إنزكان تستعد لمهرجان بيلماون بودماون دون طقس بوجلود التقليدي

أكد مدير مهرجان بيلماون بودماون المعروف شعبيا بـ”بوجلود” بمدينة إنزكان، أن دورة هذه السنة تأتي في سياق استثنائي يتطلب الحيطة والتجاوب مع التوجيهات الوطنية، مشددا على التزام إدارة المهرجان الكامل بالقرار الملكي الذي دعا المغاربة إلى الامتناع عن القيام بشعيرة الذبح هذه السنة، بالنظر إلى الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وفي هذا الإطار، دعا المدير عبر جريدة “مدار21” ساكنة المدينة وجمعيات المجتمع المدني والمهتمين بالمهرجان، إلى تفادي الطقس التقليدي الخاص بارتداء جلود الأضاحي، مراعاة لخصوصية المرحلة واحتراما للقرارات الصادرة عن الدولة.
ونفى المتحدث ما راج من أخبار تفيد بتدخل السلطات لمنع تنظيم المهرجان، موضحا أن الأمر يتعلق بتوافق تام بين المجتمع المدني والسلطات المحلية حول الشكل المناسب لتنظيم نسخة هذه السنة، بما يراعي السياق العام ويضمن احترام التوجيهات الرسمية.
وأشار إلى أن المهرجان سيحتفظ ببعض فعالياته الثقافية والفنية، من بينها القرية الدبلوماسية التي ستقام بمدينة إنزكان، إضافة إلى الكرنفال الدولي الذي سينطلق من إنزكان ويصل إلى الدشيرة، بمشاركة فرق فنية مغربية وأجنبية، مبرزا أن الحدث سيمنح إشعاعا ثقافيا واقتصاديا للمنطقة، ويعزز موقعها كوجهة حاضنة للتراث اللامادي المغربي.
وأعلن المتحدث ذاته أن الندوة العلمية المبرمجة ضمن فعاليات المهرجان ستُحتضن بمدينة أيت ملول، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين الأكاديميين من داخل وخارج المغرب، وستناقش قضايا متصلة بالثقافة والهوية والتراث المحلي.
وأوضح مدير المهرجان أن التفاعل مع قرارات الدولة ليس مجرد استجابة ظرفية، بل موقف مبدئي تتبناه إدارة المهرجان بكل مكوناتها، إيمانا منها بضرورة دعم جهود السلطات وتعزيز الأمن والاستقرار، مضيفا: “نثمن كل قرار تتخذه الدولة، ونعتبره خطوة في مصلحة الوطن والمواطن”.
وختم حديثه بدعوة سكان جهة سوس ماسة إلى مواكبة فعاليات المهرجان يوم 14 من الشهر الجاري، واعدا بإخراج فني احترافي للكرنفال في نسخة ذات طابع عالمي.
ومن المرتقب عدم تنظيم تظاهرات كبرى للاحتفال بـ”بوجلود” على غرار السنوات الماضية، بالنظر إلى الارتباط الوثيق لهذا التقليد بأضحية العيد.
يذكر أن بوجلود مهرجان فلكلوري تراثي مغربي أمازيغي يقام سنويا بمناسبة عيد الأضحى في مدينة الدشيرة على بعد 10 كيلومتر من وسط مدينة أكادير، حيث يقوم العديد من الأشخاص بارتداء جلود الأضاحي، التي تم ذبحها، في العيد.
وتتنافس ثلة من الشباب على خطف الأنظار خلال احتفالات “بوجلود” عبر الظهور بإطلالات غير مألوفة، وأقنعة مستوحاة من شخصيات أشهر المسلسلات والأفلام العالمية.
ويبدأ الاحتفال بكرنفال بوجلود غالبا في اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى، حيث يرتدي الشباب جلود الأغنام والماعز ويضعون أقنعة على وجوههم ويقومون بالرقص ويتجولون في الأزقة وفي أيديهم يحملون قوائم الأضاحي التي يطاردون بها من يصادفونهم في الطريق ويضربونهم بضربة خفيفة والهدف منها نشر الفرحة والضحك.