سياسة

بنلياس: احتفاليّة تشكيل الحكومة انتهت ولغة “الحيوانات” تسائل النخب

بنلياس: احتفاليّة تشكيل الحكومة انتهت ولغة “الحيوانات” تسائل النخب

في ظل زحف أزمات متلاحقة على رغيف المغاربة يغذيها الجفاف وارتفاع أسعار المحروقات والسلع بسبب تقلّبات دولية أبرزها الحرب بأوكرانيا، ترتفع الانتظارات من حكومة البلاد بعد مضي قرابة ثمانية أشهر على تشكيلها اليوم، كما تتسع الأسئلة حول مدى نجاعة سياساتها بمواجهة هذه التقلّبات.

أستاذ القانون الدستوري وعلم السياسة بجامعة محمد الخامس بالرباط، عبد العالي بنلياس، يؤكد، في نقاش مع مدار 21 حول الموضوع، مشروعية هذه الانتظارات والمساءلات للسلطتين التشريعية والتنفيذية، “لارتباطها بحاجيات المواطنين اليومية من جهة، وبالحاجة لإيجاد حلول جذرية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتي على أساسها تم انتخاب مجلس النواب الحالي الذي انبثقت عنه الحكومة الحالية، من جهة أخرى”.

ويعتبر الخبير السياسي أن “مرحلة الاحتفال بتشكيل أغلبية مريحة من ثلاثة أحزاب سياسية بمرجعيات متقاربة إلى حد ما وبرامج انتخابية تتقاطع في مجموعة من النقط، قد طويت بمرور قرابة نصف سنة من تشكيل الحكومة، خاصة مع استمرار تداعيات أزمة كوفيد-19 وحالة الجفاف الحادة التي تمر منها بلادنا  وتداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية على الاقتصاد العالمي، وخاصة على مستوى الطاقة والمواد الغدائية ولاسيما القمح”.

ويرى بنلياس أن “السياسات المختلفة للحكومة لمواجهة ظاهرة الغلاء وارتفاع أسعار المحروقات لا ترقى لمستوى انتظارات المواطنين والمواطنات”، مقدما مثالا عن ذلك بدعم أرباب النقل العمومي في مواجهة ارتفاع أسعار المحروقات.

“محدودية هذا الاختيار تظهر مع استمرار ارتفاع الأسعار”، يقول أستاذ علم السياسة، مضيفا “لا يمكن مواجهة ظاهرة ارتفاع المحروقات بدعم أرباب النقل العمومي لان هذا الحل لم يساهم في التخفيف من وطأة الغلاء”.

ويثير ، بهذا الشأن، قضية تسقيف أسعار المحروقات التي  “لا تريد الحكومة التفكير فيها” بينما “اختارت الحلول السهلة وهي ترك المستهلك يتعامل مع تقلبات السوق دون أي إجراءات لحمايته”.

وحول فاعلية البرلمان في ظل هذه الظرفية، يذهب الخبير السياسي إلى أن المؤسسة التشريعية و”رغم الأدوار الدستورية التي أُنيطت بها، أغلبيةً ومعارضةً، لم تستطع بلورة مقترحات عملية وبرامج تساعد الحكومة على مواجهة الأزمة التي تطال الطبقات الاجتماعية الفقيرة والمتوسطة”.

واعتبر أن هذا الوضع يسائل “الحكومة والبرلمان على حد سواء عن مدى قيامهما بالبحث عن حلول مبتكرة لمواجهة تأثير الصدمات الاقتصادية العالمية على الاقتصاد الوطني وحماية القدرة الشرائية للمواطن من جراء هذه التداعيات”.

وفي ظل هذا السياق الوطني، تساءل أستاذ القانون الدستوري وعلم السياسة عن عودة لغة الحيوانات “ليس بدلالة ابن المقفع وإنما بدلالة قاع المجتمع” للخطاب السياسي دون “تحفظ أو احترام للذوق العام” للمغاربة.

ونبه بنلياس إلى حديث “شخصيات سياسية ورسمية دون أي تحفظ أو احترام للذوق العام للمجتمع، بشكل يثير الاستغراب ويطرح أكثر من تساؤل حول النخبة السياسية التي تدبر الشأن العام ومدى صدقية هذه النخبة في تمثيل الهيئة الناخبة”.

وعرفت الساحة السياسية مؤخرا تراشقا بين رئيس مجلس النواب راشد الطالبي العلمي العضو بحزب الأحرار، ورئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، حيث وصف الأوّل بنكيران ب”الذئب الشارف” ليرد عليه الثاني “أنت غير حميّر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News