سياسة

خضع لضغط النظام الجزائري..عميمي يكشف خلفيات استقبال سعيد لغالي

خضع لضغط النظام الجزائري..عميمي يكشف خلفيات استقبال سعيد لغالي

ما تزال ردود الفعل الوطنية والدولية متواصلة بشأن الخطوة المفاجئة، والتي وصفه الكثيرون بـ”غير المحسوبة العواقب”، التي أقدم عليها الرئيس التونسي قيس سعيد، باستقبال المسمى إبراهيم غالي رئيس ميليشيات البوليزاريو، مع تخصيصه باستقبال رسمي على غرار بعض رؤساء  الدول المشاركين في القمة الإفريقية اليابانية.

وأكد المحلل السياسي والأستاذ الجامعي، رضوان عميمي، أن “خطوة قيس سعيد باستقباله لزعيم الانفصاليين، ليست مجرد “قرار طائش وغير محسوب”، بل بالعكس فهو تتويج لسياسة ممنهجة يقودها الرجل لتعزيز مكانه في الداخل التونسي وضمان استمراره في الانقلاب على التونسيات والتونسيين بعد أن انقلب على دستورهم.

وأوضح عميمي، في تصريح لـ”مدار21″،  أنه من الناحية الداخلية وبعد تزايد الأصوات المعارضة لسياسته وقراراته غير المحسوبة وانتقال هذه المعارضة من الأشخاص والقوى السياسية والنقابات إلى المؤسسات الرسمية وعلى رأسها القضاء، سيبحث “الرئيس” عن جهات خارجية تؤمن له ما فشل في الحفاظ عليه داخليا.

وأكد المحلل السياسي ذاته، أن الرئيس التونسي “المنقلب” على دستور بلاده، وجد النظام الجزائري القائم على نفس العقيدة العسكرية الشمولية، ” أفضل حليف في هذه الأوقات، حيث قدم المساعدات والقروض وتبادل الزيارات، وما خفي كان أعظم.”

وسجل عميم، أن في سياق تزايد الانتصارات الدبلوماسية للمغرب خاصة بعد تأمين معبر الكركارات وتزايد عدد الدول التي افتتحت قنصلياتها في الصحراء المغربية، واتساع رقعة الدعم بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، بدأت الجزائر في استعمال ورقة دول الجوار التي لطالما كان المغرب سباقا لمساعدتها في أوقات المحن، سواء في أزمات الإرهاب، أو الكوارث وآخرها فترة كوفيد 19.

وقال إن الجزائر، لم تجد أفضل من تونس التي تتخبط في ظروف اقتصادية وسياسية متأزمة مع قدوم الرئيس سعيد، مشيرا إلى أنها بعدما فشلت في جر موريتانيا لاتخاذ نفس الموقف في مناسبات عدة، وتدخلها المفضوح في ليبيا لتقويض جهود السلام التي قادها المغرب والتي توجت باتفاق الصخيرات، وجدت ضالتها في رئيس منبوذ داخليا وتائه خارجيا لتفرض عليه موقفا أقل ما يقال عنه أنه يتنكر للتاريخ والجغرافيا ومصالح الشعوب المغاربية.

في المقابل، تساءل الجامعي ذاته، عماذا سيجني التونسيون من استقبال زعيم الانفصاليين سوى زيادة عزلة الدولة التونسية عن محيطها الإقليمي، العربي، الإفريقي وكذا الدولي؟ معتبرا أنه “بقدر خطورة الاستقبال غير المسبوق من أي رئيس تونسي سابق، يجب أن يكون رد الفعل المغربي حازما وصارما كما دأب على ذلك”.

وشدد المتحدث ذاته، على أنه “لا يكفي اليوم استدعاء السفير المغربي للتشاور، لكن يجب توجيه خطاب مباشر للرئاسة التونسية بضرورة توضيح موقفها من الوحدة الترابية للمملكة خاصة وأنها تعلم علم اليقين أنها قضية المغاربة الأولى والتي على أساسها تبنى علاقات المملكة الخارجية.”

ودعا عميمي، إل  الحذر في الظرفية الحالية من الانجرار وراء الأهداف التي يسعى ورائها النظام الجزائري، وهو تأجيج الصراع مع الدولة التونسية التي يمثلها مؤقتا سعيد، ومع الشعب التونسي الشقيق الذي أبدى في مجموعة من المحطات التاريخية دعمه لمغربية الصحراء.

ويرى الأستاذ الجامعي، أن جميع المؤسسات التونسية بما فيها الجيش التونسي، لا يمكن أن تقبل بالموقف الذي اتخذه “الرئيس” خاصة أنه سيطرح تحديات أمنية وجيواستراتيجية كبيرة على الداخل التونسي الذي تحيط به العديد من المخاطر والنزاعات المسلحة.

وخلص عميمي، إلى أن المغرب، يلعب دورا أساسيا في الوقاية من هذه المخاطر، أو المساهمة في الحد من تبعاتها سواء من خلال الانخراط ضمن قوى حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو من خلال المساعدة على تنمية الشعوب الإفريقية وتحقيق الأمن الروحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News