سياسة

بايتاس: شراكة الأورومتوسط والخليج بديل للتحرر من الخلفيات التي طبعت علاقات الشمال بالجنوب

بايتاس: شراكة الأورومتوسط والخليج بديل للتحرر من الخلفيات التي طبعت علاقات الشمال بالجنوب

اعتبر مصطفى بايتاس الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في كلمة له خلال منتدى مراكش البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورومتوسطية والخليج، أن هذه المبادرة “ستشكل فضاء مهما للحوار والنقاش في ظرفية تتسم بالكثير من التعقيد، وستكون لا محالة بديلا حقيقيا لإنتاج الحلول واقتراح الأفكار، بشكل يتحرر من بعض الخلفيات التاريخية سواء الثقافية أو الاقتصادية التي طبعت علاقات الشمال بالجنوب، والتي للأسف، كرست سوء الفهم الذي عقد من مسار معالجة المشكلات على أرض الواقع”.

وهنأ بايتاس،  اليوم الأربعاء المشاركين على “هذه المبادرة القيمة التي تجمع بلدان البحر الأبيض المتوسط والخليج، خاصة وأن هذه الدورة تعتبر تأسيسية وتشكل استمرارا في نهج برلمان البحر الأبيض المتوسط الذي ركز منذ تأسيسه على تعزيز التآزر الاقتصادي والمالي والتجاري ومد جسور الشراكات بين الدول الأورومتوسطية ودور الخليج”.

وقال الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، إن “التحولات التي تعرفها الساحة الدولية، وما خلفته من أزمات متتالية، أصبحت تفرض علينا جميعا البحث عن إيجاد سبل التعاون والاعتماد المتبادل بين فضاءاتنا، من أجل تطويق مختلف تداعيات الصراعات الجيوسياسية التي تسبب للبشرية والإنسانية جمعاء عواقب خطيرة تطال أمن واستقرار الشعوب والأوطان على حد سواء”.

وتابع بايتاس أنه “في الوقت الذي لم نتعافى فيه بعد من تداعيات الأزمة التي خلفتها جائحة كوفيد 19 بآثارها المتجددة، تساقطت أزمات أخرى تباعا، لتسائلنا جميعا عن أنجع الحلول لتجاوزها، علما أننا لا تعوزنا لا الإرادة ولا الثقة ولا الخبرة للمساهمة في ضمان الأمن الغذائي والمائي والطاقي العالمي، وهو ما يستلزم التفكير بمنطق مختلف يتحرر من نزوعات الأنانية التي تهدد البشرية إلى رحابة الانتصار للقيم الإنسانية النبيلة، معتمدين على إمكانياتنا وكفاياتنا من خلال شراكات تضمن سيادتنا لا سيما في مجال الطاقة، غير مرتهنين لنظام جيوسياسي متحول ومتعدد الأطراف”.

ودعا بايتاس إلى “خلق شبكة أمان لفضاءاتنا وإيجاد حلول لوقاية اقتصادات بلداننا من الصدمات والأزمات، فعوض اكتفاء كل دولة بالبحث عن حلول ذاتية، والتي لن تجدي نفعا بشكل منفرد، فإن الضرورة أصبحت تفرض علينا التفكير الجماعي والمشترك لوضع استراتيجيات تستند على الفرص التي يتيحها الاعتماد المتبادل بين دول البحر الأبيض المتوسط والخليج، والانفتاح على الطاقات التي تتيحها قارتنا الإفريقية، في إطار شراكات مبنية على الاحترام المتبادل وترجيح مصالح الدول والفضاءات العامة، كما يؤكد على ذلك قائد أمتنا الملك محمد السادس نصره الله منذ توليه عرش المملكة”.

وأوضح المسؤول المغربي “لا شك أن هذا المنتدى المهم الذي يتأسس في هذا السياق وبهذه القناعات، سيشكل علامة فارقة في اقتراح الحلول وإطلاق المبادرات لتحقيق تحول نموذجي في معالجة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية، وتلك المتعلقة بالمناخ والتي تؤثر على المنطقة المتوسطية وإفريقيا والخليج، قصد ضمان تكامل اقتصادي أكثر فعالية وقادرا على الصمود أمام العوامل الخارجية”.

وأكد المتحدث نفسه، أنه “لا يجب أن نغفل ونحن نفكر في حلول لأزماتنا الحالية، حقوق الأجيال المستقبلية، والتي تفرض علينا عدم الإضرار ببيئتهم واستنزاف الثروات الطبيعية وما سيحمله ذلك من تبعات وأعباء إضافية عليهم، وعلى أمنهم واستقرارهم”، مشيرا إلى أنه “هنا تكمن أهمية التفكير الجماعي في إيجاد حلول بديلة لمشاكل الطاقة، خاصة الاعتماد على الطاقات المتجددة والنظيفة، والتي ستساهم بدورها في حماية بيئتنا والتخفيف من المخاطر التي تؤثر على المناخ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News