إضراب طلبة الطب يدخل شهره الثالث رفضا لمنطق “صرفوا على راسكم”

أعاد طلبة طب الأسنان بكلية الطب بالدار البيضاء تأكيدهم على الاستمرار في مقاطعة التداريب الاستشفائية التي بدأت منذ شهر مارس الماضي (80 يوماً)، بسبب ظروف التكوين “غير اللائقة” و”غياب الحد الأدنى من التجهيزات التي تضمن حسن سير التداريب”، مشددين على “أننا نرفض منطق (صرفوا على راسكم) من خلال تحمل أولياء أمورنا لمصاريف دراستنا ومصاريف شراء التجهيزات (واش نصرفوا على المستشفى من جيولنا؟)”.
واعتبر مكتب طلبة طب الأسنان بكلية الدار البيضاء أن الاستمرار في خوض هذا الإضراب “يعكس الاحتجاج على استمرار الظروف غير الملائمة للتكوين الطبي وعدم توفير أدنى شروط العلاج التي ترقى لتطلعات المواطنين في مركز فحص وعلاج الأسنان بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء”.
ويرفض طلبة كلية البيضاء “التماطل في تجديد الكراسي العلاجية التي إلى الآن رغم وعود متكررة، لم يتم تجديد الكراسي العلاجية المتهالكة منذ افتتاح المركز”، مستنكرين “تذرع إدارة المركز بوجود تعقيدات إدارية تحول دون إتمام عملية التجديد”.
وعلى مستوى المعدات الطبية، احتج طلبة كلية الدار البيضاء على استمرار تحميل الطلبة مسؤولية شراء وتوفير المعدات الطبية الضرورية لضمان علاج المرضى، منبهين إلى “ارتفاع التكاليف المالية التي تثقل كاهل الطلبة وأسرهم”.
وتواصلت جريدة “مدار21” الإلكترونية مع أحد أعضاء مكتب الطلبة، فضَّل عدم الكشف عن اسمه، والذي أكَّد أن “إضرابنا ضد الظروف غير اللائقة في التدرايب الاستشفائية يقترب من إكمال شهره الثالث دون أي تحرك أو تفاعل من طرف الوزارة”، مشيراً إلى أن “استمرارنا في الحضور للدروس النظرية والامتحانات راجع إلى أن المشكل الذي نعانيه لا علاقة للكلية به وإنما مشكل مع إدارة المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء”.
وأضاف عضو داخل المكتب فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، أن “المشاكل التي تعرقل تكويننا مرتبطة بتدبير إدارة المستشفى وليس بالكلية”، مستدركاً أنه “على الرغم من ذلك فإننا لا نتوقف عن مراسلة كل من له إمكانية المساهمة في تحسين ظروف تكوين طلبة طب الأسنان”.
وسجل المصدر ذاته أن “لحد الآن لم نتوصل لأي حل لهذه المشاكل”، مبرزاً أن “التجهيزات التي يوفرها هذا المستشفى لا تليق بمستوى الخدمة الاستشفائية التي تقدمها هذه المنشأة العمومية، بل أكثر من ذلك فإن عددا من التجهيزات يتحملها الطلبة من مصاريفهم الخاصة”.
واستغرب المتحدث ذاته “غض إدارة المستشفى بصرها عن هذه الوقائع التي تسيء للطلبة وللإدارة وللتكوين الطبي في المغرب”، مشددا على أنه “وصلنا إلى مستوى أصبح معه أولياء أمورنا يتحملون مصاريف معيشنا اليومي ومصاريف تجهيزات المستشفى وهذا أمر غير مقبول”.
وشدد الطالب ذاته على أنه “لا معنى لأن تكون للمستشفى مداخيل دون أن يلبي حاجيات الطلبة التكوينية”، مؤكدا أن “الأصل هو أن تهتم الدولة بهذا التخصص الذي لايزال يعاني نقصاً حاداً في المستشفيات العمومية وليس إهمال المطالب الأساسية للطلبة طب الأسنان الذين يعتبرون العصب الأساسي لكل إصلاح”.
وعلى مستوى مشاكل قطاع طب الأسنان في المغرب من منظور طلبة هذا التخصص، اعتبر المتحدث ذاته أن “الدولة في بداية تحسين وضعية هذا التخصص في القطاع العمومي وبالتالي لابد من إيلاء اهتمام أكبر بجودة التكوين والتجهيزات المطلوبة لضمان ممارسة التداريب بشكل يُجهِّز الطلبة بشكل كبير لسوق الشغل”.
وأعلن مكتب طلبة الطب بالدار البيضاء عن تشبثه بخيار التصعيد، في اليوم الـ80 من الإضراب، مشددين على أن “هذا هو السبيل الوحيد لنيل حقوقنا وتحقيق مكتسبات ملموسة تحفظ كرامتنا وتضمن جودة تكويننا”.
وحذر الطلبة عينهم من “تماطل جميع المعنيين بحل جميع هذه المشاكل وتهربهم من تحمل المسؤولية”، محيلين على “ما عاشة زملائنا في طلبة كليات الطب والصيدلة، وما عرفته كلياتنا من هدر للزمن الجامعي، وإفقاد للثقة بين مختلف المتدخلين”.