ثقافة

من الصحراء إلى العالم.. أكاديميون مغاربة ينقلون الذاكرة الحسانية للمهجر

من الصحراء إلى العالم.. أكاديميون مغاربة ينقلون الذاكرة الحسانية للمهجر

فتح المعرض الدولي للنشر والكتاب النقاش مع ممثلين فاعلين ساهموا في التعريف بثقافة الصحراء المغربية، في بعديها المحلي والوطني، وإبراز جوانب “الحسانية” في العالم.

ويؤكد كل من الباحثين في الثقافة الحسانية، لحبيب عيديد وناديا يقين اهتمام الجالية بشكل كبير بالثقافة الحسانية التي تعد جزءا من الثقافة والهوية المغربيتين، إذ يعملان جاهدين على إيصالها إلى الجامعات والمؤسسات من خلال الاعتماد على ترجمة الكتب والمؤلفات.

تعطش للثقافة الحسانية

يقول لحبيب عيديد، باحث في الثقافة الحسانية، وممثلها بالخارج، إنه وبعد دسترة الثقافة الحسانية في سنة 2011، من تم الاعتراف دستوريا بها، وفي الوقت ذاته هناك اهتمام متزايد بهذه الثقافة من خلال البحوث الجامعية ومن خلال إحداث مركز خاص بالدراسات الحسانية، وسبقه مركز الدراسة الصحراوية في جامعة محمد الخامس، والذي أشرف على طبع العديد من الكتب والمؤلفات التي تُعنى بالثقافة الحسانية بصفة عامة.

ويضيف عيديد في تصريح لجريدة “مدار21” أن النموذج التنموي يركز على الجانب الثقافي، ويتم التركيز فيه على نشر الثقافة الحسانية وتصنيفها والمساهمة في صونها.

بدورها ناديا يقين، باحثة أيضا في الثقافة وممثلتها في ألمانيا عبر الجمعية المغربية الألمانية للثقافة والاندماج في ألمانيا، تقول إن الثقافة الحسانية تُعد جزءا ورافدا مهما من روافد الثقافة المغربية مثلها مثل الأمازيغية، التي تميز المغربي والمغربية، غير أنها لم تنل بعد حظها في العالم للتعريف بها وبمقوماتها وتراثها اللامادي الذي يُعتبر خاصية جميلة.

وتضيف في تصريحها لجريدة “مدار21” إن هذا الأمر يُلمس من خلال العديد من الصالونات الثقافية بألمانيا من خلال استضافة باحثين مغاربة في الثقافة الحسانية، مما يُظهر التعطش الكبير لهذه الثقافة، مشيرة إلى أن “الحلم الآن والهدف يكمن في الاشتغال عليها أكاديميا في الجامعات الألمانية ومختبرات الدراسة، بتنسيق مع المؤسسات والباحثين المغاربة، لتوفير ذاكرة مغربية بلغات أجنبية لمغاربة العالم للتعرف على ثقافتهم رغم ولادتهم خارج المغرب، والذي لا يعني أنهم غير متشبعين بثقافتهم، وكأس العالم أثبت أن البلد أولا وقبل كل شيء”.

مغاربة العالم والتعريف بالحسانية

وفي هذا الإطار يقول عيديد إن الجالية الصحراوية تعد جزءا أساسيا ومهما من الجالية المغربية في المهجر، وهناك العديد من المثقفين من أبناء الجهات الجنوبية الذين يساهمون في التعريف بالثقافة المغربية بمختلف تلويناتها ومن ضمنها الثقافة الحسانية.

نوتقول ناديا يقين إنها من موقعها تساهم في التسويق والتعريف بالثقافة الحسانية، من خلال تنظيم الصالون الثقافي الألماني والصالون الدبلوماسي، ومحاضرات داخل الجامعات الألمانية، قصد التعريف بها والتحفيز على التعرف عليها من خلال البحث عنها، إلى جانب عملها على تطوير الجانب المتعلق بالاشتغال على الترجمة.

الاندهاش الأجنبي بالحسانية

وبخصوص الإقبال على هذه الثقافة في الخارج، قالت إنهم يندهشون بغنى هذه الثقافة وهذا الموروث، إضافة إلى قيمة المرأة الصحراوية التي تتمتع بحقوق وقوة، تُغير الصورة النمطية عن المرأة العربية كونها مضطهدة، من خلال تمرير خطابات مهمة حول المرأة.

ويوضح عيديد أنه “في أثناء الاستعمارات الفرنسية والإسبانية للمغرب، إذ كان الجنوب مستعمرا أيضا من طرف إسبانيا، مما جعل العديد من الكتاب الأجانب يكتبون عن هذه الثقافة، إضافة إلى صناعة أفلام وثائقية ومؤلفات من قبل أجانب عن الثقافة الحسانية، مما زاد من تعريف هذه الثقافة وانبهار الأجانب بها أيضا أن أبناءها لازالوا متشبثين بها رغم أنهم يعيشون في المهجر ويكتبون عنها ويؤلفون عنها”.

الثقافة في خدمة مغربية الصحراء

يقول عيديد في حديثه للجريدة إن المبادرات الملكية أعطت هذه الدينامية، إلى جانب أن حل الحكم الذاتي بدأ يصل لنهايته، مضيفا: “أبناء الجهات الجنوبية يساهمون من خلال حضورهم في جنيف والأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي وغيرها، في إطار الدفاع عن مغربية الصحراء”.

وأردف: “على أرض الواقع هناك تظافر الجهود وتلاحم كبيرين من طرف جميع المغاربة وضمنهم أبناء الجهات الجنوبية في إطار تأكيد هذه الهوية وهذا الارتباط بالصحراء المغربية”

بدورها ناديا قالت: “نتحدث عن المغرب من طنجة للكويرة، وهناك اشتغال على الخريطة والترافع من أجلها، والجالية ترثها ولو عاطفيا بدون دراسة، لكن نحتاج إلى الجانب الأكاديمي لتكون مرافعات داخل الجامعات، والقيام بدورات، كما أن القضية الوطنية محسومة ولا صداقة مع من لا يعترف بها”.

يُذكر أن المعرض الدولي للنشر والكتاب فتح النقاش مع ممثلين فاعلين، قدموا أنشطة مهمة في بلدان إقامتهم ومناطق أخرى للتعريف بثقافة الصحراء المغربية، في بعديها المحلي والوطني، وإبراز الثقافة الحسانية في إطار الترافع عن القضايا الوطنية ومكونات الهوية المغربية الغنية بتراثها المادي واللامادي، بحسب الورقة التعريفية للنشاط.

وتعرف مناطق متنوعة من العالم حركة ثقافية وطنية يقودها مغاربة العالم من أجل التعريف بالمغرب، بمختلف مكوناته الاجتماعية والثقافية، تضيف الورقة التعريفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News