رياضة

قصة مثيرة للجدل لأول لقب مغربي في “شامبيونزليغ” الأوروبية

قصة مثيرة للجدل لأول لقب مغربي في “شامبيونزليغ” الأوروبية

يعد التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الحلم الأسمى للاعبي كرة القدم مع أنديتهم، وإدراك هذا المجد لا يتأتى للجميع، حتى وإن كنا نتحدث عن نجوم بصموا تاريخ اللّعبة الأكثر شعبية في العالم بأحرف من ذهب؛ على غرار الأسطورة الراحل دييغو أرماندو مارادونا، والظاهرة البرازيلي رونالدو دي ليما، ومُخضرميْ “الآتزوري” روبيرتو باجيو وجانلويجي بوفون، زيادة على السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.. وآخرون كُثُر خَلّدوا أسماءهم في تاريخ المستديرة دون أن يرفعوا أمجد الكؤوس الأوروبية.

لكن قد يصادف أن تفوز بالكأس ذات “الأُذنين” حتى وإن كانت موهبتك الكروية لا تصل إلى حد وصفك بأسطورة زمانك، على غرار ثلة من اللاعبين القادمين من مختلف قارات العالم، من بينهم المحترفون المغاربة، الذين سطع نجمهم في سماء الدوريات الأوربية.

وأشعل تتويج حكيم زياش بدوري الأبطال مع تشيلسي في ماي الماضي شرارة الجدل بخصوص أول لاعب مغربي يتوج باللّقب الأوروبي، بعدما خلط النجم السابق لبرشونة، منير الحدادي، أوراق سجلّات التاريخ بتغيير جنسيته الرياضية ليمثل المنتخب الوطني المغربي بدل الإسباني.

طارق أوليدا.. لقب هولندي بنكهة مغربية

أثير الجدل في الفترة الأخيرة حول ما إذا كان منير الحدادي أول لاعب مغربي أحرز لقب دوري أبطال أوروبا؛ عندما كان يحمل الجنسية الإسبانية سنة 2015، أو طارق أوليدا، المتحدّر من أبوين مغربيين، والمتوّج بلقب “الشامبيونزليغ” سنة 1995.

عانق أوليدا أمجد الكؤوس مع الأياكس قبل 26 عاما عقب التغلب على إي سي ميلان الإيطالي في النهائي بهدف دون رد سجله باتريك كلويفيرت، بَيْدَ أن الهولندي ذو الأصول المغربية لم يشارك في اللقاء، بل ولم يدرجه المدرب لويس فان خال ضمن لائحة المباراة، وكان ظهوره الوحيد في تلك النسخة خلال لقاء الجولة الأخيرة لدور المجموعات ضد آيك أثينا اليوناني، وسجل فيه هدفي الفوز (2-0).

ولم يسبق لطارق أوليدا حمل قميص المنتخب الوطني في مساره الكروي، بل تدرّج ضمن الفئات السنية لمنتخب “الطواحين” وصولا إلى المنتخب الأولمبي، لهذا نجد اللاعب مسجلا في الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم “ويفا” بالجنسية الرياضية الهولندية، الشيء الذي يخرجه من قائمة المغاربة الذين تربّعوا على عرش “القارة العجوز”.

حكيمي أم الحدادي؟ سؤال البيضة والدجاجة

تعدّ حالة منير الحدادي، جناح إشبيلية الإسباني، فريدة ومحيّرة في عالم المستديرة. فقد كان من أوائل اللاعبين الذين استفادوا من تعديلات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” التي همّت تغيير الجنسية الرياضية، فاختار ألوان “أسود الأطلس” بعدما فقد الأمل في العودة إلى حمل قميص “الماتادور” الإسباني.

توّج الحدادي مع برشلونة بلقب دوري الأبطال عام 2015 وسنه لا يتجاوز الـ20 ربيعا. لعب آن ذاك ثلاث مباريات في دور المجموعات، ليغيب في ما تبقى من لقاءات، بما فيها المباراة النهائية التي فاز بها “البلوغرانا” على يوفنتوس الإيطالي بحصة (3-1).

ودخلت الكأس ذات “الأذنين” إلى خزينة الحدادي باعتباره لاعبا إسبانيا، إذ سبق له المشاركة لمدة 13 دقيقة مع منتخب إسبانيا للكبار ضد مقدونيا في شتنبر 2014 لحساب تصفيات أمم أوروبا 2016.

وفي شتنبر 2020، عدّل “الفيفا” قوانينه لمنح الفرصة للّاعبين مزدوجي الجنسية بتغيير المنتخبات التي يمثلونها، وفق شروط وضوابط صارمة، لكن رُفض طلب الحدادي للعب لـ”الأسود” مرة أخرى، وانتظر حتى يناير 2021 ليصدر الاتحاد الدولي ملاحظات توضيحية بخصوص القوانين الجديدة، جاءت هذه المرة على مقاس صاحب الـ25، ويُصبح بعدها “أسدا أطلسيا” ضمن كتيبة البوسني وحيد خاليلوزيتش.

وشكّل ارتداء الحدادي ألون المنتخب الوطني المغربي ارتباكا لدى متتبعي الشأن الكروي المغربي، إذ كان أشرف حكيمي أول لاعب مغربي في التاريخ يتوّج بدوري الأبطال رفقة ريال مدريد سنة 2017، ولم يشارك هو الآخر في المباراة النهائية، كما حاز مع الملكي لقب السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، وكان أول لاعب مغربي يعتلي منصتي تتويج هاتين المسابقتين أيضا.

لكن تغيير الحدادي لجنسيته الرياضية أربك كُتّاب التاريخ، وسحب البساط من تحت قدمي حكيمي، فبالإضافة إلى تتويجه بلقب دوري الأبطال قبل نجم إنتر ميلان الحالي، فقد سبقه أيضا إلى الفوز بكأس السوبر الأوروبي (2015) وكأس العالم للأندية في السنة ذاتها، لينتزع صاحب الـ25 ربيعا لقب أول لاعب مغربي يتوّج بالألقاب الأوروبية الثلاثة فقط بتغيير جنسيته الرياضية.

زياش.. لعنة النهائي تلازم “الأسود”

كانت الجماهير المغربية تمني النفس أن ترى حكيم زياش يدخل التاريخ بمشاركته في نهائي دوري أبطال أوروبا مع تشيلسي والتتويج به نهاية ماي الماضي، إذ لم يسبق للاعب مغربي المزاوجة بين الأمرين على مرّ التاريخ.

ويعد رضوان حجري أول لاعب مغربي لعب نهائي أمجد الكؤوس الأوروبية سنة 1988، لكن فريقه بنفيكا البرتغالي خسر بالضربات الترجيحية أمام أيندهوفن الهولندي. وبعد مرور 33 عاما، ما يزال ابن الرجاء الرياضي اللاعب المغربي الوحيد الذي وَطأَت قدماه ملعب مباراة نهائي “شامبيونزليغ” الأوربية، لكن بدون فرحة معانقة الكأس.

وكانت الترشيحات تصب لصالح زياش لتكرار إنجاز رضوان حجري على الأقل؛ أي المشاركة في النهائي، لكن سوء الطالع رافقه في نهائي “دراغاو” ببورتو البرتغالية، وجلس طيلة دقائق المباراة على مقاعد البدلاء بقرار من المدرب توماس توخيل، الذي روّض بيب غوارديولا و”السيتي” بهدف كاي هافرتز، ليتوّج النادي اللندني باللقب للمرة الثانية في تاريخه، ويهدي المغرب لقبا ثالثا في دوري أبطال أوروبا يحمل توقيع “الرسام” زياش.

بونو والنصيري.. الاستثناء الأوروبي

كسر الدوليان ياسين بونو ويوسف النصيري قاعدة الغياب عن المباريات النهائية للمسابقات الأوروبية في الموسم قبل الماضي، وقادا إشبيلية إلى معانقة كأس “اليوروبا ليغ”، للمرة السادسة في تاريخه (رقم قياسي)، والأول للمغرب والعرب في المسابقة.

وشارك بونو أساسيا في نهائي الدوري الأوروبي لموسم (2019-2020) ضد إنتر ميلان الإيطالي، وكان له دور كبير في بلوغ المباراة النهائية، فيما دخل الحدادي في الدقيقة الـ71 (كان ما يزال لاعبا إسبانيا)، ثم النصيري في الدقيقة الـ85، ليتوج الثلاثي باللقب بعد الفوز بنتيجة (3-2) بملعب “راين إينرجي” بكولن الألمانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News