المهاجري في قلب عاصفة انتقادات بعد تصريحات “مُهينة” و”مسيئة” للممرضين

فجّرت تصريحات النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، هشام المهاجري، موجة من الغضب داخل أسرة الممرضين والممرضات، بعدما تم تداول مقطع مصور يظهر فيه خلال لقاء حزبي جهوي يتحدث بعبارات وُصفت بـ”البذيئة والمهينة” في حق الممرضات والممرضين.
وقال المهاجري، في مقطع الفيديو المتداول على نطاق واسع: “بعض السياسيين يقولون سآتيكم بمستوصف ويضع فيه ممرضة ‘تتلقاها فالعشية تتحني مع العيالات’ وإذا كان ممرضا ‘فالعشية تيلعب كارطة مع الناس وينسى خدمتو ومتيعرفش كاع آش تيدير”، مسترسلا “هادشي إلى تيحضر، ولا تيجي مرة في الأسبوع أو في يوم السوق الأسبوعي”.
ولم تمر تصريحات المهاجري مرور الكرام، إذ خلفت ردود فعل نقابية ومهنية غاضبة، مطالبة بالاعتذار والمحاسبة، إذ لم يتأخر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحة في الرد، معلنا توجيه مراسلة إلى رئيس مجلس النواب وحزب الأصالة والمعاصرة في الموضوع.
وأدانت النقابة الوطنية للصحة، في بيان استنكاري توصلت جريدة “مدار21” بنسخة منه، “ما تفوّه به النائب البرلماني من كلام أرعن وطائش في حق هيئة التمريض التي تضحي ليلا ونهارا وفي ظروف عمل صعبة من أجل أن ينعم هو وباقي المواطنين برعاية صحية”، معتبرة أن المهاجري “تجاوز الخط الأحمر بالمساس بكرامة الممرضين ومهنيي الصحة”.
وطالبت النائب البرلماني بـ”الاعتذار عمّا اقترفه من إساءة للجسم التمريضي والصحي عامة”، رافضة “رفضا تاما إقحام مهنيي الصحة بمختلف فئاتهم في حسابات سياسوية ضيقة ودعايات انتخابوية”.
ودعت النقابة الوطنية للصحة إلى “عدم تحميل مسؤولية العجز المتراكم بقطاع الصحة منذ سنوات نتيجة سياسات الحكومات المتعاقبة إلى مهنيي الصحة وضمنهم الممرضين”.
من جانبه، استنكر المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة، “ما صدر عن أحد المسؤولين البرلمانيين من تصريحات غير مسؤولة، تضمنت تبخيسا وإساءة متعمدة لدور الممرضة والممرض والأطر التمريضية بصفة عامة، في خرق سافر لقيم الاحترام والاعتراف بمجهودات هذه الفئة الحيوية في المنظومة الصحية الوطنية”.
وأكد في بيان تنديدي أن “تبخيس تضحيات ومجهودات الجسم التمريضي هو تجاوز خطير وغير أخلاقي لن نسمح به”، معتبرا “ما صدر عن هذا البرلماني انزلاقا خطيرا وتجاوزا أخلاقيا غير مقبول، يمس بكرامة آلاف الممرضات والممرضين الذين يشكلون الدعامة الأساسية للخدمات الصحية بالمغرب”.
وشجب المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة بشدة “التصريحات المسيئة”، معتبرة أنها “مجانبة للحقيقة وللصواب، وتفتقر للحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية المفروض توفرها في مسؤول سياسي يمثل الشعب المغربي الأبي داخل المؤسسة تشريعية بالمملكة المغربية”.
وطالبت النقابة ذاتها البرلماني المعني بـ”سحب تصريحاته المسيئة فورا، وتقديم اعتذار علني ورسمي لكافة الممرضات والممرضين والأطر التمريضية المغربية”.
وأكد المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة “استعداده لاتخاذ كل الخطوات النضالية والقانونية المشروعة لردع مثل هذه التجاوزات، والدفاع عن كرامة الممرضين والممرضات وصون حقوقهم”.
نار الغضب انتقلت بسرعة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبّر العديد من المهنيين عن رفضهم القاطع لتصريحات هشام المهاجري، التي وصفوها بـ”الزنقاوية”.
وكتب أحد الممرضين ” في عيد العرش المجيد، برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة يهين الممرضين والممرضات بأسلوب زنقاوي لا يشرف حزبه ولا ممثلي الأمة”.
وكتب آخر ” هذه التصريحات لا يمكن إلى أن تقرأ في سياق تملص سياسي من المسؤولية، ومحاولة بائسة لتحويل فشل السياسات الحكومية في القطاع الصحي إلى شماعة يعلق عليها السياسيون إخفاقاتهم.
فيما دعت تدوينات أخرى إلى معاقبة الحزب الذي ينتمي إليه المهاجري في الانتخابات المقبلة قائلة: “تصويت الممرضين وتقنيي الصحة للجهة السياسية التي ينتمي إليها جريمة في حقهم وفي حق مهنتهم”.