ثقافة | حوارات

محمد الفولي لمدار21: “أغلفة موازية” كسرت صورة المثقف الكئيب

محمد الفولي لمدار21: “أغلفة موازية” كسرت صورة المثقف الكئيب

يونس شلبي في لقطة من مشهد “العيال كبرت” يؤثث غلاف “احتفاءً بالأشياء الغامضة الواضحة” لأدونيس وأحمد بدير يتعجّب على غلاف “في النهاية يأتي الموت” لأغاثا كريستي وعبلة كامل ومحمد سعد في مشهد واحد على غلاف “قواعد العشق الأربعون” لإليف شافاق هذه أمثلة من فكرة “أغلفة موازية” التي أطلقها المترجم والصحافي المصري محمد الفولي لتتحول إلى حالة إبداع عربية.

الفولي ، مبدع الفكرة الطريفة، يرى في حديث مع جريدة مدار 21، أن الفكرة كسرت صورة المثقف الكئيب صاحب المزاج العكر وما والاها من “الاتهامات المعلبة عن المشتغلين بالقطاع الثقافي من كتاب ومترجمين ومؤلفين وصحافيين وقراء ..باعتبارهم أشخاصا لا يحبون الضحك ومتأففين”.

الفكرة فجّرت أيضا، حسب المترجم  المصري، “طاقة إبداعية قوية من المشتغلين بالمهن الإبداعية ستغير وجهة نظر الكثيرين عن أصحاب هذا المجال”، كما أنها دفعت آخرين إلى البحث “عن الأعمال الأدبية موضوع هذه الأغلفة الموازية”.

أصل الفكرة

الأغلفة التي تعيد تقديم الأدب للجمهور الواسع من زاوية غير مألوفة وخفيفة الظل “بدأت قبل قرابة سبعة أشهر” على سبيل تجريب مقاربات ومداخل مبدعة ومسليّة أمام “إشكاليات ازدواج المعاني والمفردات العاميّة” التي كانت تعترض أحيانا المترجم الفولي في الأعمال التي يشتغل عليها.

“في لحظة ما وجدت خليطا عجيبا من الأفكار يتشكل بيني وبين نفسي ويجعلني أجمع مشاكل تقابلني في الترجمات مع لقطات من أفلام عربية قديمة وكوميدية وأركبّ مشهدا على عنوان رواية من باب البسط والتسلية”، يقول الفولي لمدار 21، متابعا “بقيت الحال على هذا النحو إلى أن فكرت في الآونة الأخيرة في تطبيق الفكرة على ترجماتي، فقمت  بتركيب لقطات من أفلام كوميدية عليها”.

في البدء كان الفولي يضع أغلفة بديلة لترجماته ويتقاسمها مع دائرة ضيقة من أصدقائه قبل أن يقرر، في لحظة “مزاج رايق”،  في توسيع نطاقها إلى أعمال أدبية عالمية وفتح الفكرة للعموم.

“فكرت أن أجرّب الفكرة على أعمال غير أعمالي وتكون مشهورة، غير أني تجنبت في البداية أعمال مكتوبة أساسا بالعربية تفاديا لأي سوء فهم أو حساسية من زميل كاتب مصري أو عربي”.

تفاعل مذهل

لقيت الفكرة تجاوبا وتفاعلا “رهيبا” وتقاطرت طلبات الصداقة والتعليقات على محمد الفولي حسب ما يروي لمدار21، جنبا إلى جنب مع دخول كتاب آخرين على الخط مطلقين تصوراتهم الخاصة لأغلفة بديلة لكتب شهيرة وروايات وأعمال مسرحية.

“هذا شيء مذهل، لم أكن  أتوقع تفاعلا بهذا الحجم مع الفكرة” يقول الفولي، مضيفا “أظن أنها فكرة استطاعت إسعاد الكثيرين بجمعها بين أغلفة مسلية وأدب وسينما وفن ولقطات من التراث السينمائي على أساس ثقافي وبأسلوب خفيف الظل، إنها فكرة قامت بترقية نفسها بنفسها”.

ويواصل كتاب وأدباء وقراء تحويل مشاهد ولقطات من خزانة الأفلام العربية والعالمية المؤثرة إلى أغلفة لروائع الأدب العربي والعالمي بحثا عن اقتناص جماليّات خفيّة وترويج الأدب بشكل مسلٍ ونصب فخاخ قد تسقط البعض في شراك القراءة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News