صوت الجامعة

ميراوي: النموذج الجديد للجامعة يروم إرساء بحث علمي بمعايير دولية

ميراوي: النموذج الجديد للجامعة يروم إرساء بحث علمي بمعايير دولية

قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، إن التحولات المتسارعة التي يشهدها المحيط الدولي على كافة المستويات تؤشر على بروز عالم جديد بمعطيات مغايرة يشكل فيها الرأسمال البشري الدعامة الأساسية لخلق الثروة المادية واللامادية والمحدد الرئيسي لتطوير المزايا التنافسية للأمم بما يتماشى ومتطلبات السيادة والاستدامة.

وفي معرض كلمة له ضمن فعاليات المحطة الحادية عشر للمناظرات الجهوية التي تحتضنها جهة العيون-الساقية الحمراء، أوضح ميراوي، أن هذه التحولات تحيل على الدور الطلائعي الذي تضطلع به الجامعة في مجال تكوين كفاءات الغد وفق مقاربات متجددة واستباقية قصد تعزيز قدرة الاقتصاد والمجتمع على الصمود أمام التحديات المطروحة على الصعيدين الوطني والدولي.

وفي هذا الصدد، أكد وزير التعليم العالي، أن النموذج الجديد للجامعة المغربية الذي يسعى المخطط الوطني لإرساء دعائمه وتفعيل آلياته يرتكز على أربعة محاور استراتيجية مترابطة، بإرساء بحث علمي بمعايير دولية، يستند على الأولويات التنموية الوطنية ويستمد ديناميته من جيل جديد من طلبة الدكتوراه، مع وضع برامج للحركية الوطنية والدولية، بما في ذلك التأطير المشترك لبحوث الدكتوراه.

ويرتكز النمودج الجديد، وفق ميراوي، على تطوير عرض تكويني يواكب متطلبات العصر، من خلال اعتماد أحدث المقاربات البيداغوجية، ويكرس التمكين والتميز ويولي أهمية قصوى لتطوير المهارات الذاتية والأفقية، بالإضافة إلى تجويد حكامة المؤسسات الجامعية والرفع من نجاعتها قصد إرساء استقلالية الجامعة على أسس صلبة ومستديمة، ضمن إطار تعاقدي يحفز على المسؤولية ويكرس ثقافة النتائج والأداء

وأضاف الوزير، أنه سيتم أيضا الارتكاز على أنماط جديدة من الشراكات بين الجامعة والجهة والنسيج السوسيو-اقتصادي قصد التعبئة الكاملة لإمكانات المجالات الترابية، بغية تحويلها الى فرص اقتصادية واعدة مدرة للثروات ولفرص الشغل، ومعززة للإدماج الاجتماعي والاستدامة البيئية.

وسجل ميراوي، أن  الطموح المنشود من خلال المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، هو إرساء نموذج جديد للجامعة المغربية يرتكز على أقطاب جامعية بمواصفات دولية توفر الإطار الملائم لتكوين كفاءات الغد وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية.

وسيمكن هذا النموذج، -يردف الوزير- من توفير الظروف الكفيلة بإنجاح المسار الأكاديمي والعلمي للطالبة والطالب، من خلال توجيه بيداغوجي ناجع وعرض تعليمي يرتكز على مقاربات بيداغوجية مبتكرة، وتكوينات موازية في مجالات حيوية تعزز قدراتهم على مواكبة التحولات السريعة لسوق الشغل.

ويرتكز هذا النموذج على برامج للحركية الوطنية والدولية تغني التجربة الذاتية للطلبة وتساهم في انفتاحهم الفكري والثقافي، وهو ما يعزز قيم التعايش والحوار، التي تشكل أحد خصوصيات النموذج المغربي المتجذر عبر التاريخ.

وأوضح ميراوي، أن من بين المرتكزات الكبرى التي تؤسس لجامعة الغد، هو بناء شراكة من جيل جديد بين الجامعة والجهة، معبئة لإمكانات كل طرف في إطار من التكامل والانصهار ضمن غايات مشتركة، ألا وهي النهوض بتنمية الجهة وتعزيز إشعاعها وجاذبيتها على كافة المستويات.

وأكد الوزير، أنه سعيا لتثمين الدور المجتمعي المنوط بمؤسسات التعليم العالي، فإن تقوية الشراكة والانفتاح على المجتمع المدني يعد من الرهانات الأساسية لجامعة الغد، معتبرا أن هذا الانفتاح سيشكل دعامة كبرى لمساهمة الجامعة في تقوية الرابط الاجتماعي وتعزيز أسس العيش المشترك، من خلال الانخراط في المبادرات ذات الصلة بالتنمية المستدامة والمشاريع التي تدعم التماسك الاجتماعي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News