما يكتشف الناس أنني مغربي، سواء في الإدارة أو في السوبر ماركت، فإنهم لا يترددون في ذكر أسود الأطلس ومسيرتهم الممتازة، والتي جعلتهم يصنفون من بين الأفضل في المونديال.

وأضاف في حوار مع “لوبنيان” أن المغرب أصبح في قلب المناقشات، ليس في إيطاليا فقط بل في كل العالم، والجميع مهتم ببلدنا ويسعى لمعرفة المزيد للوصول إليه، مشيرا في الوقت نفسه أن الإنجاز الذي حققه المنتخب الوطني استطاع أن يمنح المغرب، في غضون أيام قليلة، ما لا يمكن تحقيقه بسنوات طويلة من الدعاية السياحية.

وعن مساره، أكد أنه ومنذ مغادرته ورزازات نحو الأراضي الإيطالية، وفي أوائل التعسينيات، وبفض مهاراته، استطاع ولوج عالم صيانة قطع الغيار، ليلتحق بعدها بالشركة الإيطالية المتخصصة في تصميم وتصنيع الميداليات والجوائز للمسابقات الرياضية الدولية.

وكشف الحرفي المغربي، والتي باتت قصته حديث وسائل إعلام دولية، أنه أكثر شخص في العالم ساهم في إعداد وتزيين كأس العالم، النسخة الأصلية، والنسخة المطابقة، إذ أنه عمل على إعداد المجسم الأصلي لـ6 لدورات مونديالية، سنوات 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، و2006 في ألمانيا، و2010 في جنوب إفريقيا، و2014 في البرازيل، و2018 في روسيا، وأيضا دورة 2022 في قطر، وكذلك ساهم في صناعة المجسم المطابق لجميع الدورات السابقة.

واعتبر أن عيش هذه التجرية الفريدة والعمل من أجل تصميم كأس يبهج أمة بأكملها “يجعلني أشعر بالفخر، خاصة أنني مغربي ولأنني رأيت أن فريق بلدي كان في سباق للفوز بهذا المجسم”، مضيفا أن اهتمامه بالحرف اليدوية ليس وليد الصدفة، لأنه ينتمي إلى عائلة من الحرفيين. “منذ الصغر، شاهدت والدتي تنسج السجاد لبيعها للسياح في المنطقة (ورزازات) هذا هو المكان الذي تعلمت فيه حب الحرف اليدوية”.

وبخصوص فكرة عودته للمغرب للاستقرار والاستثمار، قال عبد القادر والذي عاش أزيد من 20 في أوروبا “المغرب في قلوبنا وفي دمائنا..أقول لكم بكل صدق، أنا مهاجر وابن مهاجرين لأن والدي غادر المغرب في الستينيات ليستقر في الخارج. اليوم ، عائلتي الصغيرة في الخارج ، لكن هذا لا يمنعنا من زيارة المغرب كلما أمكن ذلك.

وتابع :”العودة إلى المغرب للاستثمار هناك ثبت أنها صعبة، ليس فقط بالنسبة لي ولكن للعديد من المغاربة حول العالم، خاصة فيما يتعلق بالاختلالات التي لا تزال قائمة في الإدارة العامة. علاوة على ذلك، قرر أقارب لي إطلاق مشاريع في المغرب، لكنهم واجهوا العديد من الصعوبات لتسوية شؤونهم الإدارية من أجل إطلاق مشروع بسيط”.

وأضاف “من المؤكد أن هذا الوضع لم يكن مواتياً للعديد من المغاربة المقيمين بالخارج الراغبين في الشروع في الاستثمار في البلد الأم.. ويمكن أن يؤثر ذلك على إرادة الكثيرين الآخرين، لأنه لا أحد يريد اليوم المخاطرة بإضاعة الوقت بين الإدارات والمسؤولين”.

ودعا الحرفي المغربي الأشهر في العالم إلى ضرورة تسريع الإجراءات الإدارية، قائلا “في بعض دول العالم العربي، يحق لصاحب المشروع إجراء إداري سهل ومرن وأقل دقة لا يتجاوز 24 ساعة، أما في المغرب، فإن الإجراء الإداريية تطول لأكثر من ذلك بكثير”، مشيرا إلى أن العديد من المهاجرين خسروا أراضيهم وعقاراتهم وحتى أموالهم بسبب تعليق ملفات الاستثمار الخاصة بالعديد من المغاربة المقيمين بالخارج في محاكم مختلفة في المملكة لسنوات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News