سياسة

ونيس يرفض هيمنة الدولة الجزائرية العميقة ويدعو تونس لتدارك الخلاف مع المغرب

ونيس يرفض هيمنة الدولة الجزائرية العميقة ويدعو تونس لتدارك الخلاف مع المغرب

اعتبر وزير خارجية تونس السابق، أحمد ونيس، أن ما وقع بين المغرب وتونس، بسبب استقبال قيس سعيد لزعيم انفصاليي البوليساريو “زلة”، مشيرا أن ردة الفعل الشديدة من المملكة المغربية “معقولة وعقلانية وأخلاقيا ضروية”، نظرا لأهمية قضية الصحراء المغربية.

وقال ونيس إن من يروج للخلاف بين البلدين على أنه أزمة لا رجعة فيها يضخم الأمر، مبرزا أن أي مغاربي ابن هذا الوطن الكبير، يعلم أن لنا مصيرا مشتركا “نحن إخوان في العمق ومهما تأثرت العائلة بزعزعات مصلحية قريبة فإنها تستعيد المجرى التاريخي”.

وسجل ونيس خلال حلوله ضيفا على إذاعة “موزاييك”، أن المغرب وفي 20 غشت وقبل أيام من استقبال قيس سعيد لزعيم انفصاليي البوليساريو، أطلق إنذارا لجميع عواصم العالم والشركاء، ومن ضمنهم المغاربيون قبل غيرهم، لتوضيح موقفهم من مغربية الصحراء “لذلك فطبيعي أن يعتبر المغرب فعل سعيد ضربة موجعة لأنها جاءت من بلد صديق”.

ودعا ونيس تونس للتدارك والمبادرة لحل الخلاف، سواء من خلال إرسال مبعوث نحو الرباط أو بالخروج إعلاميا لتوضيح ما وقع ، معتبرا أن الخلاف ولحد الساعة قابلا للتجاوز.

واستبعد وزير الخارجية التونسي الأسبق ان يكون استقبال سعيد لغالي، نابعا من تغير جذري في موقف تونس اتجاه مغربية الصحراء، مستشهدا ببلاغ خارجية بلاده الذي أكد أن تونس ملتزمة بالحياد الكامل.

ورفض ونيس فكرة دعم تونس ل “فصل المغرب عن صحرائه”، مضيفا أن عدم فتح قنوات مع المغرب سيجعلنا نفقد دورنا المحايد وبالتالي الوساطة المنتظرة بين الجزائر والمغرب، مردفا “واذا كان قيس سعيد اختار الاصطفاف الى جانب الجزائر وجب أن تأتينا شواهد منه على ذلك”.

ودافع ونيس عن خيار المملكة إعادة العلاقات مع إسرائيل، معتبرا أن من يلومها على ذلك يتجاهل المواجهة بينها وبين الجزائر طيلة 45 سنة دفاعا عن وحدة أراضيها”عودة العلاقات مع إسرائيل خيار مر والصراع فرض على المغرب اضطرارا البحث عن حلفاء لصد تحرشات الجار”.

وقال إن تونس وقعت على معاهدة مراكش والتي تؤكد أن المغرب الكبير يتضمن 5 دول “هل نقسم المغربي الكبير الآن لست دول؟”

ودعا المسؤول الحكومي التونسي الأسبق تونس لتجاوز الجغرافيا السياسية التي ورتتثها الدول المغاربية عن الاستعمار” المملكة دون فصل وباتصال بينها وبين موريتانيا تمثل قطبا إقليميا كما هو الحال مع تونس وليبيا وبالتالي يمكننا خلق توازن في الميزان الاستراتيجي”

وقال إن الجغرافية السياسية التي فرضها المستعمر خلقت حدودا رغم رفض الشعو، مبرزا أن هذه الحدود حرمت تونس وليبيا من صحرائهها الإفريقية ومنحتها للجزائر لا بصفتها دولة وانما بصفتها مستعمرة”

وأردف ونيس في حوار مطول أن المستعمر أراد جعل الجزائر هيكلا مهيمنا بالمنطقة “النظام العسكري الذي تولى الدولة الجزائرية، منذ أيام الاستقلال الأولى هو من هدم الدولة الجزائرية المستقلة وتونس وقضى على نظام مختار ولد دادا بموريتانيا وأشهر الحرب على المملكة المغربية”.

وقال إن الظروف الراهنة تفرض على تونس التوفر على رؤية استراتيجية لما بعد الجغرافيا السياسية، معتبرا أن بلاده قاومت هيمنة عبد الناصر وبومدين، رغم الهجومات التي تعرضت لها واشهرها هجوم كفصة و”الإرهاب من طرف الدولة العميقة الجزائرية والتي تغلبت على الدولة الجزائرية نفسها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News