صحافة وإعلام

لقبه بالشيخ..هل كان بن بركة عميلا لأمن الدولة بتشيكوسلوفاكيا ؟

لقبه بالشيخ..هل كان بن بركة عميلا لأمن الدولة بتشيكوسلوفاكيا ؟

قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المناضل اليساري المغربي الشهير المهدي بن بركة “كان عميلا” لجهاز أمن الدولة بتشيكوسلوفاكيا حسب وثائق استخباراتية رفعت عنها السرية حديثا.

وأجرت الصحيفة البريطانية حوارا مع أستاذ متخصص بتاريخ أوربا الشرقية إبّان الحرب البادرة يزعم فيه أنه قلّب كامل ملف بن بركة في أرشيف استخبارات الجمهورية الشيوعية التي انقسمت بعد 1993 إلى دولتين هما تشيك وسلوفاكيا، والتي كانت قبل ذلك أحد أعمدة المعسكر الشرقي.

وقال الأستاذ المساعد بجامعة شارلز ببراغ، جان كورا، للغارديان “يحمل بن بركة صورة المناضل ضد المصالح الاستعمارية والمدافع عن مصالح العالم الثالث، لكن الوثائق ترسم صورة مختلفة جدا. صورة تتحدث عن رجل بولاءات عديدة، كان يعرف الكثير وكان يعرف القيمة العالية للمعلومات في الحرب الباردة، صورة انتهازي كان جزءا من لعبة خطيرة جدا”.

وحسب المؤرخ التشيكي الذي قلّب، وفق ما يقول، ألف و500 صفحة عن أيقونة النضال ضد الاستعمار الذي اغتيل بباريس عام 1965 في عملية أزمّت علاقات فرنسا والمغرب حينها ف”لم يكن لدى بن  بركة اتصال وثيق فقط بأمن الدولة بتشيكوسلوفاكيا  ولكن تلقى تحويلات مالية نقدا وعينا”.

فمتى بدأت هذه العلاقة؟ يقول كورا  “بدأت علاقة المعارض المغربي مع الأمن التشيكوسلوفاكي في 1960 حين التقى عميلا رفيع المستوى بباريس بعد مغادرته المغرب فارا من نظام الحسن الثاني”.

كانت المخابرات التشيكوسلوفاكية تأمل حينها الحصول على معلومات حساسة حول التطورات السياسية بالمملكة وأيضا حول توجهات القادة العرب من مثل جمال عبد الناصر.

ووصف جهاز أمن الدولة بتشيكوسلوفاكيا بن بركة بالمصدر “بالغ الأهمية” للمعلومات وأعطاه لقب “الشيخ” حسب ما تفصح عنه الوثائق التي اطلع عليها كوروا وهو أيضا رئيس مجموعة البحث حول الحرب الباردة بجامعة تشارلز.

و”بحلول سبتمبر 1961، تلقى بن بركة ألف فرنك فرنسي من الجهاز الاستخباراتي نظير تقاريره عن المغرب والتي نقلها ، وفق ما كان يخبر الاستخبارات من نشرة داخلية للاستخبارات الفرنسية”، سيتبيّن أنها كانت في حقيقة الأمر من معطيات مفتوحة “للعموم  مما سيتسبب في غضب براغ من المعارض المغربي”.

رغم ذلك، تواصل الغارديان نقلا عن كورا، “استمرت علاقة الطرفين، وأرسلت المخابرات التشكيوسلوفاكية بن بركة نحو غرب إفريقيا لجمع معلومات حول أنشطة الولايات المتحدة في غينيا الاستوائية وهي المهمة التي وصفتها الوثائق بالناجحة”.

وستظل الريبة حاضرة من المهدي بن بركة طيلة الوقت حسب ما يرويه جان كورا للغارديان خاصة مع توصل جهاز أمن الدولة بتشيكوسلوفاكيا (Státní Bezpečnost ) بمعلومات عن لقاءات جمعته مع شخصيات مقربة من واشنطن في وقت كانت فيه الحرب الباردة في أوجها.

مع ذلك سيغض الجهاز الاستخباراتي الطرف عن هذه الهواجس وسيطلب من المعارض اليساري المغربي توظيف علاقاته ومكانته السياسية في دعم الأجندة السوفياتية بالمنطقة العربية وفي الوقت نفسه تقديم معلومات استباقية عن توجهات ورهانات القادة العرب  من مثل عبد الناصر بمصر وبن بلة  بالجزائر للاستخبارات التشيكوسلوفاكية مقابل حوالي ألفين دولار في السنة، وفق حديث جان كورا للغارديان.

وتعليقا على الموضوع، رفض البشير بن بركة الاتهامات الموجهة لوالده، معتبرا، في تصريح للغارديان، أن علاقات أبيه مع الدول الاشتراكية وغيرها من الدول كانت شبيهة بالعلاقات المتوقع أن تكون لأي شخص منخرط بقوة في النضال العالمي ضد الإمبريالية والاستغلال الاستعماري في ذلك الوقت.

ونبه البشير إلى أن الوثائق التي يستند إليها الأستاذ بجامعة براغ تبقى من “إنتاج جهاز مخابرات، و(من ثم فمن الممكن) أن يكون جرى تعديلها أو بترها”.

بالمقابل يدافع جان كورا عن نتائج تحقيبه في ملفات المخابرات قائلا إنه “ليس  هناك أي شك في علاقة بن بركة بجهاز الأمن التشيكوسلوفاكي. كافة الوثائق تؤكد ذلك”.

وحسب الغارديان، أثيرت شبهات حول علاقة بن بركة بأجهزة الأمن التشيكوسلافاكية لأول مرة قبل 15 عاما من طرف صحافي استقصائي تشيكي.

وقال جان كورا إنه استطاع الولوج لملف مكون من ألف و500 صفحة حول بن بركة بأرشيف أمن الدولة بتشيكوسلوفاكيا  وقارن ما تضمنه من معطيات مع آلاف الوثائق الاستخباراتية التي رفعت عنها السرية مؤخرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News