البطالة تلاحق خريجي معاهد التمريض والمئات في “غرفة انتظار” التوظيف

رغم التصريحات المتكررة لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، حول الحاجة الملحة إلى الأطر الصحية عموماً، والأطر التمريضية بشكل خاص، لإنجاح الأوراش الصحية والاجتماعية الكبرى، يعيش الطلبة الممرضون على وقع ارتفاع نسب البطالة في صفوف خريجي عدد من التخصصات في معاهد تكوين الممرضين.
وتُحصي تنسيقية الطلبة وخريجي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة مئات العاطلين عن العمل في صفوف الحاصلين على شهادات الإجازة في تخصصات مختلفة، منتقدين المفارقة بين عدد المقاعد المخصصة للطلبة الجدد بالمعاهد وعدد المناصب المالية التي تُفتح كل سنة للوظائف الجديدة.
حمزة منصوري، المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة، قال إن “مشكل البطالة الذي يعانيه عدد من خريجي معاهد تكوين الممرضين بدأ منذ سنة 2024، خصوصًا في بعض الشعب المعدودة على رؤوس الأصابع”، مشيرًا إلى أن “أهم هذه التخصصات هو الممرض في صحة الأسرة والصحة الجماعاتية، الذي لا يزال أكثر من 160 خريجًا دون فرص شغل إلى حدود الآن”.
وأضاف المنسق الوطني لتنسيقية طلبة وخريجي الشعب التمريضية، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه “حتى خريجو شعبة ممرضي الصحة النفسية أصبحوا عرضة للبطالة بـ80 عاطلًا خلال سنة واحدة، وأكثر من 30 عاطلًا في تخصص الترويض، على الرغم من قلتهم في المستشفيات المغربية”.
وسجّل المصدر ذاته أن “البطالة تسللت أيضًا إلى قطاعات أخرى مثل المساعدين الطبيين والاجتماعيين، بأكثر من 60 عاطلًا”، مبرزًا أن “كل هذه الأرقام شكّلت أزمة حقيقية خلال السنة الماضية بالنسبة لخريجي معاهد تكوين الممرضين”.
وأورد المصدر ذاته أن “المباريات التي تطلقها مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في مناصب الممرضين في جميع التخصصات تبقى ضئيلة وغير كافية لامتصاص حجم البطالة التي أصبحت تؤرق بال الخريجين، خصوصًا في الشعب التي ذكرتها من قبل”.
وفي هذا الصدد، أوضح المتحدث ذاته أن “المباراة التي أطلقتها الوزارة بعد عدة محطات نضالية واحتجاجية، أدرجت عددًا قليلًا من الخريجين في الوظيفة العمومية”، مقدمًا في هذا الجانب مثالًا على شعبة صحة الأسرة والصحة الجماعاتية، بالقول إنه “بعد إجراء المباراة ظل 75 خريجًا بدون فرص عمل، وانضاف إليهم 500 خريج آخر، ليصبح العدد 575 خريجًا عاطلًا في تخصص واحد”.
وعدّد المصدر عينه عدد التخصصات التي يعاني الخريجون فيها من شبح البطالة، كممرضي الشيخوخة، أو ممرضي غرف العمليات الجراحية، أو ممرضي تصفية الدم والكلى، مسجّلًا أن عدد المناصب المعلنة في هذه التخصصات لا يكفي لامتصاص عدد الخريجين، وبالتالي تزايد نسب البطالة في صفوف الطلبة الممرضين، على الرغم من حاجة سياسات الدولة والمنظومة الصحية إليهم.
وأوضح المتحدث باسم تنسيقية الطلبة الممرضين أن الغريب في سياسة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، باعتبارها الوصية على هذا القطاع، أنها لا توفر مناصب مالية كافية للخريجين، ولكنها في المقابل تضاعف عدد المقاعد المخصصة للطلبة الجدد في معاهد تكوين الممرضين.