بيبل

بعد فضيحة “اليوتيوبر فتيحة”.. حملة توقيعات على عريضة ضد التفاهة بـ”الويب” المغربي

بعد فضيحة “اليوتيوبر فتيحة”.. حملة توقيعات على عريضة ضد التفاهة بـ”الويب” المغربي

أطلق نشطاء على مواقع التوصل الاجتماعي، من بينهم فاعلون مدنيون وإعلاميون وأكاديميون، حملة توقيع على عريضة تحت عنوان “توقفوا عن تحويل التفاهات إلى قدوة ونجوم”، إذ تهدف إلى محاربة المحتويات “التفاهة” التي بات “الويب” المغربي يعج بها في الآونة الأخيرة، من خلال التنافس على نشر فيديوهات تكرس “الجهل والميوعة والتمييز والإساءة” لصورة المرأة، بالإضافة إلى “الانحلال” و”الترويج” لخطاب “الكراهية” بلغة وصور تحط بالكرامة الإنسانية مع “الاستهانة” بجدوى التربية والتعليم والكفاءة والقدوة، من أجل تحقيق أعلى قدر من نسب المتابعة والمشاهدة لجني الربح المادي السريع والشهرة المصطنعة.

وانخرط أنور خليل، المدير الفني للمجموعة الكوميدية “بومبا كوميك”، في التوقيع على هذه العريضة، حيث قال في هذا الإطار، في تصريح لجريدة مدار21، إن “هذه المبادرة شكل احتجاجي على ما أصبحنا نسمع عنه -رغم أنني لا أشاهده- في الويب، من محتويات فارغة وتافهة لا تعبر عن شيء سوى عن انحلال أخلاقي وتشجيع في الحصول على أموال “الأدسنس” بطريقة بشعة”، مردفا: “بعدما انتشر ما يعرف بروتيني اليومي من تصوير اليوميات في غرف النوم والمطابخ، ها هي المشاهد انتقلت إلى المراحض، وهذا أمر مقزز”.

وعن دوافع انخراطه في هذه المبادرة، أوضح خليل أن دعمه للحملة “يأتي انطلاقا من قناعة شخصية بأن هذه المحتويات الرقمية تعكس صورة البلد بشكل كبير”، مضيفا: “لا يعقل أن المغرب بثقافاته المتعددة وتاريخه العريق نجد أن مساحة كبيرة من واجهته الرقمية يحتلها يوتيوبرز من قبيل أمهم نعيمة وفتيحة ونزار ومن على شاكلتهم، صدقا الأمر أصبح مخجلا”.

وتابع المتحدث ذاته انتقاده لهذه المحتويات قائلا: “ألوم عددا من المواقع الإلكترونية التي طبّعت بالفعل مع التفاهة وأضحت عمود خطها التحريري من خلال تتبع أعراض الناس وأخبارهم التي لا يستفاد منها غير العائدات، وألوم أيضا أي شخص يتابع هذا النوع من المحتوى ويشاهده في كل مرة”.

وأشار خليل، في سياق حديثه إلى الجريدة، إلى أن “المبادرة تبقى خطوة مدنية للتحسيس بخطورة الوضع، لكن الردع، في نظره، يكمن في تطبيق القانون في حق كل من سولت له نفسه الإساءة للحياء والذوق العامين من من طرف النيابة العامة والأمن”.

وحسب رأي الطب النفسي، فإن من يعرض جسمه أو خصوصيته على مواقع التواصل الاجتماعي فقط ليرفع من عدد المشاهدات، يعطي استنتاجا واحدا يفيد بأن هؤلاء الأشخاص ليسوا أسوياء في نفوسهم وغير متوازنين في شخصياتهم.

ويرى الأخصائي النفسي، فيصل طهاري، أن هذا السلوك وظيفة الإنسان الكسول، الذي لا يريد العمل والاجتهاد أو الدراسة فيلجأ إلى الربح السريع، إذ يعتقد البعض أن مشاركتهم لحياتهم الخاصة أو بث فيديوهات مثيرة جدا، كظاهرة روتيني اليومي، مضيفا: “نجد نساء أنشأن قنوات في اليوتيوب بدون محتوى هادف، بل بغاية استعراض أجسامهن وإظهار مناطق حساسة في أجسادهن، مشيرا إلى أن هذا يدخل في إطار ما سماه “الدعارة الرقمية”، ويظهر بشكلي جلي أن “الإشكال مادي، وأن الهدف هو البحث عن الربح السريع”.

و”بخصوص شهرتهن، لا ندري بالفعل هل هم مشاهير أم لا؟ فالجميع أصبح يبحث عن الشهرة ويسعى إليها، حتى إن كانت سلبية وبسلوكات ربما لا تليق بمجتمعنا وأخلاقنا، حيث إن هذا الهوس مادي، لأن المشاهدات وعدد المتابعات كلها لها مردودية مادية يسعى إليها هؤلاء الأشخاص”، يشير طهاري في تصريح سابق لجريدة مدار21.

وعن انتقاد المغاربة لهاته المحتويات، وفي الوقت نفسه حصولها على مشاهدات عالية، أكد طهاري قائلا: “للأسف هو فخ يقع فيه الكثير من الشباب، ربما الفضول الذي يقودهم للمشاهدة، فنجد فيديوهات مخلة بالحياء وتافهة جدا تحصد آلاف المشاهدات ومثلها من التعليقات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News