بسبب القدرة الشرائية وتزايد التفاوتات..غوتيريش يحذر من “سخط عالمي”

حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، في افتتاح فاعليات الجمعية العامة السنوية من مخاطر “سخط عالمي في الشتاء”، في عالم “تشلّه” الانقسامات على الرغم من مخاطر الأزمات المتراكمة، من الحرب في أوكرانيا إلى الاحترار المناخي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن “أزمة القدرة الشرائية تتفاقم، الثقة تتلاشى، التفاوتات تتزايد وكوكبنا يحترق”، منددا بما وصفه بأنه “خلل هائل” يعيق التصدي للمشاكل وإيجاد حلول ناجعة لها.
واعتبر الأمين العام أن “هذه الأزمات تهدد مستقبل البشرية ومصير الكوكب”. وقال غوتيريش “دعونا لا نخدع أنفسنا. نحن في بحر هائج. يلوح في الأفق سخط عالمي في الشتاء”.
بعد غوتيريش يتعاقب على منبر الأمم المتحدة نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كافة أنحاء العالم لإلقاء خطابات في هذا الاجتماع السنوي الذي يعقد للمرة الأولى حضوري ا بعدما نظ م في السنتين الماضيتين عبر الانترنت بسبب أزمة وباء كوفيد-19.
تقليديا، يتحدث الرئيس الأميركي في اليوم الأول من الاجتماع بما أن بلاده هي الدولة المضيفة لمقر الأمم المتحدة. لكن استثنائيا كما حصل في مناسبات نادرة جد ا في الماضي، لن يلقي الرئيس الأميركي جو بايدن الذي حضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية الاثنين في لندن، كلمته الثلاثاء وأرجأها إلى الأربعاء.
ومن بين المخاطر التي تتهدد العالم والتي تطرق إليها الأمين العام، الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأعلن الثلاثاء عن تنظيم استفتاءات بشأن الانضمام إلى روسيا في عدة مناطق تخضع لسيطرة القوات الروسية، ما يشير إلى أن الحرب الدائرة في أوكرانيا ستكون في صلب الحدث الدبلوماسي الأممي.
ويلقي الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي الأربعاء كلمة عبر الفيديو بعد حصوله على إذن خاص صوتت عليه الدول الأعضاء الأسبوع الماضي، وكذلك في صلب اجتماع لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية الخميس.
إلا أن دول الجنوب تعترض على تركيز الدول الغربية انتباهها على أوكرانيا.
في محاولة للاستجابة لمخاوف بعض الدول، ينظم الأميركيون والأوروبيون الثلاثاء اجتماعا رفيع المستوى حول انعدام الأمن الغذائي وهو أحد تداعيات هذه الحرب التي تعاني منها البشرية.
سيشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي من المقرر أن يلقي كلمته الثلاثاء، على ضرورة الحؤول دون “الانشقاق” بين دول الشمال ودول الجنوب، وفق ما أعلن قصر الإليزيه الذي أوضح أن الرئيس سيقيم مأدبة عشاء حول هذه المسألة مع عدد من القادة الآخرين.
تضاف هذه التوترات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، إلى شعور امتعاض دول الجنوب من دول الشمال في مجال مكافحة التغير المناخي.
فالدول الفقيرة، التي تتحمل قدر ا أقل من المسؤولية عن الاحتباس الحراري ولكنها أولى ضحاياه، تكافح كي تفي الدول الغنية بوعودها بتقديم مساعدات مالية.
والثلاثاء شدد غوتيريش على أن “الوقت قد حان لتخطي هذه المناقشات التي لا تنتهي”، مؤكدا أن “البلدان الضعيفة بحاجة إلى تحرك فعلي”.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة انتقادات للشركات العاملة في قطاع الوقود الأحفوري التي “تستفيد” من أرباح متضخمة من جرّاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.
ودعا غوتيريش البلدان الغنية إلى فرض ضرائب على أرباح قطاع الوقود الأحفوري من أجل إعادة توزيع جزء منها البلدان التي تعاني من تداعيات التغير المناخي وعلى الشعوب المتضررة من جراء التضخم.
وقبل شهرين من مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ كوب27 COP27 في مصر، أشار غوتيريش إلى أن “التحرك المناخي أصبح ثانويا” وتحولت الأولوية لأزمات أخرى، داعيا إلى وضع حد “لحربنا الانتحارية على الطبيعة”.
ويتحدث أيضا الثلاثاء الرئيسان البرازيلي جايير بولسونارو والتركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا والمستشار الألماني أولاف شولتس.
يتواجد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أيضا في نيويورك هذا الأسبوع لمشاركته الأولى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد يكون الملف النووي مرة جديدة في صلب المناقشات.
ومن المقرر أن يلتقي رئيسي الثلاثاء ماكرون الذي حثه في الأشهر الأخيرة أثناء مكالمات هاتفية على القبول بالشروط التي طرحها الأوروبيون لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي يفترض أن يضمن عدم حيازة طهران القنبلة الذرية مقابل رفع العقوبات التي تخنق اقتصادها.
في المقابل، سيغيب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام.