جهويات

الميزانية تحرِم البيضاء من النقل الكهربائي ومليونا سيارة تخنق البيضاويين

الميزانية تحرِم البيضاء من النقل الكهربائي ومليونا سيارة تخنق البيضاويين

تحول عوائق مالية جمة دون حل أزمة النقل بمدينة الدار البيضاء، رغم الجهود المبذولة لتحقيق نقل “صديق للبيئة” والتخفيف من حدة الاختناق المروري الذي بات يمثل كابوسا للبيضاويين، مع الاستجابة للطلب المتزايد على النقل والذي ينتظر أن يزيد بشكل أكبر بحلول سنة 2030.

وقال نائب عمدة مدينة الدار البيضاء، عبد الرحيم وطاس، إن ميزانية الجماعة لم تسمح للمدينة بالتوفر على حافلات كهربائية، مؤكداً أن الجماعة مستعدة للتعاون مع الصناعة الوطنية في هذا المجال إذا رغبت في توفير هذا النوع من وسائل النقل العمومية المستدامة لفائدة الساكنة، وجعل العاصمة الاقتصادية مختبراً تجريبيا للنقل الكهربائي العمومي.

وطاس، الذي سلط الضوء على التدابير المتخذة والمبرمجة بكبرى مدن المملكة لدعم التنقل المستدام، خلال كلمة له برسم منتدى التنقل المستدام “Green Impact Expo 2025″، أكد أن عدد السيارات المتجولة بالمدينة بات يقارب مليونَي سيارة.

وقال إن هذا العدد الكبير للمركبات الخاصة مسؤول عن الازدحام والاختناق المروري الذي يعاني منه البيضاويون، علاوة على كونه مصدراً رئيسيا لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ولفت المتحدث إلى أن أزمة النقل باتت في طليعة اهتمامات المجالس المنتخبة بالمدينة منذ سنة 2008 “في البداية لم تكن المسألة تتعلق بالاستدامة، بل بالحد من الاختناقات، وقد أنشأنا في هذا الصدد أول خط للترامواي في عام 2012، واليوم بات لدينا 4 خطوط تغطي ما يقرب من 100 كلم تقريبا”.

وفي السياق ذاته أورد وطاس: “كما بات لدينا خطان للباصواي يغطيان مسافة 25 كلم، وهاتان الوسيلتان ساعدتا، وستساعدان بلا شك في تقليل الانبعاثات في الدار البيضاء قدر الإمكان”.

ومن جهة أخرى أكد “نحن نساهم في ما يتم عمله فيما يتعلق بخطوط السكك الحديدية الجهوية، وسنحاول زيادة عدد الخطوط الجهوية خارج الدار البيضاء لتقليل حركة المرور داخل المدينة قليلاً”.

“نحن ندرك أيضًا أن المشكلة ليست في وسائل النقل فحسب، بل في منظومة التنقل عموما، بما في ذلك مواقف السيارات، ونحن نعمل على ذلك، وبصدد استكمال عدد من المشاريع، وقد تم الانتهاء من بعضها بالفعل”، وأردف: “لقد تمكنا من تحقيق منجزات ميدانية، مع تقليل الوقت المستغرق في النقل، فالأشخاص الذين اعتادوا الذهاب إلى دار بوعزة مثلا باتوا يجدون الأمر أيسر من ذي قبل”.

وفي سياق حماية البيئية أيضاً، قال إن جماعة الدار البيضاء، وفي سبيل التقليل من مخاطر ثنائي أكسيد الكربون نجحت في زراعة ما يقرب من 100 ألف شجرة، “هذا ليس إنجازاً هزيلاً، إنه أمر مهم وعلينا الاستمرار فيه”.

وتفاعلا مع كلمة الوزير رياض مزور، الذي طالب كل الفاعلين في المجال بدعم التنقل المستدام، قال وطاس “استمعت بعناية لرسالة الوزير، وبصفتنا مسؤولين عن المدينة فنحن نبذل جهودا مالية ضخمة لحث الناس على العودة لاستخدام وسائل النقل العمومي، إذ تدفع جماعة الدار البيضاء 350 مليون درهم سنويا لدعم النقل العمومي وتشجيع المواطنين على استخدامه”، مشددا على أن الهدف هو جعل 20 بالمئة من البيضاويين يستخدمون تلك الوسائل، و”هو هدف ليس من السهولة بمكان” على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News