الحسيمة تخلد ذكرى عمليات جيش التحرير بالشمال

نُظم أمس الجمعة بجماعة سيدي بوزينب بإقليم الحسيمة، مهرجان خطابي لإحياء الذكرى ال 70 لانطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير بشمال المملكة.
وأبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه بالمناسبة السيد حميدة معروفي مدير الأنظمة والدراسات التاريخية بالمندوبية السامية، أن تخليد هذا اليوم الأغر بجماعة سيدي بوزينب قلعة الكفاح والجهاد وعرين الصمود والشموخ، يستحضر أروع صور التضحية والفداء والتلاحم المتين بين العرش والشعب، دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية وذودا عن حمى الوطن وحياضه في مواجهة الأطماع الاستعمارية.
وأضاف أن إحياء هذه الذكرى العظيمة، ذكرى الانطلاقة المباركة لجيش التحرير بسيدي بوزينب، هو عربون وفاء وبرور لأرواح الشهداء الميامين، وللنضالات والتضحيات الجسام لطلائع جيش التحرير بشمال الوطن، الذين هبوا عن بكرة أبيهم ولم يتوانوا يوما في الإيقاع بكل دعي فتان والتصدي لكل طامع غاز محتل.
وسجل أن الأحداث العظام التي شهدتها مناطق الريف الصامد لتؤكد على أن أبناء هذه الربوع المجاهدة دأبوا دوما وبكل تلقائية، على التواجد في الصفوف الأمامية، ملبين نداء الواجب الوطني دفاعا عن حمى الوطن وحياضه، كلما ظهر خطر يهدده أو عدو يتربص به، فكان أن أعلنوا عن تعبئتهم في الجهاد، وفي خوض غمار المعارك التي قادها بالريف الشرقي المجاهد البطل الشريف محمد أمزيان ضد الإسبان خلال الفترة ما بين 1909 – 1912م، ثم الملاحم البطولية التي برز فيها المجاهد عبد الكريم الخطابي الأب سنة 1920م، ومن بعده ابنه، المجاهد البطل محمد بن عبد الكريم الخطابي ما بين سنة 1921-1926م، في مواجهة القوتين الاستعماريتين إسبانيا وفرنسا، محققين نصرا تاريخيا باهرا في معركة أنوال العظيمة.
وأوضح أن هذه المحطة التاريخية الموشومة في الذاكرة الوطنية تعد آونة لاستحضار أولئك الأشاوس الشجعان من صفوة رجال جيش التحرير الذين اخترقوا بمعداتهم البسيطة ثكنة عسكرية في قمة استراتيجية بجبل سيدي بوزينب، متقنة التشييد، شديدة التحصين، صعبة الاختراق، مجهزة بأحدث الأسلحة المتطورة في زمانها.
وفي تصريح للصحافة أكد السيد حميدة معروفي أن الاحتفاء بهذا اليوم التاريخي، هو تخليد لذكرى غالية، تتمثل في انطلاق العمليات الأولى لجيش التحرير في شمال المملكة، ومن أجل التعريف بهذا الحدث ورموزه وأبطاله، وصانعي ملاحمه، وروائعه، وإشاعة حمولته ومضامينه الأخلاقية والوطنية، والروحية والانسانية والكونية، للشباب والناشئة والأجيال المتعاقبة.
وأبرز أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، تضطلع بمهام الاشتغال وفق آليات مبتكرة، على ورش الذاكرة التاريخية الوطنية والمناطقية والمحلية، وحفظها وتثمينها وترسيخ حمولاتها القيمية ومضامينها الوطنية ودروسها وعبرها ودلالاتها في أذهان ووجدان الناشئة والأجيال الجديدة والمتعاقبة، عبر تخليد الذكريات الوطنية والمحلية وعددها 35 ذكرى، وكذا إغناء الساحة الفكرية والثقافية بحصاد من الإصدارات والمنشورات، تتناول مواضيع من قبيل أحداث الكفاح والنضال الوطني وأعلام ورموز الحركة الوطنية والمقاومة والفداء.
وأضاف أن هذه الذكرى المجيدة تشكل مناسبة لاستحضار معالم كبرى في مسار تاريخ الكفاح الوطني، وتسليط الضوء على أبناء هذه الربوع البررة، الذين تميزوا دوما بحضورهم الوازن وانغمارهم في الخطوط الأمامية لطلائع المجاهدين ضد الغزو الاستعماري، ويشهد لهم التاريخ بالشهامة والعزم والإقدام في مناهضة الاحتلال والوجود الأجنبي والدفاع عن حوزة الوطن من كل الأخطار المحدقة.
وتم بالمناسبة تنظيم معرض للصور التاريخية، يخلد الذكرى الـ 70 لانطلاق عمليات جيش التحرير بشمال المملكة، وتكريم 10 من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وتخصيص إعانات مالية وإسعافات اجتماعية لعدد من المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير بالإقليم، وذلك في إطار العناية بالأوضاع المادية والاجتماعية للمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير.
وتضمن برنامج الاحتفاء بالذكرى الترحم بمقبرة المجاهدين بأجدير على أرواح الشهداء و في طليعتهم بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس رضوان الله عليه و ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواه، و الدعاء الصالح لأمير المومنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وزيارة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة و التحرير بمدينة تارجيست.