وجهة نظر

كورونا الاستهتار.. هول الصدمة واحتمالية عودة مأساة الحجر

منير الحردول

ماذا لو استمر زحف الوباء بدون هوادة. سيناريو لا يخرج عن جملة من الاحتمالات الشديدة الإمكان، في ظل، إن صحّ القول، موجة الاستهتار واللّامبالاة من قبل المواطنين والمواطنات في بعض الجهات التي تشكل مصدر قلق للوباء، فكيف يعقل أن نوجّه سهام النقد للسلطات، في واقع اسمه انعدام شبه تام للوعي بالخطر المصاحب لعدم الالتزام بالتدابير الاحترازية الصارمة، رغم الإصابات المرتفعة بالفيروس والتي قاربت الرقم 10.000 إصابة، وهو رقم قياسي لم تسجله البلاد حتى في بدايات الوباء! حيث لا الكمّامات يتم ارتداؤها بشكل صحيح، إن تم ارتداؤها أصلا، ناهيك عن مظاهر رفض الاعتراف بحقيقة خطر انتقال الوباء في المناطق المكتظة. فها هي الأسواق ممتلئة بدون تباعد اجتماعي، وها هي بعض المقاهي في الشوارع الرئيسة غير مبالية بالتباعد الاجتماعي وهمّها الوحيد زيادة عدد الطاولات والكراسي لجلب أكبر عدد من الزبائن، وها هو العناق وتبادل التحايا بالعناق والتصافح ظاهر للعيان، وها هم المرضى والمخالطون ومخالطو المخالطين يتسترون عن وضعيتهم ويتجولون في الشوارع والأزقة، كأن شيئا لم يقع!

وكما أكدنا وقلنا مرارا وتكرارا في مقالاتنا التي تنشر في الكثير من المنابر التي تتّصف بالمصداقية والموضوعية والمهنية: إنه وأمام زحف المتحوّرات الجديدة خصوصا متحور “دلتا”، والطفرات التي قد تحدث له! وفي ظل موجة ثالثة تجتاح أغلب بلدان المعمور…

في حالة وقدر الله، وخرجت الأوضاع عن السيطرة! فعلى الجميع أن يعلم أن الكارثة ستنزل كالصاعقة، ويُمسي الموت هو السمة الوحيدة لواقع معاكس لسلامة الحياة المطمئنة،  حياة ربما تقتصر على الألم والمعاناة وانعدام العلاجات، وكثرة الجنائز الموقوفة التنفيذ، والبكاء والعويل، لا لشيء، إلا للتمادي في الاستهتار والضحك على النفس، بغباء اسمه وهم شجاعة اللامبالاة!

فيا عقلُ تَعقّل، ويا ضميرُ انهض، فكفى من اللعب بالنار!

فالبلاد تحتاج للوعي الفردي قبل الجماعي، فالعودة للإغلاق التام في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية تعني بكل تأكيد العودة للمأساة بكل ما تعنيه الكلمة من ألم، ألم ستتجرعه الأسر والأفراد والجماعات!!! فلا تلعبوا فوق السفينة، والبحر لا زال هائجا من كل الجهات والجبهات!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News