جلبير لمدار21: بوتين يتصرف كقيصر ونجاحه بحرب أوكرانيا محدد لمعالم العالم
اعتبر المفكر والباحث بمعهد الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، جلبير الأشقر، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يتصرف كقيصر جديد”، ذاهبا إلى أنه “لو نجح في مغامرته الحربية بأوكرانيا، سوف يحدد طبيعة العالم لمرحلة طويلة”.
وقال المفكر اللبناني، في لقاء نظمته جريدة مدار 21 حول “تطورات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على المغرب” اليوم الأحد، إن هذه الحرب تعد “مفصلية بالنسبة للإمبراطورية الروسية، إذ لو نجح بوتين فيها سوف يحدد طبيعة العالم في مرحلة طويلة وسوف يؤدي إلى تأجيج التوترات العسكرية عالميا إلى حد كبير قد يفوق ما رأيناه خلال الحرب الباردة”.
ونبه إلى أن الجديد في التحرك الروسي اليوم هو “الاجتياح الكامل” لأوكرانيا باعتبار أن “موسكو تشجعت بعد الإخفاق الأمريكي في العراق على التدخل بجورجيا في 2008 ، ثم في 2014 ضمت جزيرة القرم كما تدخلت في ما تبقى من شمال أوكرانيا”.
لكن ماذا لو فشل بوتين؟ يرد الأشقر “سنكون أمام الفشل الثاني لإحدى الإمبراطوريتين (بعد فشل الإمبراطورية الأمريكية في العراق)، وستكون بشرى خير لشعوب العالم”.
ويواصل “فشلُ فلاديمير بوتين في اجتياح أوكرانيا سيكسر من شوكة القوى العظمى، ويردعها عن الاستمرار في مثل هذه الاجتياحات والغزوات والتدخلات العسكرية، كما قد ينعكس على بوتين نفسه داخليا ويؤدي لإسقاطه”.
وبشكل عام اعتبر المفكر اللبناني أن “العالم يشهد فصلا جديدا من فصول الحرب البادرة الجديدة التي دخل فيها العالم منذ بداية هذا القرن، بعد انتهاء الحرب الباردة القديمة مع تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991”.
وسجل، في هذا المقام، إحدى مفارقات هذه المواجهات الباردة الحديثة بين واشنطن وموسكو على أكثر من جبهة والمتمثلة في أن “روسيا الحالية التي يسود فيها نظام اقتصادي رأسمالي فاحش تدخل في علاقات أكثر توترا مع أمريكا مما كان الاتحاد السوفياتي الشيوعي”.
واستفاق العالم فجر الخميس 24 فبراير الجاري على بدء اجتياح الجيش الروسي لأوكرانيا وسط تنديدات حكومية وشعبية ودعوات لوقف الغزو.
ويراهن الغرب بقيادة الولايات المتحدة على كسر شوكة بوتين بورقة العقوبات الاقتصادية وسحب الاستثمارات والعزل المصرفي عبر إخراج روسيا من نظام “سويفت” للتبادل الآمن للمعاملات البنكية العالمية.
