مزراوي.. هل أجهض بايرن كل آماله للمشاركة في المونديال القطري مع “الأسود”؟

تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن بالنسبة للدولي المغربي، نصير مزراوي، داخل قلعة العملاق الألماني، بايرن ميونخ، بعدما فشل حتى الآن في إثبات علو كعبه وخيّب توقعات المدرب جوليان ناغلسمان وجماهير النادي البافاري.

وبعد مرور 3 جولات من “البوندسليغا”، لم يخض اللاعب المغربي سوى 44 دقيقة فقط في ثلاث مباريات حتى الآن أجراها الفريق الألماني، ما يشكل إحباط للمزراوي الذي يراهن على خوض أكبر عدد من الدقائق لاستعادة تنافسيته وطرق أبواب المنتخب الوطني من جديد.

المزراوي لديه عيوب تكتيكية

كان المزراوي أول صفقة بين خمس صفقات عقدها بطل الدوري الألماني هذا الصيف. خلال الفترة التي قضاها في أياكس أمستردام، كان التوقعات تشير إلى أنه “صفقة الموسم”، بيد أنه كان أول من توجه إليه أسهم الانتقاد بحسب ما أورده مجلة “كيكر” الألمانية المتخصصة.

وأوضحت المجلة أن نصير تلقى ملاحظات داخلية تخص نقص في أداء دوره الدفاعي، كما أن صاحب الـ24 ربيعا لم يظهر الإلتزام والحزم اللازمين في التداريب رفقة بطل ألمانيا في الموسم العشرة الأخيرة.

إلى جانب ذلك، يضيف المصدر ذاته، أن مزراوي تلقى تنبيهات بخصوص جودة اللعب في التدريبات كما في المباريات من أجل المنافسة على مركزه بالتشكيل الرسمي للفريق.

بافارد.. المنافسة على أشدها

من سوء حظ الدولي المغربي أن بنيامين بافارد يمر من أفضل فتراته مع البايرن، ما يضعف حظوظه حتى الآن في حجز مكان ضمن التشكيل الأساسي للبايرن، كما سيجبره الوضع على بذل أكثر من مجهوده من أجل إقناع المدرب ناغلسمان بأحقيته في الرسمية.

وسجل بافارد في أول مباراة في الموسم عندما دك البايرن شباك آينتراخت فرانكفورت بسداسية (6-1)، ويساعد الفريق هجوميا بشكل أفضل من أي وقت مضى منذ التحاقه بالفريق صيف عام 2019، علما أن المدافع الفرنسي ارتبط بمغادرة قلعة “أليانز أرينا” في الميركاتو الصيفي.

لكن بافارد يعاني من مشكل لطالما لازمه مع بايرن والمنتخب الفرنسي، فافتقاده للسرعة يجعل قدراته الهجومية محدودة، لهذا سبق وأن غُير مركزه للعب في قلب الدفاع، ويمكن للمزراوي أن يستثمر نقطة الضعف هاته من أجل انتزاع فرصة ذهبية لإثبات جدارته وأحقيته في حمل قميص النادي البافاري.

وسيكون مدرب البايرن مضطرا إلى الاعتماد على الظهير الأيمن المغربي عند انطلاق مرحلة المجموعات بدوري أبطال أوروبا، حيناه سيكون البايرن مجبرا على خوض أكثر من مباراة في الأسبوع، وسيكون مزراوي من الخيارات المتاحة في الجهة اليمنى للدفاع، وتأمل الجماهير البافارية أن يكون الوافد الجديد جاهزا للبحث عن اللقب الأوربي السابع.

ناغلسمان: التأقلم يحتاج وقتا أكثر

ولا يستعجل مدرب بايرن ميونخ تأقلم الصفقات الجديدة التي أبرمها في سوق الانتقالات، بمن فيهم نصير المزراوي، الذي سبقته شهرته مع أياكس أمستردام إلى “أليانز أرينا”، وكانت التوقعات تصب في أنه “فيليب لام الجديد”.

وقال المدرب جوليان ناغلسمان إن الوافدينس، سيما مزراوي وريان غرافينبيرش، لديهما الوقت اللازم للتكيف من أجواء الفريق والدوري الألماني، موضحا “يحتاجان إلى وقت. إنه أمر طبيعي تمامًا وأمنحهما الوقت اللازم. المسؤولية الأولى تقع على عاتقي لمنحهم ذلك الوقت”.

ويعي ربان سفينة البايرن أنه لبلوغ مستوى لاعبي الفريق يجب على مزراوي العمل بجد أكثر خلال التداريب، ولهذا شدد على أنهما “إذا لم يكونا جاهزين بنسبة 100 في المائة، فمن واجبي أن أجعلهم كذلك، وبعد ذلك سأبدأ في الاعتماد عليهما”.

وبالنسبة للاعب من قيمة مزراوي، لن تثبط البداية الخافتة والانتقادات من عزيمته، فالظهير الأيسر المتألق لبايرن، ألفونسو ديفيز، مر من نفس المرحلة، واحتاج المدافع الكندي إلى الوقت من أجل التأقلم وإيجاد موطئ قدم داخل الفريق، كما كانت هناك شكوك حول جودة لعبه، قبل أن يثبت علو كعبه للجميع، وأضحى من أفضل اللاعبين في مركزه في العالم.

“الأسود”.. عودة مؤجلة

ويرزح مزراوي تحت ضغط كبير بسبب المنتخب الوطني المغربي. فغيابه عن المباريات الرسمية سيبعده بشكل كبير عن المباريات الإعدادية للمنتخب الوطني، المقررة شهر شتنبر المقبل استعدادا لنهائيات كأس العالم بقطر.

ولم تُعلن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن هوية الناخب الوطني الجديد بعد إقالة وحيد خاليلوزيتش، بيد أن أغلب الترشيحات تصب في التعاقد مع المدرب السابق للوداد الرياضي، وليد الركراكي، لتولي مهمة قيادة “الأسود” في المونديال القطري.

وسيحتاج مزراوي إلى المزيد من دقائق اللعب من أجل لفت انتباه الناخب الوطني الجديد، سيما أنه أُبعد عن “عرين الأسود” منذ سنة 2021 من طرف الناخب الوطني السابق، وحيد خاليلوزيتش، لأسباب انضباطية.

وطوى مزراوي وخاليلوزيتش صفحة الخلاف بينهما في ماي الماضي، واستدعي للمشاركة في المباراة الودية ضد المنتخب الأمريكي، في 1 يونيو الماضي، لكن الإصابة حرمته من خوض اللقاء.