سياسة

المغرب والحرارة يكلفان إسبانيا 75 مليون يورو في موسم البطيخ

المغرب والحرارة يكلفان إسبانيا 75 مليون يورو في موسم البطيخ

يبدو أن الأزمة المغربية الإسبانية بدأت تتخد واجهات جديدة، ففي وقت ما زالت إسبانيا تترقب باهتمام كبير أي إشارة إيجابية من طرف الدبلوماسية المغربية من شأنها أن تعيد العلاقات الثنائية بين البلدين إلى سابق عهدها بعد أشهر من “البرود الحاد”، خرج فلاحو منطقة ألميريا الإسبانية ليدقوا ناقوس الخطر محذّرين حكومة سانشيز، والاتحاد الأوروبي مما أسموه “الحرب الجديدة للمغرب ضد إسبانيا”، والتي ترتب عنها “خسارة فادحة في الموسم الفلاحي الإسباني، في غفلة من المسؤولين والسياسيين” على حد تعبيرهم.

وتكبّد مزارعو البطيخ في ألميريا الإسبانية خسائر فادحة خلال الموسم الفلاحي الحالي كلفتهم ما يزيد عن 75 مليون يورو، وهو “الوضع المزري” الذي تدخلت فيه “عدة عوامل على رأسها المنافسة غير الشريفة” التي يقوم بها المغرب في هذا المجال، على حد تعبيرهم، خاصة بعد الأزمة السياسية بين البلدين في الأشهر الأخيرة والتي شملت تداعياتها الموسم الفلاحي أيضا.

وإلى جانب ما سبق، يشتكي المزارعون الإسبان من درجات الحرارة المنخفضة التي شهدتها البلاد والتي أدت بدورها إلى إبطاء استهلاك فاكهة البطيخ بالجارة الشمالية، وكانت عاملا من عوامل خسارتهم الكبيرة في هذا الموسم الزراعي.

وفي ذات السياق، ظهرت مجموعة من الصور التي تداولها الإعلام الإسباني لفاكهة البطيخ ملقاة على الأرض، بعدما انتهى موسمها الفلاحي دون تحقيق أدنى نسبة من الربح بالنسبة للفلاحين، الذين شددوا على أن هذه الخسارة هي سابقة تعد الأولى من نوعها في تاريخ البلاد وهو ما يفسر أيضا الأسعار المنخفضة التي شهدتها الفاكهة “بسبب المنافسة الوحشية وغير العادلة التي تقوم بها دول مثل المغرب أو السنغال من خلال تصدير الفاكهة بشكل متزايد إلى أوروبا، حيث تختلف معايير الجودة الخاصة بها بشكل كبير عن تلك الموجودة في أوروبا”، على حد تعبير أحد الفلاحين المنتمين لجمعية المزارعين الشباب في المنطقة.

ويرى الفلاحون الإسبان أنه موسم “الإحباط” للفلاحة الإسبانية جاء بسبب درجات الحرارة المنخفضة التي شهدتها البلاد إلى جانب المنافسة الكبيرة مع دول جنوب البلاد، خاصة مع تزايد كمية المنتجات الأجنبية المستوردة، وهو ما يستوجب بحسبهم “التدخل العاجل للاتحاد الأوروبي من أجل حلحلة الأمر بصفة فورية وبشكل صارم باعتباره المتحكم في دخول المنتجات من قبل الدول في العالم الثالث” في مواجهة الوضع الحالي، مشدّدين على أنهم متشائمون من المستقبل ذلك أن الدول المعنية تشهد نموا فلاحيا متزايدا، على غرار المغرب.

وارتفعت نسبة استيراد البطيخ من المغرب في عام 2021 بأكثر من 3 بالمائة مقارنة بعام 2020، وبنسبة 27.5 بالمائة في القيمة المادية التي وصلت 16.5 مليون يورو، هذا يفترض متوسط ​​سعر 0.91 يورو / كيلو. غير أنه وفي غضون ذلك، انتهى موسم البطيخ في ألميريا بأسعار “بخسة جدا”، وهو ما دفع المزارعين إلى التخلص من أطنان الفاكهة.

وحذّر فلاحو ألميريا الحكومة مما يحدث أمام أنظارهم، مشدّدين على أن الخسارة التي تكبّدها موسم البطيخ ستمتد أيضا لمحاصيل أخرى قد تختفي في البلاد، على غرار الخيار أو الطماطم، وهو ما دفع مزارعين إلى اتخاد قرار التوقف عن زراعة هذه المنتجات مخافة أن ينتهي بهم الأمر بخسائر مادية كبيرة، كما حدث مع البطيخ، حيث تم تسجيل خسارة 6000 يورو للهكتار في المتوسط ​​من محاصيل هذه الفاكهة.

وأورد الفلاحون في تصريحات صحفية، أن زراعة البطيخ تزامنت مع بداية الأزمة المغربية الإسبانية، عقب دخول إبراهيم غالي زعيم البوليساريو إلى بر المملكة الإسبانية بهوية مزوّرة، وهو ما جعل المغرب بحسبهم “يضع هذه الخطة، لتمتد الأزمة إلى القطاع الزراعي، من خلال إغراق سوق البلد بمنتجاتهم، وبالتالي يكبد الفلاحة الإسبانية خسائر بالجملة”.

ويرى المزارعون أن الحل الوحيد الآن هو حماية منتج البلدان من طرف الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن “تكلفة الإنتاج ستكون كبيرة مقارنة مع دول الجنوب، لأنها ملتزمة بمعايير الجودة من حيث الأسمدة وغيرها… وهي أمور لا يلتزم بها في المغرب الذي راهن بقوة على فلاحته واستثمر فيها أموالا طائلة من خلال إنشاء شبكة مياه في جميع أنحاء البلاد”.

ويرى الفلاحون أن المنافسة مع المغرب في المجال الفلاحي “غير عادلة” بالنسبة لهم، ذلك أن المملكة بحسبهم تستخدم الأراضي الصحراوية حتى تنمو زراعتها للبطيخ، وهو الأمر الذي لم يكن في اتفاقهم مع الاتحاد الأروبي وبالتالي “هم لا يمتثلون للقواعد التي تفرضها أوروبا علينا كفلاحين، ويجب على سياسيينا أن يفهموا أن هذا أمر غير مقبول، إنها حرب.” على حد تعبير أحد الفلاحين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News