صحة

بسبب الارتفاع الجديد للإصابات.. تحذيرات من متحور جديد أكثر فتكا من أوميكرون

بسبب الارتفاع الجديد للإصابات.. تحذيرات من متحور جديد أكثر فتكا من أوميكرون

بعد تراجع الإصابات بفيروس كورونا، سرعان ما عادت للارتفاع مرة أخرى بسبب متحور أوميكرون الأكثر عدوى، وتعليق بروتوكولات كوفيد-19 في العديد من دول أوروبا وأميركا الشمالية.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن العديد من الدول الأوروبية التي تسرعت في رفع تدابير التصدي لوباء كوفيد-19، منها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا، باتت تواجه اليوم عودة الارتفاع في عدد الإصابات جراء انتشار النسخة الثانية من متحور أوميكرون المسمى “بي إيه.2”.

قد يكون أوميكرون أقل خطورة لكن المزاعم القائلة بأنه مرض بسيط مضللة وتضر بالاستجابة العامة وتتسبب بخسارة مزيد من الأرواح.

صحيح أنه لم تعد جائحة كورونا تستحوذ على اهتمام الناس كما كانت سابقاً، وبعض الدول قررت رفع القيود والبروتوكولات الوقائية والمتشددة لمواجهة موجة جديدة، لكن هل ارتفاع الإصابات من جديد يعود إلى المتفرغ عن أوميكرون BA.2 أم نتيجة معدل التلقيح المنخفضة؟

وفي هذا الصدد، تشرح الباحثة في علم الفيروسات والأمراض الجرثومية، وعضو اللجنة الوطنية للأمراض الانتقالية في وزارة الصحّة اللبنانية، الدكتورة ندى ملحم أنه “مع استمرار تطور جائحة كوفيد-19، لا يزال العالم يواجه تحديات جديدة، خصوصاً مع ظهور متحورات ومعدل التطعيم المنخفض.

حتى اليوم شهدنا على 5 متحورات مثيرة للقلق متفرعة من “سارس-كوفي 2″، أحدثها كان متحور أوميكرون المنتشر حالياً في العالم وأظهر أنه أكثر عدوى من المتحورات السابقة. وتعدّ القابلية العالية على الانتقال المحرك الرئيسي للوضع الوبائي الحالي. وقد تفرع عن متحور أوميكرون متغيران فرعيان رئيسيان هما: BA.1 وBA.2 اللذان يتشاركان حوالى 30 طفرة، ومع ذلك يبقى لكل متفرع خصائص خاصة به غير مشتركة.

على سبيل المثال، يوجد في متفرع BA.2 ثماني طفرات غير موجودة في الـBA.1 في حين يمتلك الأخير 13 طفرة غير موجودة في الـBA.2 .خلال الشهر الماضي شهدنا ارتفاعاً عالمياً في حالات BA.2 نتيجة العدوى المتزايدة للأخير. وكان لافتاً أن الزيادة في الحالات كانت في الدول التي فيها نسبة تطعيم عالية، بالإضافة إلى رفعها القيود وانخفاض المناعة المكتسبة.

وتشدد ملحم على أن “عدم حدة متحور أوميكرون يعتبر نقطة إيجابية، ومع ذلك لا يمكن ضمان أو توقع أن يكون المتحور الجديد شبيهاً له بالحدة والشدة. وكما نعرف مع فيروس “سارس – كوفي 2″ إن العدوى والقوة غير مترابطين وبالتالي قد تكون المتحورات المستقبلية شبيهة بأوميكرون أو أقل أو أكثر شدة”.

موضحةً أن “أكثر العوامل المؤثرة لانتشار “سارس – كوفي 2” هو قدرته على الهروب من المناعة تجاه المتحورات السابقة. وهذا ما شكّل أهمية كبرى مع متحور أوميكرون حيث كان هذا العدد الكبير من الطفرات (على سبيل المثال أكثر من 30 طفرة على البروتين الشوكي فقط الذي تستهدفه اللقاحات) قادراً على تقليل قدرة الأجسام المضادة على التعرف اليه مما أدى إلى حدوث عدوى متكررة.

وهذا المزيج بين الهروب من المناعة وقابلية الانتقال العالية السبب الرئيسي وراء موجات العدوى الجديدة التي نلاحظها على مستوى العالم. وبالرغم من أن لقاحات كوفيد-19 تقلل من الحالات الشديدة والعبء على أنظمة الرعاية الصحية، إلا أن هذه الفعالية انخفضت بعد جرعتين من لقاحات كوفيد-19. والخبر السار أن الجرعة التعزيزية من لقاحات mRNA تحفز الأجسام المضادة في وجه أوميكرون ومتفرعاته BA.1 وBA.2.

وإزاء هذا الواقع ما زلنا بعيدين من الهدف التي وضعته منظمة الصحة العالمية والذي يتمثل بتطعيم 70 في المئة في منتصف العام 2022، اليوم نجحت بعض الدول في الوصول إلى 80-90 في المئة من نسبة تلقيح سكانها، وأخرى لم تتعدَ 43 في المئة مثل لبنان ودول ما زالت النسبة فيها منخفضة جداً (أقل من 15 في المئة) وبالتالي يبقى التطعيم والجرعات التعزيزية أفضل وسيلة لمنع زيادة في عدد حالات كوفيد-19.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News