رياضة

من الألقاب إلى الهواة.. أندية قادها الاحتضار إلى شفا الاندثار

من الألقاب إلى الهواة.. أندية قادها الاحتضار إلى شفا الاندثار

تعدّ المشاكل المالية والتسييرية الهاجس الأول الذي يقض مضجع مسؤولي فرق كرة القدم الوطنية، والتي قد تعصف بها إلى الهاوية بين موسم وآخر، على غرار ما وقع للنادي القنيطري، الذي لم يكن أكبر المتشائمين من أنصاره يتوقع اندحار الفريق إلى قسم الهواة، وقبله النادي المكناسي وشباب الريف الحسيمي.

في هذا التقرير، تقدم لكم “مدار21” أبرز الفرق الوطنية التي عصفت بها المشاكل في المواسم الأخيرة نحو الأفول الكروي في القسم الوطني الثاني أو الهواة، بعدما كانت في الأمس القريب رقما صعبا يضرب له ألف حساب في دوري النخبة الاحترافي.

“الكاك”.. سقوط مدوٍّ ووعود مكررة

شكّل هبوط “الكاك” إلى قسم الهواة، يوم الجمعة الماضي، بعد الخسارة من الاتحاد البيضاوي في آخر جولات دوري الدرجة الثانية الاحترافي، صدمة قوية للشارع الرياضي القنيطري، لتتعالى الأصوات لإسقاط رئيس الفريق، علي الرماش، الذي باع الوهم لأنصار الفريق بعد توليه الرئاسة في يناير الماضي.

الرماش، كان واثقا من نجاحه في إعادة النادي القنيطري إلى سالف تألقه؛ على الأقل البقاء في القسم الثاني، والمراهنة الموسم المقبل على الصعود إلى قسم النخبة، بيد أنه فشل في المهمة، ليقدّم مشروعا آخر هو إنقاذ الفريق والعودة الموسم المقبل إلى القسم الثاني، وفق ما أكد في تصريحات إذاعية.

لكن الأكيد أن النادي القنيطري دفع ثمن اللا استقرار الإداري والتقني والتطاحنات الداخلية التي تخبط فيها منذ فترة. ففي الموسم الحالي مثلا، تعاقب على تدريب الفريق كل من حسن بنعبيشة، الذي ترك سفينة “فرسان سبو” غارقة في نزيف نقاطها، ليستلم سمير يعيش المهمة ويعمّق الجراح، قبل أن يطلق الربان الثالث، عزيز العامري، رصاصة الرحمة في جسد القنيطريين بقيادة فريقهم إلى الهواة.

ومنذ موسم 2017-2016، غادر النادي القنيطري دوري الدرجة الأولى الاحترافي نحو القسم الثاني، حيث قضى أربعة مواسم لم يستطع فيها المنافسة، أو حتى الاقتراب من الصعود، بعدما أثقلته المشاكل الداخلية والصراعات، ليسير الفريق من سيء إلى أسوأ.

الجماهير القنيطرية، بكت الفريق بعد النزول إلى قسم الهواة ففريق مثل “الكاك”، الذي كان من الفرق الكلاسيكية في المغرب، والمتوّج بلقب البطولة الوطنية سنوات 1960، و1973، 1980، و1981، وكأس العرش في موسم 1962، من غير المقبول أن يواصل على هذا المنوال الذي يقوده إلى الاندثار، وفق تعبيرها على منصات التواصل الاجتماعي.

“الكوديم”.. ضوء في آخر النفق

بداية اندحار النادي المكناسي بدأت موسم 2013، عندما غادر القسم الوطني الاحترافي في آخر جولة بتعادل (2-2) أمام النادي القنيطري، ليظل الأخير في قسم الأضواء ويرسل “الكوديم” إلى قدر لم يكن ليتصوره أكبر المتشائمين في المدينة الإسماعيلية.

دفع الفريق الإسماعيلي ثمن الصراعات على كرسي الرئاسة وتبادل الاتهامات بين مكوناته، عنوانها الأكبر “محاولة إقبار الفريق. لكن لا أحد تمكن من إيجاد مخرج من المأزق المادي والتسييري للفريق.

يعدّ “الكوديم” أحد الفرق الوطنية التي كان يضرب لها ألف حساب في المنافسات المحلية. فقد توّج بلقب كأس العرش سنة 1966؛ أربع سنوات بعد تأسيسه، على حساب المغرب الفاسي (2-0)، وانتظر 29 عاما، ظل فيها يتأرجح بين القسم الوطني الأول والثاني، للتتويج بلقب البطولة الوطنية عام 1995، في موسم استثنائي وتاريخي.

وخوّل له التتويج بلقب الدوري آن ذاك المشاركة في كأس إفريقيا للأندية البطلة (دوري الأبطال حاليا) لأول مرة في تاريخه، وبلغ ربع النهائي قبل أن يقصى أمام الزمالك المصري (4-2)، كما شارك سنة 2005 في كأس الكونفدرالية، لكن رحلته توقفت في دور الـ32، وعاد للظهور مجددا في المسابقة ذاتها سنة 2012، لكن رحلته توقفت في دور قبل المجموعات، دون نسيان مشاركته في كأس أبطال العرب سنة 2006.

ونزل النادي المكناسي إلى قسم الهواة في موسم 2015-2016، بعد احتلاله المركز الأخيرة بـ30 نقطة، ومنذ ذلك الوقت و”الكوديم” يتخبط في أقسام المظاليم، لكن بريق أمل ظهر في الأفق بالنسبة للفريق هذا الموسم، إذ ينافس على البطاقة الثانية لمرافقة الاتحاد الإسلامي الوجدي إلى القسم الثاني، إذ يحتل المركز الثاني مناصفة مع فتح الناظور، مع أفضلية النسبة الخاصة للأخير، على بعد جولتين من إسدال ستار الموسم الكروي.

شباب الحسيمة.. أفول نجم فرسان الريف

اعتادت الجماهير المغربية على مشاهدة شباب الريفي الحسيمي ضمن فرق قسم الصفوة، بعدما تمكن من المحافظة على مكانته لـ9 مواسم متتالية حتى سنة 2019، التي اندحر فيها إلى القسم الوطني الثاني.

وفي وقت كانت الجماهير الريفية تنتظر من إدارة الفريق إصلاح حال الفريق للعودة سريعا إلى دوري الدرجة الأولى، نزل الفريق الحسيمي في موسمه الأول بالدرجة الثانية (2019-2020) إلى القسم الوطني هواة، الذي قضى فيه الموسم الحالي ويواصل سقوطه المدوي إلى القسم الأول هواة.

ونخرت المشاكل الإدارية والمالية جسد الفريق الحسيمي في المواسم الثلاثة الأخيرة، وأطلقت جماهير الفريق مؤخرا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لإخراج الفريق من أزمته، وعنونت الحملة بوسم “أنقذوا شباب الحسيمة من الفساد الإداري.”

الكوكب المراكشي.. حاضر يبكي ماضي الأجداد

ما يزال الكوكب المراكشي يتخبط في القسم الوطني الثاني للموسم الثالث تواليا، ولا تبدو أي بوادر لتحسن أحوال فريق كان يضرب لها ألف حساب.

وغادر الكوكب المراكشي القسم الوطني الأول في موسم 2018-2019، ولم يقو على تحقيق حلم الصعود مجددا بسبب المشاكل المالية والتسييرية التي تثقل كاهله، أولا بتغيير الرؤساء؛ فؤاد الورزازي، محسن مربوح نعيم الراضي ورضوان حنيش، والمدربين؛ عزيز العامري، هشام الإدريسي، محمد الكيسر، وآخرهم هشام الدميعي، الذي تمكن من تأمين مكانة الفريق في قسم المظاليم هذا الموسم بصعوبة كبيرة في آخر الدورات.

في موسم 2014-2015، أرسل الكوكب المراكشي إشارات قوية بأنه استعاد ستينيات القرن الماضي، واحتل المركز الثالث في الدوري الدرجة الأولى، وشارك في كأس الكونفدرالية الإفريقية، التي كان أول فريق مغربي يحرز لقبها سنة 1996، لكنه رحلته الإفريقية توقفت في دور المجموعات باحتلاله الرتبة الثالثة خلف النجم الساحلي، الثاني، والفتح الرباطي، المتصدر، لكنه لم يستطع الانفلات من رواسب الماضي وعاد إلى التخبط مجددا في مستنقع من المشاكل.

وتمني جماهير المدينة الحمراء بعودة فريقها إلى الواجهة محليا بعد سنوات من المعاناة في الأقسام الدنيا، سيما أن الفريق يملك ثقافة الألقاب بعدما توّج بدرع البطولة الوطنية سنتي 1958 و1992، وكأس العرش ست مرات سنوات 1963، 1964، 1965، 1987، 1991، 1993.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News