رأي

محطة روسيا النووية بالمغرب.. آن أوان الإفلات من الاستعمار الفرنسي

محطة روسيا النووية بالمغرب.. آن أوان الإفلات من الاستعمار الفرنسي

لم يثر خبر وجود مشاورات بين المغرب وروسيا لإنشاء محطة نووية ببلادنا ما كان ينبغي أن يثيره من النقاش في وسائل الإعلام، فالحدث استثنائي والظرفية استثنائية أيضا، هناك حالة استقطاب قوية في هذه المرحلة قطباها الغرب وروسيا وأهدافها القوى الإقليمية والبلدان الغنية بالثروات.

ومن البديهي أن تتموقع الدول في مثل هذه المحطات وفق ما تمليه عليها مصالحها أولا وأخيرا، والتقارب الروسي المغربي اليوم خاصة بعد مغادرة الكثير من الشركات الفرنسية لبلادنا، وظهور بوادر أزمة حقيقية بين باريس والرباط، تقارب ذكي، فليس من المنطقي أن يرهن المغرب حاضره ومستقبله بيد قوة فقدت كل مقومات الحضور والاستمرار.

فبعد مغادرة الفرنسيين لمالي وبوركينافاصو يلوح في الأفق أن الموارد الإفريقية التي شكلت عصب قوة فرنسا ما تلبث أن تنضب في المستقبل القريب، ومن هنا تستمد فكرة تنويع الشركاء الاقتصاديين أهميتها. إن أمريكا اللاتينية وروسيا وتركيا وإفريقيا وجهة أكثر أمنا للمغرب من الاتحاد الأوربي وفرنسا فلم نجن طيلة عقود من الرهان على فرنسا والشراكة مع أوربا غير التخلف والانحطاط، فما زلنا عاجزين عن تحقيق الاكتفاء الذاتي في أهم المجالات الحيوية ببساطة لأن شركائنا كانوا دائما ينظرون إلينا كمستعمرة قديمة لا تصلح لغير الاستنزاف.

شركاؤنا الجدد حسب تصريح لرئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين يسعون إلى تحسين بنيتنا التحتية الطاقية لنحقق أمننا الطاقي، وشتان بين المعسكرين والشراكتين. اليوم على المغرب وهو يتخلص من تبعات الحقبة الكولونيالية الفرنسية أن يستحضر أن دوره التاريخي الذي لعبه على امتداد مئات السنين في حوض البحر الأبيض المتوسط أقوى من مجرد التبعية لهذا الطرف أو ذاك، فقدر المغرب الذي حكم شمال إفريقيا وجنوب أوربا لمئات السنين أن يعيش حرا مستقلا يقرر مصيره بنفسه ووفق ما تمليه مصالحه الاستراتيجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News