بيئة

المغرب وتونس والجزائر ضمن أكثر البلدان عرضة للجفاف في العالم

المغرب وتونس والجزائر ضمن أكثر البلدان عرضة للجفاف في العالم

يتسبّب التغيّر المناخي في منطقة المغرب العربي بتداعيات خطيرة، فقد تزايد عدد السدود التي نضب منها الماء وجفت أشجار الزيتون إلى درجة تهدد بحرمان مئات المزارعين من مصدر رزقهم.

ويصنّف معهد الموارد العالمي كلا من المغرب وتونس وليبيا والجزائر من بين الثلاثين دولة الأكثر تعرضا لشح المياه على كوكب الأرض.

ففي المغرب، قال وزير الفلاحة، محمد صديقي، إن المملكة سجّلت انخفاضا بنسبة 84 في المئة في تساقط الأمطار منذ مطلع العام الحالي ومقارنة بالعام 2020.

ومن الأمثلة الصادمة على ذلك سد سيدي سالم الذي يمد نحو ثلاثة ملايين تونسي بالماء من أصل 12 ملايين نسمة هو العدد الإجمالي للسكان. فقد تراجع مستوى مياه السد 15 مترا عن أعلى مستوى تعبئة سُجل في خريف عام 2018 حين شهدت البلاد أمطارا تسببت في تشكل سيول جارفة.

ويقول المهندس الشريف القاسمي لـ”فرانس برس” إنه وبعد عشرات السنوات “من التغير المناخي الرهيب، وصلنا إلى وضعية حرجة”.

ويتابع “لم تكن هناك أمطار نافعة منذ عام 2018 وما زلنا نستعمل مياه السد” المخزنة منذ ذلك التاريخ.

وتراجعت تعبئة السد الواقع في الشمال الغربي للبلاد إلى 17 في المئة من طاقته الاجمالية، وهو مستوى تاريخي، بينما بقيت السدود في كامل البلاد في مستوى 31 في المئة.

فقد تواترت في السنوات الأخيرة مواسم الجفاف وطالت فتراتها وكانت أشد وطأة على العديد من المزارعين على غرار علي الفيلالي (54 عاما)، الذي يزرع 22 هكتارا بالقرب من محافظة القيروان في وسط البلاد التي كان يسمح مناخها شبه الرطب بإنتاج أصناف الخضروات والحبوب على مساحات شاسعة.

ويفصح الفيلالي “عندما بدأت الزراعة مع أبي، كانت هناك أمطار، كما كنا نحفر الآبار لنجد الماء”. لكن ومنذ عشر سنوات “تنزل طبقة المياه الجوفية إلى 3 أو 4 أمتار إضافية كل سنة”.

يشير الفيلالي إلى أرضه الزراعية الممتدة والمغروسة بحوالي ألف شجرة زيتون ليؤكد أنه فقد نصفها خلال عشر سنوات.

فمع اقتراب موسم الجني، تطرح العديد من الأشجار ثمارا ذابلة، وقد أخّر الجفاف عمليات زرع حبوب القمح في أرض الفيلالي.

وتبعا لذلك، فإن عمليات الجني المحدودة للثمار تعني مباشرة تحمل المزارعين مزيدا من الديون وفرص عمل أقل للعمّال.

وارتفعت نسبة البطالة في تونس بسبب جائحة كورونا إلى 18 في المئة ما دفع العديد من الأشخاص إلى الهجرة ومغادرة البلاد بمن فيهم المزارعون ومربو المواشي من مناطق عدة.

يقول أستاذ الجغرافيا في المعهد الأمريكي بأوريغون، أيرون وولف: “تجف المياه الجوفية في شمال إفريقيا بسبب نقص الأمطار والسحب المفرط” للماء.

ويُعطي وولف مثل النهر الصناعي في ليبيا الذي يستنزف “المياه الجوفية” في الصحراء لينقلها إلى المدن الساحلية.

ومكنّت الأمطار القوية الأخيرة في الجزائر من إعادة تعبئة السدود إلى مستوى 32.6 في المئة، لكن المخزونات تبقى بالرغم من ذلك ضعيفة في منطقة الوسط (9 في المئة) والغرب (18 في المئة).

وفي تقدير وولف، تتجاوز تداعيات الجفاف المجال الزراعي لتصبح “محركا لغياب الاستقرار السياسي، فينزح الريفيون إلى المدن حيث لا توجد مساعدات، ما يثير احتجاجات”.

ويرى مدير عام مكتب التخطيط والتوازنات المالية بوزارة الفلاحة التونسية حمادي الحبيب أنهستكون هناك مياه “أقل بكثير” في عام 2050 نتيجة لنقص الأمطار وارتفاع عدد السكان في المقابل.

ويضيف أنه على قناعة بأن الدولة ستنجح في عملية التأقلم مع هذه الظروف عبر اللجوء إلى أصناف جديدة من المحاصيل.

في المقابل، يخشى الفيلالي أن تصل مثل هذه الحلول متأخرة جد ا. ويقول إنه يفكر في مغادرة محافظة القيروان “نحو العاصمة أو إلى أي منطقة أخرى… إن لم تكن هناك أمطار، فلن تكون هناك ماء، فلم البقاء هنا؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News