“عطاي العزارة” تحيي التراث المغربي في مهرجان الحي المحمدي

سلطت مسرحية “عطاي العزارة” الضوء على صراع المرأة مع التقاليد المجتمعية من خلال قصة حب ممنوعة تواجه تحديات اجتماعية وقيمية، مستوحاة من أسطورة بوشعيب الرداد وعايئة البحرية، وذلك في إطار مهرجان الحي المحمدي.
وفي هذا السياق، صرّحت الممثلة جميلة المصلوحي بأن مسرحية “عطاي لعزارة” تعد عملا تراثيا يستحضر أسطورة بوشعيب الرداد وعايشة البحرية، مضيفة أنها تجسد خلال العرض ثلاثة أدوار مختلفة، الراوية، وأم عايشة، والمرأة الشريرة التي تسعى إلى منع زواج بوشعيب من عايشة.
وأشادت المصلوحي في تصريح لجريدة “مدار21” بالنص المسرحي الذي كتبه سعد الله عبد المجيد، معتبرة إياه عملا إبداعيا بامتياز، نظرا لاستلهامه العميق من التراث المغربي وارتباطه الواضح بالهوية الثقافية الوطنية.
كما أعربت عن سعادتها الكبيرة بتقديم هذا العمل في إطار تظاهرة تحتفي بمسرح الحي المحمدي، معتبرة ذلك لحظة فنية مميزة.
من جانبه، عبر الممثل مصطفى هنيني عن سعادته الكبيرة بعرض المسرحية في الحي المحمدي، الذي يعتبر معقلا للفنانين والرياضيين والسياسيين، في إطار مهرجان يحتفى فيه بهذا الحي العريق.
وأشاد هنيني في تصريحه للجريدة، بأداء طاقم المسرحية، التي تسرد أسطورة عايشة البحرية وبوشعيب الرداد، مؤكدا على روعة النص الذي كتبه سعد الله عبد المجيد، وإبداع سامي سعد الله في إخراج العمل، إضافة إلى الممثلين الذين شاركوا في العرض وأثروا هذا الحدث الفني.
ويعتبر الفنان والمؤلف سعد الله عبد المجيد، أن المهرجان يشكل مناسبة هامة للارتقاء بالفن المسرحي، من خلال لقاء الفنانين، ومشاهدة العروض المميزة، ومناقشة تطور المسرح وأثره الثقافي والفني.
وتُجسد مسرحية “عطاي العزارة” صراع المرأة مع تقاليد المجتمع المحافظ، من خلال قصة “عويشة” التي ترفض الخضوع لسطوة المال والجاه ممثلة في شخصية “بومهراز”، أحد أثرياء القبيلة، مفضلة عليه “رداد”، الصوفي اليتيم.
ورغم محاولات “بومهراز” للسيطرة عليها عبر الحيل والمكائد، تنقلب موازين الأحداث حين يسعى إلى قتلها دفاعا عن شرف مزعوم، لتواجهه إرادة الحب والحرية.
ويستلهم النص قصته من التراث الشفوي والأساطير الشعبية المرتبطة بالولي الصالح بوشعيب الرداد وعيشة البحرية، الرمزين الصوفيين في مدينة أزمور، بأسلوب حكواتي مشوق.
ويروي النص أربعة عن شخصيات أحداث قصة حب ممنوعة، تحاكمها أعراف المجتمع في فضاءات تتغير بتغير السياق، مما يعكس التوتر القائم بين العاطفة والقيود الاجتماعية في قلب ثقافة دكالة الشعبية.