أزيد من 1,3 مليون مسافر عبروا من إسبانيا نحو المغرب وتوقعات بذروة قياسية بغشت

تشهد عملية “عبور مرحبا 2025” زيادة ملحوظة في أعداد المسافرين والمركبات الوافدة إلى المغرب، ما يعكس حركية كبيرة للجاليات المغربية المقيمة بالخارج مع انطلاق ذروة موسم العبور خلال شهر غشت، وذلك خلافا لما يروج.
وأظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن المديرية العامة للحماية المدنية والطوارئ الإسبانية أن ما يقارب 1,3 مليون راكب وأكثر من 316 ألف مركبة عبروا مضيق جبل طارق منذ الخامس عشر من يونيو حتى نهاية يوليو، وهو ما يمثل زيادة بنحو 2,5 بالمئة في عدد الركاب و2,6 بالمئة في عدد المركبات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
هذه الأرقام تكشف عن توجه متصاعد نحو المغرب مع بداية عطلة الصيف، وسط توقعات بأن يتواصل هذا المنحى التصاعدي خلال الأسابيع المقبلة، خاصة مع حلول عطلة نهاية الأسبوع الأولى من غشت التي توصف عادة بأنها الأشد ازدحامًا في الموانئ الإسبانية المطلة على المتوسط.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن العام الجاري قد يسجل ارتفاعًا إجماليًا في عدد المركبات بنسبة تصل إلى 5 بالمئة، بينما ينتظر أن يعرف عدد الركاب زيادة أكثر اعتدالًا تناهز 4 بالمئة مقارنة بعام 2024.
وتنبه السلطات الإسبانية إلى أن الضغط الأكبر سيتركز على ميناء الجزيرة الخضراء (الجيزيـراس)، الذي يشكل البوابة الرئيسية نحو موانئ شمال المغرب، وهو ما دفع المديرية العامة للحماية المدنية والطوارئ إلى توجيه توصيات للمسافرين.
وتقوم هذه التوصيات على دعوة المسافرين إلى التخطيط المسبق للرحلات على الطرق المؤدية إلى موانئ العبور، واستعمال الطرق البديلة كلما أمكن، مع التشديد على أهمية التوفر على تذكرة مؤكدة قبل التوجه إلى الميناء لتفادي الازدحام وضمان صعود منظم وسلس على متن السفن وتقليص أوقات الانتظار.
النسخة السادسة والثلاثون من عملية “عبور الجالية” التي تنسقها المديرية العامة للحماية المدنية والطوارئ بوزارة الداخلية الإسبانية انطلقت في 15 يونيو وتستمر إلى 15 شتنبر 2025، وتشكل أكبر عملية موسمية لحركة الجاليات المغربية في العالم.
وتشمل الخطة انتشارًا واسعًا لمختلف الأجهزة الحكومية، إذ يشارك فيها إلى جانب وزارة الداخلية كل من هيئة موانئ الدولة والمديرية العامة لشؤون الملاحة البحرية بوزارة النقل والتنقل والأجندة الحضرية، والمديرية العامة للصحة العامة بوزارة الصحة الإسبانية، إضافة إلى الوفود والنيابات الحكومية في المناطق التي توجد بها موانئ العبور.
ويمتد نطاق العملية ليشمل موانئ الجزيرة الخضراء وطاريفا في قادس، وموانئ ألميريا، مالقة، موتريل، أليكانتي، فالنسيا، إلى جانب مليلية وسبتة المحتلتين، إذ ينتظر أن يشهد الصيف الحالي أقصى درجات الحركية مع استمرار توافد أبناء الجالية المغربية نحو أرض الوطن لقضاء عطلتهم السنوية، ما يجعل صيف 2025 مرشحًا ليكون واحدًا من أكثر المواسم ازدحامًا في تاريخ العملية.