سياسة

بوريطة: المغرب بلور تصورا جديدا لعلاقاته مع أوروبا بعيدا عن التجاذبات السياسية

بوريطة: المغرب بلور تصورا جديدا لعلاقاته مع أوروبا بعيدا عن التجاذبات السياسية

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، إن سنة 2022 وضعت القارة الأوربية في قلب الأحداث والمتغيرات الكبرى التي يعرفها العالم، مشيرا إلى أنه بعد التعافي التدريجي من آثار جائحة كورونا والانتعاش النسبي لاقتصاداتها، تعيس الدول الأوربية اليوم حالة من الترقب بفعل الصراع الروسي الأوكراني، الذي غير التوازنات لجيوسياسية بين القوى الفاعلة داخل أوروبا وفي علاقاتها بدول الجوار بفعل التأثر البالغ من أزمة الطاقة.

وأوضح بوريطة، وفق تقرير لجنة الخارجية والدفاع الوطني والمغارمة المقيمن بالخارج بمجلس المتشارين، أن الدبلوماسية المغربية انتهجت مقاربة استيباقية للتعامل مع هذه المتغيرات، خدمة للمصالح الجوهرية للمملكة، وذلك بالارتكاز على النظر المتبصرة والتعليمات الملكية، لافتا إلى أن المغرب بلور تصورا جديدا لعلاقاته مع شركائه الأوروبيين، مبنيا على التشبث بمبادئ المملكة من خلال النأي بنفسه عن التجاذبات السياسية.

وأضاف وزير الشؤون الخارجية، بمناسبة مناقشة الميزانية الفرعية للوزارة برسم سنة2023، أن تصور المملكة الجديد يقوم أيضا على  احترام سيادة الدول ووحدتها تماشيا وروح القوانين الدولية مما رسخ وضع المغرب كشريك موثوق به واعتبراه فاعلا مهما في استتباب الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدا في السياق ذاته، أن المغرب سعى إلى الحفاظ على علاقته المتميزة مع روسيا بعيدا عن تداعيات وتبعات الأزمة الروسية-الأوكرانية

وفيما يتعلق بالدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، أبرز بوريطة، أن المغرب استثمر الزخم الذي حققه الحوار الاستراتيجي مع المملكة المتحدة، للمضي قدما في تفعيل مضامينه على أرض الواقع وفي حوار سياسي منتظم يرعى مصالح البلدين، مردفا أن المملكة عملت إلى الاستمرار في نسج علاقاتها الاستراتيجية مع فرنسا وتكريس التعاون والحوار حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقال المسؤول الحكومي، إن العلاقات الثنائية بين المغرب واسبانيا شهدت التأسيس لمرحلة جديدة، عبر تعزيز شراكة قوية في كافة المجالات قوامها الشفافية والوضوح، توجت بإعلان مدريد عن دعمها لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، مضيفا أنه “بنفس المقاربة اهتم المغرب بتقوية علاقات التعاون مع ألمانيا وهولندا باعتبارهما شريكين مهمين”.

وأعلن وزير الخارجية المغربي، أنه تم تبديد سوء الفهم الذي طبع العلاقات الثنائية مع البلدين واستئناف التعاون ليشمل جميع المجالات وإطلاق حوار ذي طابع استراتيجي، أفضى إلى تأييد كل من ألمانيا وهولندا لمقترح الحكم الذاتي كأساس جيد لتسوية قضية الصحراء المغربية”.

وأشار بوريطة، إلى أن العلاقات الثنائية مع العديد من الدول الأوربية، شهدت تطورا لافتا، وذلك من تفعيل التشاور السياسي وكذا تعزيز تبادل الزيارات على مستوى وزراء الخارجية على غرار دول كإيطالية ومالطا واليونان وقبرص ورومانيا واستونيا وجورجيا والسويد والنرويج وفلندا.

وأوضح أنه في إطار علاقات المغرب المتميزة مع تركيا مكنت الاتصالات المباشرة بين البلدين من تأكيد موقفها البناء من القضية الوطنية المساندة للوحدة الترابية للمملكة والمعبر عنه في محطات مختلفة، معتبرا أن دخول التعديلات التي شملت اتفاق التبادل الحر حيز التنفيذ بداية شهر ماي المنصرم، يعد ترجمة صريحة لعزم البلدين على تعزيز تعاونهما الثنائي على أساس مبدأ رابح-رابح.

وفي نفس الاتجاه، قال بوريطة، إن الدبلوماسية المغربية، سعت خلال هذه السنة إلى الانفتاح على التجمعات الإقليمية الأخرى خاصة تجمع فيشغراد الذي يضم هنغاريا والتشيك وسلوفاكيا وبولونيا، مهدت لتسجيل مواقف إيجابية بخصوص القضية الوطنية تمثلت في دعم هنغاريا لمقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية للمملكة.كما سارعت بولونيا إلى الاستثمار الفعلي في المناطق الجنوبية للمملكة.

ولفت وزير الشؤون الخارجية، إلى” تكثيف المغرب اتصالاته مع دول البلقان التي أضحت تكتسي اهتماما متزايدا، لاسيما وأن هذه الدول مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي على أن يتم وعلى نفس النهج ، تعزيز العلاقات مع كل من كرواتيا سولفينيا الجبل الأسود مقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك وألبانيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News