جهويات

أنشطة تربوية وتكنولوجية لنزلاء دور الطالب بالرحامنة

أنشطة تربوية وتكنولوجية لنزلاء دور الطالب بالرحامنة

تحتضن مدينة ابن جرير بإقليم الرحامنة، إلى غاية 10 ماي الجاري، فعاليات الملتقى الإقليمي حول البيئة والتكنولوجيا، لفائدة أكثر من 100 نزيل ونزيلة من مختلف دور الطالب والطالبة المنتشرة بمراكز الإقليم، في مبادرة تجمع بين التربية البيئية والتكنولوجيا الحديثة عبر أنشطة تربوية وثقافية متنوعة.

ويأتي هذا الملتقى، المنظم من طرف الجمعية الوطنية للتربية والثقافة بابن جرير وجمعية بوصلة للثقافة والتواصل، بدعم من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالرحامنة، تحت شعار “الطفولة والتكنولوجيا في خدمة البيئة”، في سياق الاحتفال بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

وفي هذا السياق، برمج المنظمون أنشطة متنوعة شملت ورشات تجمع بين تعزيز الوعي البيئي والصحي والتحفيز على الاستخدام الذكي للتكنولوجيا، من قبيل المسرح، والحكي، والرسم، والموسيقى، وألعاب الذكاء، والمطالعة، وإعادة التدوير، وتوضيب الفيديوهات (المونتاج) والإسعافات الأولية.

وبالمناسبة، أوضحت رئيسة مصلحة الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بالرحامنة، صفاء بنرحال، أن “الرهان اليوم لم يعد فقط على التحصيل الدراسي داخل المؤسسات، بل أيضا على بناء شخصية التلميذ الواعي بيئيا والمتمكن تكنولوجيا، خاصة في المجالات القروية التي تحتاج إلى تشجيع وتحفيز مضاعف”.

وأضافت بنرحال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الملتقى يروم تحويل الطفل من مجرد متلق للمعرفة إلى فاعل بيئي صغير، يعي أهمية حماية محيطه ويستثمر التكنولوجيا لخدمة قضاياه المجتمعية، مذكرة بأن هذا “النشاط يدخل في صميم أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تولي أهمية بالغة للاستثمار في الطفولة”.

من جهته، أكد مدير الملتقى الإقليمي لدور الطالب والطالبة بإقليم الرحامنة، رشيد القبلي، أن هذه التظاهرة تشكل محطة تكميلية ضمن مشروع أوسع ينجز بشراكة مع فاعلين مؤسساتيين وجمعويين، ويهدف إلى تثمين خدمات التنشيط السوسيوثقافي بدور الطالب والطالبة بالإقليم، إلى جانب تعزيز الحضور الرياضي والفني بهذه الفضاءات.

وأوضح القبلي أن الهدف الأساسي من الملتقى هو توفير فضاء للتربية والترفيه موجه للأطفال، في امتداد مباشر لقافلة القرب التي تعنى بالنهوض بدور الطالب والطالبة، مشيرا إلى وجود أهداف فرعية لا تقل أهمية، منها تقوية قدرات الشباب المؤطرين، وتنمية مهارات الأطفال في مجالات مثل التفكير الإبداعي والتخطيط، مما يساهم في رفع جاذبية المؤسسات الاجتماعية.

من جانبهم، عبر عدد من النزلاء والنزيلات عن سعادتهم بالمشاركة في هذا الملتقى، واصفين التجربة بـ “الممتعة” و”المحفزة”. وقالت خديجة، نزيلة بدار الطالبة بجماعة بوشان، “هذه أول مرة أشارك فيها في ورشة عن البيئة. كنت أظن أن التشجير عمل خاص بالكبار فقط، لكنني اليوم زرعت شجرة بيدي، وتعلمت كيف أعتني بها”.

أما أحمد، نزيل بدار الطالب في مدينة سيدي بوعثمان، فقد شدد على أهمية الورشات التطبيقية في المجال التكنولوجي، قائلا “تعلمت لأول مرة، كيف أستعمل برنامجا للمونتاج وانتقاء الصور وتقطيع الفيديوهات وإضافة العناوين (…) الآن أحلم أن أفتح قناة على منصة (يوتيوب)”.

وتتضمن فعاليات الملتقى خرجات ميدانية إلى مرافق علمية بارزة مثل مركز نقل التكنولوجيا والابتكار الفلاحي، والحديقة الطاقية “Green Energy Park” التابعين لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، ما سيتيح للأطفال التعرف عن قرب على المشاريع البيئية المستدامة والتكنولوجيات النظيفة.

ويشكل هذا الملتقى مناسبة لترسيخ قيم المواطنة البيئية في نفوس الناشئة، وتشجيعهم على الإبداع والابتكار في المجالات البيئية والتكنولوجية، من أجل مستقبل أكثر استدامة لإقليم الرحامنة خصوصا والمغرب عموما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News