وزير الفلاحة: المغرب يُواجه أسوأ موسم جفاف منذ 40 سنة
قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي، إن شح التساقطات المطرية التي تشهدها المملكة خلال هذه السنة لم يعرف المغرب مثيلا لها منذ سنة 1981 أي حوالي 40 سنة، مشيرا إلى أن الأحواض المائية تعاني من نذرة كبيرة في المياه، حيث لم تتجاوز نسبة ملء السدود 32 في المائة إلى غاية فبراير الجاري مقارنة بـ42 في المائة خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وسجل الصديقي في كلمة خلال اجتماع عقده اليوم الثلاثاء، بمقر وزارة الفلاحة بالرباط مع رؤساء الغرف الفلاحية والتنظيميات البيمهنية، أن عجز التساقطات خلال السنة الحالية بلغ حوالي -67 في المائة مقارنة بموسم عادي، و-64 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، مؤكدا أن هذا الأمر الذي أثر على الغطاء النباتي بصفة عامة وعلى زراعات الحبوب والمراعي، مما أثر على الماشية والأشجار المثمرة التي زرعت ضمن برامج الفلاحة التضامنية.
وأضاف وزير الفلاحة، أنه “إذا ما تم استثناء سدود الغرب واللوكوس،” فإن نسبة ملء السدود على الصعيد الوطني لن تتجاوز 12 في المائة، موضحا في المقابل، أن برنامج التدخل الاستعجالي للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، الذي تم تحضيره تفعيلا لتوجيهات الملك محمد السادس، يأتي في سياق جهود الحكومة لتطويق تداعيات الجفاف، عبر تقديم الدعم المباشر والتأمين الفلاحي وتخفيف الأعباء المالية عن الفلاحين،
وأضاف الوزير، هذا البرنامج ضم ثلاثة محاور، تتمثل في الدعم المباشر للكسابة والفلاحة عبر سبعة مجالات للتدخل تهم إغاثة الماشية في ما يخص الأعلاف المدعمة وتوريد القطيع، وتتبع صحة القطيع، فضلا عن معالجة إشكال ري الأشجار في المناطق البورية، وكذا دعم وتعزيز الأشغال الهيدرو-فلاحية الصغيرة التي تشغل اليد العاملة وتتأطر ضمن الفلاحة التضامنية.
وبخصوص التأمين الفلاحي، أشار الصديقي، إلى أن الرصيد المؤمن في الوقت الراهن يبلغ مليون هكتار بمبلغ 1 مليار درهم، مبرزا أن التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمين ستسرع عملية تعويض الفلاحين في المناطق المتضررة على نحو تدريجي حسب الوضعية، لافتا إلى أن مجموعة القرض الفلاحي ” بذلت مجهودا كبيرا من أجل رصد مبلغ مالي مضاعف خلال هذه السنة، يصل إلى 6 ملايير درهم، ويهم عدة برامج للتدخل، مضيفا أن المجموعة ستعالج مديونية الفلاحين عبر إعادة جدولة قروض الفلاحة”.
هذا، وأعلنت الحكومة عن إطلاق برنامج للتخفيف من آثار نقص التساقطات المطرية، سيكلف غلافا ماليا إجماليا يقدر بعشرة ملايير درهم، ويتضمن البرنامج توزيع 7 ملايين قنطار من الشعير المدعم لفائدة مربي الماشية ضمن إجراءات، أخرى.ويرتكز البرنامج على 3 محاور رئيسية، يتعلق الأول بحماية الرصيد الحيواني والنباتي وتدبير ندرة المياه، ويستهدف المحور الثاني التأمين الفلاحي، في حين يهم المحور الثالث تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين.
