رباح: اعتزلت العمل السياسي وسأقف ضد تحويل مبادرة “الوطن أولا” إلى حزب

وسط غياب وجوه سياسية بارزة، خاصة من العدالة والتنمية، أطلق الوزير والقيادي السابق بحزب البيجدي عزيز رباح، مبادرته المدنية “الوطن أولا ودائما”، وهي المبادرة التي شرع رباح في التحضير لها منذ قرابة سنة بعد “النكسة” التي تعرض لها حزبه في انتخابات شتنبر 2021.

وقال رباح، خلال حفل إطلاق مبادرة “الوطن أولا ودائما”، الذي احتضنته قاعة باحنيني بالرباط، إن اختيار هذا الشعار جاء من أجل التأكيد على البعد الوطني وعلى القيم والثوابت الوطنية والعمل في إطار التوجهات الكبرى للمملكة واختياراتها الاستراتيجية ومواجهة التحديات وتقديم الأجوبة على الانتظارات المطروحة.

وأكد الوزير السابق، أن فكرة تأسيس المبادرة قديمة وتعود إلى سنة 2015، “لكنها تأجلت بسبب الالتزامات”، وأضاف أنه “بعد ثمانية أشهر انطلقنا في م تفكير جماعي من أجل أن نطلق دينامية داخل المجتمع تنضاف إلى باقي الديناميات الموجودة التي أطلقها سياسيون سابقون ويقف وراءها خبراء وعلماء ومهنيون”.

وشدد رباح، على أن مبادرة “الوطن أولا ودائما”، لن تتحول إلى حزب سياسي، بل ستظل دينامية مدنية ينحصر مجال اشتغالها في تتبع السياسات العمومية والبرامج التنموية على المستويين الوطني والمحلي، وأورد: “البعض روج لذلك تلقى اتصالات كثيرة حول ما إذا كانت المبادرة تمهد الطريق لتأسيس حزب سياسي جديد، وكان جوابي واضح حتى مع الإخوة والأخوات الذين قررنا رفقتهم تأسيس هذه المبادرة كان هنالك عهد بيننا أن تظل منظمة مدنية والذين انخرطوا هذا شرطهم”.

وتابع : “ستبقى مبادرة مدنية وتنموية لن تتحول إلى حزب” وزاد: على أية حال أنا سأكون ضد من يقترح أن تتحول مبادرة “الوطن أولا ودائما” إلى حزب أو إلى نقابة، وقال بإنه قرر بشكل نهائي اعتزال العمل الحزبي لكي يتفرغ للعمل المدني بعد 25 سنة في العمل السياسي في صفوف البيجدي،  وأردف : “ما تبقى من العمر نفرغه في هذا العمل، وفي أعمال أخرى قد تكون صالحة لهذا الوطن”.

وسجل القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، أن الأحزاب والنقابات موجودة لمن يرغب في الاشتغال فيها فله ذلك، لكن هذه منظمة مدنية سنحاول ان نكون قيمة مضافة بالمغرب، موردا: حرصنا في القانون الأساسي لمبادرة “الوطن أولا ودائما” على وضع احتياطات حتى لا تتحول المبادرة إلى حزب سياسي أو نقابة.

وأكد أن مبادرته تضم أعضاء من عموم المواطنين، ” كل من أراد الانخراط فتحنا الباب أمامه” واستدرك : لكن حرصنا على ألا تكون وجوه بارزة لأنه في تقديرنا كل وجه بارز يمكنه أن يخلق مبادرة مشابهة محلية أو وطنية وإذا تم ذلك سيفسح المجال أمام التنافس بين مختلف الفعاليات المدنية، لافتا إلى أن المبادرة التي يقودها “تضم كفاءات تشتغل في الظل ووجدت هذا الفضاء أرحب لكي تقدم من خبرتها وتجربتها ومن علمها وعلاقتها لصالح الوطن”

وبحسب رباح فإن مجال اشتغال المبادرة المدنية المذكورة، يرتكز على أربعة محاور أساسية،  وفي مقدمتها، الترافع مع كافة المغاربة الغيورين عن القضايا الوطينة خاصة ملف الصحراء المغربية مع الإسهام في الاشعاع الوطني، سيما ما تتميز به المملكة من حضارة وثقافة وتاريخ وبالتالي نتعاون مع الجالية المقيمة بالخارج من أجل تحقيق الاشعاع المطلوب

ويتعلق المحور الثاني الذي ستهتم به المبادرة، -وفق مؤسسها -بالاشتغال داخل المجتمع، لتعزيز قيمه الوطنية والمغربية الأصيلة والانفتاح على التحولات الدولية، فيما يهم المحور الثالث موضوع المسار التنموي الذي أطلقه الملك محمد السادس، أوضح رباح أنه” من خلال خبراء المبادرة وفي إطار شراكات وتعاون مع الآخرين والمؤسسات الوطنية، سنقدم آراءنا وأفكارنا واقتراحاتنا حول السياسات العمومية والبرامج الحكومية وأن المبادرة لن تكون إلا إضافة نوعية في هذا المجال”.

وأكد رباح أن المحور الرابع، الذي ستعنى به مبادرة “الوطن أولا ودائما”،  يتعلق بالتأطير “في ظل الحاجة الماسة للتكوين خاصة الشباب والطلبة و النساء وحاملي المشاريع” مشيرا إلى إطلاق نداء من داخل المبادرة من أجل تشكيل شبكة من الخبراء لتأطير المواطنين

وأوضح مؤسس مبادرة “الوطن أولا ودائما ، أنه بعد المؤتمر التأسيسي، ستشرع المبادرة في إحداث فروع لها على مستوى جهات المملكة مع عقد شراكات مع مختلف المؤسسات والجمعيات، معربا في السياق ذاته، عن أمله في أن تكون المبادرة قيمة مضافة في الساحة الوطنية.