سبتة المحتلة تستقبل قرابة 30 قاصرا في يومين ومدريد تُفعّل حالة استنفار

تشهد مدينة سبتة المحتلة منذ أسابيع حالة استنفار واسعة بعد تزايد أعداد المهاجرين الذين يعبرون البحر نحو سواحلها، في موجة توصف بأنها من بين الأضخم خلال العام الجاري، ما أدى إلى تعبئة مختلف الأجهزة الإسبانية العاملة في الحدود الجنوبية.
فخلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة، سجلت السلطات الإسبانية وصول ما يقارب 30 قاصرًا من بينهم 17 طفلًا في يوم واحد، إضافة إلى ثلاث فتيات تمكنّ من العبور سباحة. كما شهدت الأيام الماضية حالتين إنسانيتين مؤثرتين، تمثلتا في وصول أم رفقة طفلها القاصرإلى شاطئ تراخال، ثم أب ونجله البالغ من العمر 15 عامًا، إذ جرى إيواؤهم جميعًا داخل مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين (CETI).
وتؤكد السلطات المحلية، وبحسب ما أوردته صحيفة “إل فارو”، أن نظام حماية القاصرين في المدينة يعمل وفق بروتوكولات واضحة تراعي المصلحة الفضلى للأطفال في جميع الحالات، مشيرة إلى أن كل من يصل إلى المدينة يخضع فورًا للفحص الطبي، ويتلقى المساعدة اللازمة من مأوى وملابس وغذاء، إضافة إلى تسجيل الأطفال في برامج التعليم والاندماج اللغوي داخل مدارس المدينة.
ويستند هذا التدبير، وفق المصدر ذاته، إلى قرارات صادرة عن النيابة العامة للدولة الإسبانية (2/2012 و5/2014)، والتي تنص على فتح ملف حماية لكل قاصر يتم العثور عليه دون مرافقة أو في وضع هش، من أجل تقييم حالته الصحية والاجتماعية والنفسية وضمان سلامته.
وتؤكد مصادر رسمية للجريدة أن الأجهزة الإسبانية تعمل على تطبيق إجراءات دقيقة لحماية الفئات الهشة، حيث تُنسق فرق الشرطة وخدمة الإنقاذ البحري مع مصلحة القاصرين لضمان وصول كل طفل إلى الرعاية المطلوبة، كما يُحظر في هذا السياق الكشف عن بيانات خاصة أو الإدلاء بتصريحات قد تُعرّض المستفيدين للخطر، في احترام تام للقوانين التي تحكم قضايا القاصرين.
وأبرزت “إل فارو” أنه تم تعزيز التعاون بين مراكز الإيواء ومصالح الرعاية الاجتماعية لمتابعة تطور أوضاع الأطفال والأسر الواصلة حديثًا، مع توفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم، في إطار بروتوكولات خاصة أُقرت لضمان المعاملة الإنسانية الكاملة.
في المقابل، لفتت إلى أن الأجهزة الإسبانية في سبتة المحتلة تعاني من ضغط كبير على الموارد البشرية واللوجستية بسبب تزايد وتيرة الوافدين عن طريق البحر، ما دفع إلى تفعيل وحدات التدخل السريع (GRS) لدعم الحرس المدني وخدمة المراقبة البحرية في مهام الإنقاذ والمراقبة.
وتصف مصادر ميدانية الوضع بأنه “حالة طوارئ إنسانية معقدة” تتطلب تضافر الجهود على المستويات كافة، خاصة في ظل الأحوال الجوية الصعبة التي تعيق عمليات الرصد والاستجابة. وقد جرى خلال الأيام الماضية إنقاذ عشرات الأشخاص من البحر، في عمليات شاركت فيها فرق الإنقاذ الإسبانية وسط ظروف مناخية قاسية، شملت الضباب الكثيف والأمطار.
وأشارت مصادر أمنية للجريدة المحلية إلى أن بعض المهاجرين يتمكنون من الوصول إلى الشاطئ بأنفسهم، في حين يُعثر على آخرين في عرض البحر من قبل وحدات الإنقاذ، مؤكدة أن جميع العمليات تتم وفق معايير السلامة والإنسانية.
وفي إطار تطبيق المرسوم الملكي الإسباني الخاص بحالة الطوارئ في سبتة المحتلة، تم خلال الأسبوع الأخير نقل 19 قاصرًا إلى شبه الجزيرة لمواصلة إجراءات الاستقبال والإيواء، وذلك في سياق خطة تهدف إلى توزيع الوافدين بين مختلف المراكز المتخصصة داخل إسبانيا.
وأكدت مصادر من مصلحة القاصرين لـ”إل فارو” أن الهدف من هذه الإجراءات هو “ضمان بيئة مناسبة لكل طفل وتأمين متابعة مستمرة لوضعه النفسي والاجتماعي”، مبرزة أن السلطات الإسبانية تعمل على توفير ظروف لائقة لجميع الوافدين الجدد.