سياسة

الحركة الشعبية تدعو إلى حوار مؤسساتي يتجاوز منطق الأغلبية والمعارضة وتكشف أهداف مؤتمرها

الحركة الشعبية تدعو إلى حوار مؤسساتي يتجاوز منطق الأغلبية والمعارضة وتكشف أهداف مؤتمرها

دعا حزب الحركة الشعبية على لسان ادريس السنتيسي، رئيس المؤتمر ال14 المنعقد بالرباط أيام 25 و26 نونبر، إلى “ضرورة فتح حوار مؤسساتي يشرك جميع الفرقاء بعيدا عن منطق الأغلبية والمعارضة خاصة في قضايا ذات حساسية سياسية واجتماعية، تهم المجتمع بأكمله والتي لا ينبغي جعلها رهينة حسابات حزبية أو إيديولوجية ضيقة”.

وتأتي دعوة الحزب، وفق كلمة السنتيسي الافتتاحية للمؤتمر، انسجاما مع الخطب الملكية الأخيرة التي جاءت “غنية كعادتها بالتوجيهات الحكيمة، وهي بمثابة خارطة الطريق لرهانات استراتيجية للدولة، من قبيل مراجعة مدونة الاسرة، والحماية الاجتماعية والمنظومة الصحية، وقضايا وانشغالات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وضمنهم المغاربة اليهود، إلى جانب قضايا الأمن الطاقي والغذائي والصحي والمائي، والرفع من أداء الاستثمار، وقضايا أخرى كالسياسة اللغوية على ضوء أحكام الدستور”.

وذّكر السنتيسي بمواقف واستراتيجية الحزب من موقع المعارضة المؤسساتية وتغليبه لروح المبادرة واقتراح البدائل، خاصة في مجال تدبير الازمات نظير أزمة الغلاء والجفاف، والحلول المقترحة لمراجعة المالية العمومية ومراجعة أسعار المحروقات وغيرها من الاقتراحات البناءة التي تقدمنا بها، وهي قضايا وملفات ستكون لجن المؤتمر فضاء لتدارسها ومناقشتها في أفق الخروج بأرضية سياسية تترجم مواقف الحزب وتصوراته والحلول التي يقترحها.

ودعا حزب “السنبلة” للعمل مع “مختلف الأطياف السياسية ومختلف الحساسيات الفكرية والديناميات المجتمعية. ورهاننا في ذلك، والذي ليس وليد اليوم، هو خلق مناخ لمنظومة العمل المشترك، وإيجاد أرضية للتفكير الجماعي حول قضايا الوطن الذي نعتز جميعا أن نكون من أبنائه ومن طينه وترابه”.

وأكد السنتيسي في السياق نفسه “إنها قناعة ومنظور أطر دوما ولايزال، استراتيجية عملنا في مختلف المؤسسات والمجالات، لأننا نؤمن غاية الإيمان، أن المغرب يحتاج الى كافة قواه الوطنية بعيدا عن المواقع العابرة”.

وحول أهمية المؤتمر قال السنتيسي إنه “يمكن اعتبار هذه المحطة اليوم، محطة تنظيمية فاصلة في تاريخ الحزب، الذي يتوخى تأهيل مشروع مجتمعي ليس فقط على مستوى الخطاب، إنما أيضا على مستوى الممارسة”، مضيفا أنها “محطة تؤطرها رهانات أساسية، أبرزها انتخاب قيادة الحزب ووضع هيكلة جديدة، والتدشين لخطاب سياسي متجدد يتماشى مع التحولات التي تعرفها بلادنا، ويفرضها الموقع الجديد للحزب كمكون أساسي في المعارضة الوطنية والمؤسساتية؛ إلى جانب التأسيس لأرضية تنظيمية وقانونية تفتح المجال للأجيال الجديدة ولآفاق أخرى لبلادنا”.

وأوضح رئيس المؤتمر أن هذه المحطة تكتسي أهمية كبرى “لا من حيث رهانات هذا المؤتمر، ولا من حيث سياق انعقاده. والأكيد أن الهدف الاستراتيجي من هذه المحطة، هو عقد مؤتمر سياسي وليس فقط لحظة تنظيمية لتدبير المواقع، وحين أقول مؤتمر سياسي، فمعنى ذلك أننا مطالبين بالتأسيس لأفكار ومواقف جديدة، تقدم البديل الحركي القادر على ريادة المشهد الانتخابي والسياسي، وهو حق مشروع لحزب وطني أصيل بصم تاريخ المغرب بأفكار واقتراحات مرسخة من جهة للثوابت، وحاملة لمعالم التغيير المنشود من جهة أخرى”.

وأفاد السنتيسي أن “الحركة الشعبية تسعى على المستوى التنظيمي إلى الانتقال من الامتداد الأفقي إلى التدرج المؤسساتي في صناعة القرار الحزبي، وتراهن على تعزيز وتقوية التوجه الجهوي في بنيتها ومنظماتها الموازية في إطار الوحدة”.

وذّكر السنتيسي بأن “اللجن الفرعية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية، عرفت نقاشا ديمقراطيا راقيا، إذ استحضرت من جهة الثوابت التي تؤمن بها الحركة الشعبية، كما ركزت من جهة أخرى على المبادئ التي تدافع عنها منذ التأسيس”.

وتابع رئيس المؤتمر “وفي إطار هذه الثوابت الجامعة، والمبادئ الراسخة للحزب، انصبت النقاشات على قضايا هامة من قبيل الوحدة الترابية، والهوية الوطنية المتعددة الروافد، والجهوية المتقدمة، والتنمية القروية بالإضافة إلى مغاربة العالم، والليبيرالية الاجتماعية، وترسيخ العدالة والحقوق والحريات وغيرها”.

وأبرز السنتيسي أن ّالسياق الوطني والإقليمي والدولي، أخذ نصيبه من النقاش وفق تصور الحركة الشعبية، الذي لا يقتصر على التشخيص بل يقدم البدائل، وبالتالي، قدمت مشاريع الأوراق المعروضة على المؤتمر، الأولويات والأهداف التي تروم تحقيقها، لاسيما قضايا التعليم والصحة والشغل والسكن والقدرة الشرائية المنهوكة. كما قدمت مقارباتها للتحديات التي يعرفها المغرب، ولاسيما التحديات الطاقية والغذائية والصحية والمائية، علاوة على باقي التحديات الاقتصادية والاجتماعية”.

هذا وأوضح السنتيسي أن *دورة المرحوم محجوبي أحرضان* تنعقد في سياق تاريخي وسياسي وطني وإقليمي ودولي خاص، تحت شعار “الوفاء لمغرب المؤسسات”. وهو امتداد لشعار المؤتمر الوطني الثالث عشر، “حركة من أجل الوطن”، ما يختزل توجها مستمرا للحزب منذ تأسيسه، حيث أن المواقع السياسية، لن تغير أبدا من عقيدة الحزب ومواقفه، التي تنتصر دائما للمصلحة العليا للوطن، كما أن حزبنا العتيد ظل وفيا على امتداد عقود لطينه وترابه ولقيم “تمغربيت” و “تيمزغة”، مشتغلا داخل المؤسسات التي ناضل من أجلها، ولم يركب أبدا موجة الانسياق وراء الرياح الدخيلة مهما كان مصدرها أو وجهتها، يضيف المتحدث.

وذكر السنتيسي بأن “الحركة الشعبية كانت في البدء فكرة، فكرة آمنت بمغرب المؤسسات، فكرة آمنت بخيار الوحدة في التنوع، وبمغرب يتكلم كل اللغات ويحتضن كل الثقافات، فكرة آمنت بمغرب الجهات في إطار وحدة الوطن والتراب، فكرة آمنت بالتعددية السياسية وبالحريات والحقوق، هذه الفكرة أبدعها رجال أفذاذ وزعماء وطنيون أشراف، قاوموا المستعمر من أجل نيل الاستقلال، وقاوموا بعد الاستقلال من أجل الحرية والكرامة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News