ثقافة | حوارات

علاء حليفي: الجنون يستحق الثناء والعمارة ساعدتني في الأدب

علاء حليفي: الجنون يستحق الثناء والعمارة ساعدتني في الأدب

يرى الكاتب المغربي الشاب والمهندس المعماري علاء حليفي أن دور الأدب الحقيقي هو اعتناق الحقيقة عارية، واحتواؤها كيفما كانت، مقرا أنه شخصيا لا يكتب من أجل الرثاء أو الإصلاح، “فالأديب ليس واعظا، ولا ساحرا يحمل عصا سحرية لتغيير المجتمع”.

ويعرّج حليفي، في حوار مع “مدار21” بمناسبة تتويجه بجائزة أدبية مرموقة عن مجموعته القصصية “مديح الجنون”، عن دوافع اختيار البيضاء معتركا لأحداث قصصه.  فالبيضاء حقل اشتغال أدبي ومعماري في تجربة علاء الحياتية.

هذا الشاب المتوج  بجائزة الرافدين للكتاب الأول في دورتها لهذا العام يدافع، ردا على أسئلة “مدار21″، عن  الحالات الإنسانية القصوى من جنون وعنف وعزلة ويجعلها موضوعا للافتتان السردي في نصوصه.

وفي ما يلي نص الحوار:

ما هي الرؤى أو مفارقات الواقع التي انطلقت منها في خوض تجربتك القصصية “مديح الجنون” ؟

مديح الجنون كتاب خيالي، لكنه ينطلق من وقائع حقيقية محضة، خاصة وأن أحداثه تقع في أحياء وشوارع مدينة الدار البيضاء، الغاصة بالتناقضات والغرائبيات اليومية، التي ألهمتني في كتابة هذه النصوص، وقد حاولت ما أمكن الابتعاد عن مواضيع وأساليب الحكي التقليدية، أو الكتابة بصوت لا يخصني، فتطَرقَت نصوص الكتاب إلى مواضيع عشتها ومازال يعيشها الشباب من أبناء جيلي من أحلام وهزائم. عنصرا التخييل والتجريب ساعداني على الخروج من رتابة الواقع نحو نص أكثر انفتاحا وحرية…

العنوان شيّق وصادم: مديح الجنون. كيف يمكن أن يستحق الجنون الثناء؟

حين اخترت الكتابة عن كازابلانكا، حاولت ما أمكن الابتعاد عن أمجاد الماضي الذي عاشته المدينة، والالتزام بتصوير واقعها الحالي كما عشته وكما يعيشه جيلنا الحالي، بل ووضع تكهنات (واقعية كانت أم تخيلية) وتخمينات لمستقبل المدينة وأبنائها، التي هي اليوم مسرح للضياع والعنف والتهميش والمخدرات، والحقيقة أنني لا أكتب من أجل الرثاء أو الإصلاح، فالأديب ليس واعظا، ولا ساحرا يحمل عصى سحرية لتغيير المجتمع، على العكس، أرى دور الأدب الحقيقي في اعتناق الحقيقة عارية، واحتوائها كيفما كانت، لذا فالجنون، العنف، العزلة والخراب، جميعها تستحق الثناء، بل وتشريحا دقيقا وإعادة نظر لهذه القيم في زمننا الحالي، لأن تحديد ومُسائلة الجماليات والصلاح في مجتمع ما، وفي زمن ما، هو أمر نسبي للغاية.

أحداث القصص تدور بالدار البيضاء. لم هذا الاختيار من سائر مدن المغرب؟ هل تجمع البيضاء فكرة المدينة في المملكة بتناقضاتها ومفارقاتها وعجائب أحوالها؟

الدار البيضاء هي قبل كل شيء مدينتي الأم، حيث ولدت وترعرعت، أشتغل عليها في الأدب كما في العمارة لأنني أعرفها حق المعرفة، من جهة أخرى، أرى أن الدار البيضاء هي بمثابة مغرب مصغر، حيث تطورت من مجموعة أحياء في مطلع القرن العشرين إلى كازابلانكا الحالية التي تحوي عوالم متعددة تختلف شخوصها وأحداثها…

أنت مهندس وكاتب متألق أيضا..لو قرّبتنا من سيرة البدايات؟

بدأت الكتابة وأنا في الثانوية، كنت أنشر حينها مقالات ونصوصا أدبية في صحف محلية وعربية تحت اسم مستعار، بعدها التحقت بالمدرسة العليا للهندسة المعمارية، دون أن أتوقف عن الكتابة، أظن أن دراسة العمارة ساعدتني كثيرا في توجهاتي الفنية، العمارة والأدب كلاهما فنان أساسيان للمجتمع، أستمتع بالعمل بهما أكثر من أي شيء آخر، كما أنني لا أرى اختلافا شاسعا بينهما وإن كان الأول فنا تطبيقيا بدرجة أولى.ف

ما شعورك اليوم وأنت تنال هذا الاعتراف الجديد بصنعتك الأدبية وتألقك؟

أنا سعيد من أجل هذا الكتاب، الجائزة اعتراف بالأدب المغربي ككل وتشجيع لجيل شاب من الكُتاب المغاربة يحمل رؤى وتطلعات جديدة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News