نهاية النزاع بين اتصالات المغرب و”وَنا” تنعش بورصة الدار البيضاء

بنهاية الأشهر الستة الأولى من سنة 2025، سجلت الشركات المدرجة في بورصة الدار البيضاء ارتفاعاً في إيراداتها الموطدة بنسبة 5,8 في المئة، لتصل إلى 166,2 مليار درهم. ويعزى هذا الانتعاش بشكل أساسي إلى توقف تداعيات النزاع بين شركتي “اتصالات المغرب” و”ونا”، الذي كان يرخي بظلاله على أداء قطاع الاتصالات المدرج.
كما جاء هذا الأداء مدعومت بالدينامية التجارية للشركات المالية التي حققت نمواً في الناتج البنكي الصافي بنسبة 7,5 في المئة ليبلغ 49,7 مليار درهم، فضلا عن الأداء الجيد للأنشطة التجارية للشركات الصناعية وشركات التوزيع، التي ارتفعت بنسبة 4,9 في المئة لتصل إلى 102,5 مليار درهم.
وبنهاية يونيو الماضي، ارتفعت النتيجة التشغيلية الإجمالية للسوق المالية ببورصة الدار البيضاء بنسبة 30,8 في المئة لتصل إلى 52,2 مليار درهم، مدفوعة بالأداء التشغيلي الاستثنائي للشركات الصناعية، نتيجة اندثار أثر النزاع بين شركتي اتصالات المغرب و”وانا”، والذي كان يرخي بظلاله على نتائج اتصالات المغرب خصوصاً، إضافة إلى الأداء الجيد للشركات المالية.
و”حتى بأخذ هذا العنصر الاستثنائي بعين الاعتبار، فإن النتيجة التشغيلية الإجمالية كانت سترتفع مع ذلك بنسبة 9,4 في المئة خلال الفترة محل التقييم”، وفقا لوثيقة “Earning” الصادرة عن مركز أبحاث (BKGR) برسم النصف الأول من السنة الجارية.
أما بالنسبة للشركات الصناعية وحدها، فقد ارتفعت نتيجتها التشغيلية بشكل لافت بنسبة 80,5 في المئة لتبلغ 21,1 مليار درهم، مع تحسن هامش التشغيل من 12 في المئة إلى 20,6 بالمئة متم يونيو 2025.
وتعزى هذه التطورات بالأساس إلى الطفرة الكبيرة في النتيجة التشغيلية لاتصالات المغرب التي بلغت 7.8 مليار درهم (مقابل ناقص 72 مليون درهم في النصف الأول 2024)، ما يعكس التحصيلات المسترجعة بقيمة 2 مليار درهم، في إطار الاتفاقات التي أنهت النزاعات مع “وانا”، وعدم تشكيل احتياطي إضافي بقيمة 6 مليارات درهم مرتبط بنفس النزاع.
بالإضافة إلى ذلك، انتعشت البورصة بنمو النتيجة التشغيلية لمجموعة “مرسى المغرب” بنسبة 20 في المئة لتصل إلى 1,3 مليار درهم، مدفوعة بدينامية تجارية قوية وتحكم أفضل في تكاليف الاستغلال.
كما تم تسجيل ارتفاع كبير بنسبة 53,1 بالمئة إلى 978 مليون درهم في النتيجة التشغيلية لشركة “TGCC”، واستمرار الدينامية التجارية في قطاع البناء ومواد البناء، مرفقة بالأداء التشغيلي الجيد لشركة “لافارج هولسيم المغرب” (+19,7 بالمئة إلى 1.7 مليار درهم)، وشركة “إسمنت المغرب” (23,2 في المئة إلى 815 مليون درهم)، وشركة صوناصيد (3,5 في المئة لتصل إلى 182 مليون درهم).
وبشكل عام، ومن بين 53 سهماً صناعيا تمت مراجعتها، سجلت 35 منها تحسناً في هوامشها مستفيدة من كفاءة تشغيلية أفضل وتأثير مزدوج لكل من الأحجام المباعة والأسعار.