الاعتراف بالشواهد يعيد ملف طلبة أوكرانيا لنقطة الصفر واتهامات لميراوي بـ”الاستخفاف”

عبرت تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، عن استيائها الكبير مما وصفته بـ”استخفاف” الحكومة في التعامل مع  تدبير ملف ضمان متابعة دراسة طلبة أوكرانيا، معلنة عن شجبها للتصريحات التي أدلى بها وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي “التي تمس بكفاءة طلبة أوكرانيا وتعمق آلمهم النفسية”.

وردا على استخفاف ميراوي، قررت كل من تنسيقية الطلبة المغاربة بأوكرانيا وخلية إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا وذلك بتنسيق مع الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا تنظيم وقفة احتجاجية يوم الخميس 27 أكتوبر 2022، أمام مقر البرلمان.

وحسب تنسيقية الطلبة العائدين من أوكراينا، فإن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، كشف في معرض جوابه على  أسئلة أعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، أنه على إثر الزيارة التي قام بها مسؤولون من الوزارة إلى الجامعات البلغارية من 10 إلى 15 أكتوبر 2022 سيتجه وفد من الوزارة إلى بلغاريا خلال شهر نونبر المقبل لوضع خطة إلحاق الطلبة المغاربة بجامعات هذه الدول.

وطالبت التنسيقية، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالإعلان رسميا عن تفاصيل هذه الخطة والإفصاح عنها بالشفافية التامة وذلك بإصدار بلاغ يوضح جميع التدابير الخاصة بها ليتمكن الطلبة العائدون من أوكرانيا من الاستفادة منها والتسجيل في الوقت المناسب.

عبد الله الطويل، عضو الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا، أكد أن هناك توجسا من الغاء الاعتراف بالجامعات الأوكرانية، في أعقاب تحيين لائحة المؤسسات الجامعية المعترف بشواهدها الجامعية، مضيفا أن هذا التوجس يعمق معاناة الطلبة في سياق التحامل علهيم من طرف عمداء الكليات والطلبة المقيمين بالمغرب بكليات الطب والهندسة.

وأشار الطويل في تصريح لـ”مدار21″، إلى أن الاجتماع الذي عقده الوزير في غشت الماضي كان قد قدم للطلبة مجموعة من الخيارات والحلول التي تقترحها الوزارة ومن ضمنها تأمين الدراسة عن بعد للراغبين في ذلك، فيما تم اقتراح إدماج طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان والطب العام بالجامعات الخاصة بعد اجتياز اختبارات الولوج التي مرت في ظروف غير مرضية.

وكشف عضو الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا عن اجتياز بعض طلبة أوكرانيا لمباريات الولوج إلى الجامعات الخاصة في مرآب للسيارات وهو الامتحان الذي كان إقصائيا ورافقه ارتجال كبير. وسجل الطلبة الذين تمكنوا من اجياز المباريات، إلزامهم بتأدية 135 ألف درهم دون إمكانية الاستفادة من أي تخفيض كما وعدت بذلك الوزارة الوصية.

ولفت إلى أن الجامعات الخاصة، أمهلت الطلبة 3 أشهر من أجل جلب وثائقهم الأصلية من الجامعات الأوكرانية، وهو الشرط الذي تراه تنسيقية الطلبة المغاربة العائدون من أوكرانيا تعجيزيا في وقت كانت التنسيقية تأمل فيه من الوزارة التدخل لمساعدة الطلبة من ذوي الامكانيات المحدودة لاستكمال دراستهم بالجامعات المغربية.

وذكر الطويل، أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي كان قد تعهد بتوفير الفضاءات الضرورية لاستكمال الدراسة عن بعد، مع ضمان إجراء التدارب الميدانية بالمؤسسات الوطنية، في وقت تفاجأت فيه تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا بخرجات الوزير ميراوي التي لمح من خلالها لامكانية إلغاء الاعتراف بالشواهد الجامعية للتكوين عن بعد بالجامعات الأوكرانية.

واتهمت تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، الوزير ميراوي بالتنصل من الوعود التي التزم بها في وقت سابق، والتي تعهد من خلالها بإدماجهم بالجامعات العمومية، منتقدة إخضاع الطلبة قصد الإدماج بالجامعات الخاصة، لامتحان إقصائي تم تدبيره بعشوائية دون مراعاة خصوصيات الطلبة، في ضرب صريح لمبدإ التضامن الذي يعد أهم مرتكزات الدستور المغربي.

وتساءل المصدر ذاته، “هل يعقل أن يمتحن الطلبة في مواد لم يدرسوها بعد وقد كانت الأسئلة في هذه المواد تفوق 50 بالمائة، علما ان المسؤولين أكدوا أن الامتحان سيكون في المواد المشتركة بالنسبة للسنة الممتحن بشأنها”مضيفا “لقد وضع الطلبة تحت ضغط شديد ففي كل مرة تقترح الوزارة مستوى معين لاجتياز الامتحان”.

وسجلت تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أن “تركيب الأسئلة كان مدروسا لترسيب الطلبة حيث أن الكثير من الأسئلة كانت خاصة بدراسة الحالة وأكثر من 5 أو 6 أسئلة التي تتبعها مرتبطة بالجواب الأول، علما أن الغاية من الامتحان هي اختبار الطالب في أكبر عدد ممكن من المعلومات”.

بالنسبة للدراسة عن بعد، قالت التنسيقية إن الوزارة لم توضح صيغة التداريب الميدانية المكملة للدراسة ولم تصدر أي مذكرة في هذا الشأن إلى الجامعات لتمكين الطلبة من هذه التداريب، حيث يقتصر الطلبة حاليا على التداريب الشخصية، والأمر يخص جميع الشعب والتخصصات، مشيرة إلى أنه فيما يتعلق بطلبة التخصص فإن الجامعات لم تتوصل بعد بدورية أو مذكرة توضح كيفية تفعيل التداريب الأكاديمية.

وسجل المصدر ذاته، عدم قبول أي ملف لطلبة الهندسة، مع العلم أن الوزير كان يصرح دائما أن إدماج هذه أ مر سهل،  بالنسبة لتخصص الطوبوغرافيا لم يتلق الطلبة أي جواب بعد اجتيازهم لامتحانات، لافتا إلى أنه فيما يخص طلبة الهندسة المعمارية، فقد تم قبولهم ب 2-n و3-n بدال من n التي اتفق على اعتمادها من طرف الوزارة.