“الشيخ سار”.. سباحة ضد منطق العصر!

عكس كل الدعوات الرسمية والسياسات الحكومية التي تعمل على إدماج نصف المجتمع الثاني ضمن مسار التنمية، وتمكين المرأة من حقوقها كاملة، يسبح إلياس الخريسي، الملقب ب”الشيخ سار”، ومعه تيار من الشباب، عكس المنطق السليم للعصر، بشنهم حملة غارقة في التعميم ضد الموظفة المغربية، بالدعوة إلى عدم الزواج منها.

وبالرغم من أن عمل المرأة ليس جديدا على المجتمع المغربي، ذلك أن المرأة الموظفة ساهمت في تنشئة جيل من بنات وأبناء المغاربة وتعليمهم وسهرت على تلقينهم مبادئ الحياة، إلا أن “تيار” الخريسي يُصر على مسح السماء ب”ليقة” وخلط الجد بالهزل للخروج بموقف غريب يقصي نصف المجتمع.

ويتوسل “الشيخ سار”، الذي أطلق مجموعة فايسبوكية بعنوان “مغاربة ضد الزواج بالموظفات”، بحجج تخلط الدين ببعض التجارب الفاشلة، محاولا الترويج لإقصاء نصف المجتمع من حقوقه، لا سيما في العمل وإنشاء أسرة.

ومع أن هذه الدعوات لا تجد مستقرا لها عند العاقلين، الذي يدركون أن نجاح العلاقات الزوجية أو فشلها غير مقرون بوظيفة المرأة، إلا أنها مناسبة لتذكير أمثال “الشيخ” بأن يخرسوا ألسنتهم عن أعراض الناس واختياراتهم في الحياة، وأن ينصحوا أنفسهم أولا بأن يخوضوا فيما يعينهم، وإن أرادوا تقديم النصيحة فليكن من خلال نجاح تجاربهم في الحياة بدل مهاجمة تجارب الآخرين والسعي لتهديمها.