اقتصاد

باقتراب “الشتاء”.. باحث يؤكد إمكانية استفادة المغرب من أزمتي كوفيد -19 والطاقة بأوروبا

باقتراب “الشتاء”.. باحث يؤكد إمكانية استفادة المغرب من أزمتي كوفيد -19 والطاقة بأوروبا

أكد مراد الرصفة، أستاذ التعليم العالي بجامعة فاس، على الإمكانيات المهمة التي يمكن أن تشكلها أزمة كوفيد 19 وأزمة الطاقة في أوروبا لصالح المغرب، لا سيما فيما يخص السياحة، مستحضرا لجوء المواطنين الأوروبيين إلى البحث عن مناطق بجو معتدل وكلفة طاقية منخفضة.

وتساءل الرصفة، وهو أستاذ التعليم العالي في علم الأدوية، قسم الصيدلة، مختبر الوبائيات والبحوث في العلوم الصحية، كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، المغرب، حول ما إذا كان على المغرب أن يقلق بينما أوروبا تعاني من فيروس كورونا وأزمة الطاقة، أم أن يفرح بفرص سياحية واقتصادية محتملة للمغرب.

وأشار الباحث المغربي إلى يمكن للمغرب أن يفرح من خلال العروض السياحية التي يمكن أن يقدمها إلى الأوروبيين الشماليين وأولئك الذين يسعون للهروب من ارتفاع أسعار الطاقة وربما للهروب من فيروس كورونا أيضًا.

وحول الوضع الوبائي الحالي، قدم الباحث الرصفة أرقام الوفيات بسبب فيروس كورونا في بعض دول أوروبا و المغرب، في الفترة ما بين 7 يوليوز و 27 أكتوبر، و كذا معدل الوفايات لكل يوم، والتي جاءت كالأتي: ألمانيا 11619 (105/يوم)، إيطاليا 10076 (91/يوم)، المملكة المتحدة 7702 (70/يوم)، فرنسا 6828 (62/يوم)، وإسبانيا 6599 (60/يوم)، والمغرب: 139 (1,2 /يوم).

وأشار الباحث المغربي إلى أن الوفيات الناجمة عن السلالة الحالية من فيروس كورونا؛ Omicron ، ليس مرتفعًا مثل الذي تسببه سلالة Delta، مؤكدا أن هذا يتضح من خلال عدد الوفيات المسجلة مقارنة بعدد الحالات المسجلة في كل من البلدان المذكورة أعلاه.

وأفاد الباحث أن اقتراب موسم البرد والوزن الوبائي لفيروس الأنفلونزا لن يساعد أمور بلدان أوروبا، مؤكدا أنه بالإضافة إلى أن الموجة الحالية من الوباء، فإن ظهور موسم البرد والإنفلونزا يمكن أن يعقد الوضع الوبائي ويسبب المزيد من الوفيات بين سكان أوروبا.

وقال الرصفة أنه “يجب ملاحظة هذا الوضع الوبائي بحذر شديد هنا في المغرب، لأن الاتصال الجوي وحركة الأشخاص القادمين من هذه البلدان تتطلب أقصى درجات الأمن على الحدود”.

وأورد أنه “في ضوء هذا الوضع الوبائي في العالم، مرة أخرى في المغرب، يمكن لظروفنا المناخية والوبائية والديموغرافية، وكلها ظروف متميزة، أن تحدث فرقًا مع بلدان شمال الكوكب وتحمينا بالتالي، كما تم توضيحه إحصائيًا”، في دراسات سابقة للباحث نفسه.

وأفاد أنه بالتوازي مع الأزمة الصحية لـ كوفيد -19، تخلق أزمة الطاقة في أوروبا فرصا اقتصادية لبلدان جنوب أوروبا، بما في ذلك إسبانيا على وجه الخصوص، مضيفا أنه بحسب المعلومات التي أوردتها مؤخرا القناة التليفزيونية يورونيوز ووسائل الإعلام الأخرى، فإن ذلك يتعلق بحركة المواطنين الأوروبيين (المتقاعدين على وجه الخصوص) من دول الشمال إلى المناطق السياحية في إسبانيا ​​على وجه الخصوص للبحث عن تكاليف طاقة أقل.

وأكد الباحث أنه في ظل الأزمات الصحية المرتبطة قبل كل شيء بموسم البرد )الأنفلونزا و كوفيد -19( وتحت أزمة الطاقة في أوروبا، “يجب أن يجذب هذا الوضع انتباه المسؤولين في المغرب لتشجيع السياحة خاصة في الخريف والشتاء، لجذب االمواطنين الأوروبيين والذين يبحثون عن أسعار منخفضة والمناخ المعتدل”.

وتابع الباحث أنه “في المغرب، النظام الغذائي والظروف المناخية مسؤولة إلى حد كبير عن انخفاض معدل الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، على عكس البلدان الأوروبية”، مشيرا إلى أنه “ومع أزمة الطاقة في غالبية دول أوروبا الغربية، يجب على المغرب أن يوجه إمكانياته السياحية لجذب واستقبال مواطني هذه الدول، لأن قطاع السياحة، مثله مثل معظم القطاعات الاقتصادية الأخرى، عانى من الآثار المؤسفة للوباء أكثر من عامين”.

ويذكر أن الرضفة يربط في بحوثه بين الأسباب المناخية والديمغرافية وانتشار الأوبئة، إذ حقق الباحث في عمل بحثي سابق، في العلاقة المحتملة للظروف المناخية وعدد الوفيات الناجمة عن كوفيد19- من ناحية، ومن ناحية أخرى، في التأثير المحتمل للظروف الوبائية والديموغرافية قبل اندلاع الجائحة على الوفيات الناجمة عن كوفيد19- في 39 دولة من أربع قارات (أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا).

وقام الباحث المغربي بتحليل مؤشرات السرطان ومرض الزهايمر، وكذلك معدلات الولادة والوفاة والخصوبة والنسبة المئوية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وتم حساب عوامل الارتباط وعوامل التحديد، وكذلك التحليلات عن طريق الانحدار الخطي البسيط والانحدار متعدد الحدود.

ومن نتائج الدراسة أنه تم تسجيل أعداد كبيرة من الوفيات المرتبطة بوباء كوفيد -19 في العديد من بلدان أوروبا وأمريكا مقارنة بالدول الأخرى في إفريقيا وآسيا بعد عامين من الجائحة (الإحصائيات حتى 22 مارس 2022).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News