دولي

هل تكلّف الحرب على أوكرانيا بوتين انقلابا داخل الكرملين؟

هل تكلّف الحرب على أوكرانيا بوتين انقلابا داخل الكرملين؟

كشف أندري كوزيريف، أول وزير خارجية روسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وضع مستقبله على المحك، مشيرا إلى أن شخصيات في الكرملين ستخطط لإسقاطه، وفقا لصحيفة “التايمز” البريطانية.

وأكد كوزيريف أن بوتين في مستنقع عسكري، ومعزول على المسرح العالمي، مضيفا أنه شل بلاده بسبب العقوبات، ولا بد أن يدفع الثمن.

وقال: “قتل الكثيرون من القياصرة الروس، وطرد الكثيرون بطريقة أو بأخرى” حتى في الحقبة السوفياتية، مذكّرا بالمزاعم حول تسميم زعيم الاتحاد السوفييتي، جوزيف ستالين، وإخراج الزعيم السوفياتي، نيكيتا خروتشيف، من الكرملين.

ويرجح كوزيريف أن تتوسع المقاومة إلى حد بعيد ويتزايد الاستياء خلال عهد بوتين، ما يتطلب حلا ما لا يزال مجهولا، مشيرا إلى أن التاريخ الروسي مليء بالنتائج غير المتوقعة.

وأصبح كوزيريف وزير خارجية روسيا عام 1990، وحافظ على منصبه بعد استقلال الدولة عام 1991. وكان من أوائل المدافعين عن نهاية الحرب الباردة، وتحقيق الديموقراطية وتعزيز التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، وساعد في قيادة حقبة من العلاقات المحسنة مع جيران روسيا والغرب، كما انتُخب عضواً في البرلمان عام 1996. واليوم، يقيم في ميامي ويحاضر في الشؤون الدولية.

وفي وقت يفكر المحللون في مدى صحة بوتين العقلية، أثار كوزيريف ضجة واسعة هذا الأسبوع من خلال نشره في حسابه عبر “تويتر” أنه يرى حسابات الرئيس منطقية، معلناً: “إنه أمر مروع لكنه ليس غير منطقي. ولفهم سبب عقلانية الغزو بالنسبة لبوتين، علينا أن نضع نفسنا في مكانه”.

وأوضح أن بوتين يؤمن بضرورة إعادة أوكرانيا ذات الميول الغربية إلى حظيرة الكرملين منذ انتفاضة عام 2014 التي أطاحت برئيسها الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. وقال كوزيريف إن الرواية حول ضعف الغرب كانت دعاية منتشرة بين النخبة الحاكمة في روسيا، مضيفاً أن بوتين أخطأ في التقدير، لكنه ليس مجنوناً، إنما تصرفاته خاطئة وغير أخلاقية. وأكد أنه حتى لو استولى على كييف ومدينتين إضافيتين، لا يمكنه أن يربح هذه الحرب لأنه يقاتل الشعب.

وشدد على ضرورة أن تكون الحرب السوفيتية الأفغانية بين عامي 1979 و1989 درساً قيماً، حيث بدأت أيضاً بغزو، وبدا أن السوفيت كانوا سينتصرون. لكن بعد ذلك، قدم الغرب دعماً شمل صواريخ “ستينغر”، واحتاج الاتحاد السوفييتي إلى إجلاء قواته وهُزم. فكان ذلك ضربة قوية للاستقرار السوفيتي. ورجح الوزير السابق أن تتكرر هذه التجربة في أوكرانيا اليوم، وتترافق مع نتائج مأساوية، قد تصل إلى الانهيار.

وذكر أن على بوتين أن يكون انتحاريا لتكون لديه نوايا نووية، وهي فرضية يسخر منها، ويقول: “رغم كل المواقف المتشددة، فإن الرئيس لديه عائلة وأصدقاء وهو يحب النساء الجميلات والنبيذ الفاخر ولن يضغط على الزر النووي. إنه مجرد رجل قادر على أن يكون وقحاً وتحمّل المخاطر وهذه هي المشكلة مع الغرب “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News