العارضون يشيدون بتراجع السرقات خلال معرض الكتاب

طيلة سنوات ظل المعرض الدولي للنشر والكتاب مثالا يدحض بنوع من السخرية أسطورة كون “القارئ لا يسرق والسارق لا يقرأ”. إذ لم تكن دورة تنقضي دون أن يعرب العارضون عن امتعاضهم من السرقات الكثيرة التي تتعرض لها أروقتهم؛ غير أنّ هذه الظاهرة ماضية نحو الانقراض بفضل التعزيزات الأمنية التي بات يحظى بها المعرض في السنوات الأخيرة.
وأكد نائب رئيس اتحاد الناشرين المغاربة، بسام الكردي، في تصريح لصحيفة “مدار 21” أنّ السرقات “إلى غاية الآن تكاد تكون منعدمة”، مشدداً على أن هذه واحدة من حسنات دورات المعرض الدولي للنشر والكتاب التي نُظمت بالعاصمة الرباط عقب نقله من مدينته التاريخية الدار البيضاء.
نفس الملاحظة أدلى بها عارضون آخرون للجريدة، مؤكدين أن التنظيم الداخلي للمعرض تحسن كثيراً مقارنة بالدورات السابقة، لاسيما خلال الأعوام الأخيرة التي نُظم فيها بالدار البيضاء حيث تدهور فضاء العرض بشكل مهول؛ “لدرجة أن العارضين لم يعودوا حتى بحاجة لإغلاق الأروقة قبل مغادرة المعرض مساءً بعد الساعة الثامنة (موعد الإغلاق)”.
أحد العارضين قال لـ”مدار 21″، إنه بالإضافة إلى السرقة أثناء فترة نشاط المعرض، كان العارضون يشتكون من السرقة الليلية، التي كان يُقدم عليها أحيانا حراس الأمن الخاص أنفسهم، أو على الأقل بتواطؤ منهم؛ “من باب التحوط ما زلنا إلى غاية الآن نقوم بتصوير الأروقة قبل الإغلاق، وفي الغد نقارن الصورة بحالة الرواق.. وأستطيع أن أؤكد بأن الأمور صارت آمنة للغاية”.
وعزا المتحدث هذا التحسن إلى الموقع الذي كان يتواجد به فضاء المعرض الدولي بمدينة الدار البيضاء، علاوة على التطور التكنولوجي في المجال الأمني، وخاصة انتشار الكاميرات ودقة تصويرها، مؤكدا في الوقت ذاته أن مسؤولين أمنيين كبار يزورون المعرض يومياً وأن التعزيزات الأمنية حول فضائه وداخله مشددة للغاية.
وروى المتحدث، بوصفه شاهد عيان، حالة سرقة تعرض لها ناشر أجنبي بالمعرض؛ “لا يتعلق الأمر حتى بكتاب، بل بطاولة سُرِقت من رواق العارض المعني الذي سارع للتقدم بشكاية لإدارة المعرض، والتي لم تتردد بدورها في اللجوء لكاميرات المراقبة لضبط الوقائع، فتين أن الأمر يتعلق بعارض آخر يجاوره، ليتم اتخاذ إجراءات زجرية في حقه وصلت حد حرمانه من المشاركة في المعرض في الدورات التالية”.
وتابع المتحدث: “كنا نعاني بمدينة الدار البيضاء، ليس فقط من السرقة بل من عدد من الممارسات الأخرى التي اختفت الآن، وكمثال على ذلك (طغيان) بعض حراس الأمن الخاص، الذين كانوا يفعلون ما يحلوا لهم ليلاً، بل ويجبرون العارضين على أداء إتاوات مالية للحصول على خدمات بسيطة كمثال إخراج أو إدخال الكتب ليلاً…”.
وتعد دورة هذه العام الثلاثين في تاريخ المعرض الدولي للنشر والكتاب، وهي الرابعة على التوالي التي تقام بالعاصمة الرباط منذ سنة 2022، حيث جرى نقله من الدار البيضاء بذريعة أن فضاء المعرض الدولي بهذه الأخيرة تحول لمستشفى ميداني لعلاج المصابين بفيروس “كورونا” آنذاك، قبل أن يتحول النقل المؤقت إلى دائم.