سباق “حكومة المونديال”.. شقير: الأغلبية منسجمة والتراشقات السياسية مشروعة

على بعد ما يقارب 18 شهرا من الانتخابات القادمة، شرعت أحزاب ضمن الأغلبية الحكومية في التعبير عن طموحها بتصدر المشهد السياسي المقبل وترؤس “حكومة المونديال”، الأمر الذي اعتبر البعض أنه نقاش سابقا لأوانه، مستحضرا إمكانية تأثيره على انسجام الأغلبية الحكومية.
وتواترت عدد من التصريحات لقيادات الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية، والتي عبرت صراحة عن رغبتها في تصدر الانتخابات المقبلة، خاصة من طرف حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال مما شرع باب التأويلات.
واعتبر محمد شقير أنه خلال التراشق الجاري، ينبغي التمييز بين المجال الحكومي والفضاء السياسي، مفيدا أن الأول متسم بالانسجام بين مكونات الحكومة، فيما اعتبر أنه من الطبيعي أن تحدث تراشقات سياسية تمهيدا لمحاولة تصدر المشهد الانتخابي، وذلك بغرض تهييء قواعد هذه الأحزاب لخوض الرهان.
انسجام الحكومة وضعف الأغلبية
وأفاد المحلل السياسي أنه على الصعيد الحكومي لا يوجد أي تصدع، على العكس هناك اتفاق حول المشروع الحكومي الذي يتم تنفيذه بشكل ملموس، خاصة وأن رئيس الحكومة نجح في أن يكون شخصية جامعة استطاعت أن تخلق انسجاما بين مكونات الحكومة.
وأوضح أن هذا الأمر برز كذلك حتى خلال التعديل الحكومي من خلال التوزيع العادل لكتاب الدولة بين المكونات الحكومية.
ولفت إلى أن تكون الحكومة من ثلاثة مكونات سهل مأمورية الانسجام على عكس التشكيلات الحكومية السابقة التي كانت تتشكل من أربع أحزاب وأكثر، مما سهل على أخنوش المهمة، إضافة إلى تجربته في تدبير الملفات، مما جعل الحكومة لا تعرف تصدع أو انقسام إلى حدود اللحظة، وإنما تركز على تطبيق المشاريع الحكومية.
تراشق سياسي مشروع
على الصعيد السياسي، اعتبر شقير أنه هناك مجموعة من العوامل التي تفسر هذا التراشق الحاصل بين مكونات الحكومة، مستحضرا أن الاستحقاقات القادمة لم يتبق لها إلا ما يناهز سنة ونصفـ، وبالتالي فكل مكون يحاول التموقع في إطار التحضير لها.
وأشار إلى خاصية تميز المشهد السياسي الحالي، ذلك أن كل الأحزاب التي حصدت أكبر عدد من المقاعد دخلت الحكومة، بخلاف ما كان عليه الوضع في الحكومات السابقة، حيث كان دائما أحد الأحزاب التي حصلت على مقاعد كثيرة يصطف في المعارضة.
وأورد أن الأحزاب الكبرى انتخابيا لديها طموح أن تتصدر المشهد الانتخابي المقبل، موردا أن التقارب في القوة الانتخابية يجعل كل حزب يطمح لقيادة الحكومة القادمة التي سيكون عليها أن تنزل الأوراش المتعلقة بمونديال 2030.
وأفاد أن طموح فرقاء الأغلبية، تزكيه معاناة أحزاب المعارضة من ضعف انتخابي إضافة إلى انقسامها وعدم إمكانية توصلها إلى تكتل يمكنها من منافسة الأحزاب المتواجدة بالحكومة حاليا، ما يجعل التنافس متمركزا بين هذه الأخيرة، ودفعها للرغبة في تصدر المشهد الانتخابي القادم.
“التسخينات” الانتخابية مستمرة
وحول ما إن كان سابقا لأوانه أن تدخل أحزاب الأغلبية في هذه التراشقات، أورد شقير أن الزمن السياسي نسبي، مفيدا أنه حتى يتم التهييء للانتخابات القادمة لترؤس “حكومة المونديال” فإن المدة المتبقية قصيرة.
وأشار إلى أن للاستعداد للانتخابات يتطلب تحضير القواعد وتعبئتها، مضيفا أنه يرى المدة المتبقية قصيرة، وأن هذه الأحزاب لا يمكنها الانتظار حتى الأشهر الستة الأخيرة.
واعتبر أن هذا الأمر جعل أحزاب الأغلبية تدخل في حملة سابقة لأوانها، وذلك في إطار تعبئة قواعدها، خاصة وأن حزب الاستقلال عقد مؤتمره الوطني، والأمر نفسه بالنسبة لحزب الأصالة والمعاصرة الذي عاش أزمة تورط بعض قيادييه في قضايا فساد وتهريب حيث انتخب القيادة الجماعية.
ولفت إلى وجود تنافس محتدم، خاصة بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة، اللذين يشعر كلاهما بقدرته وأحقيته في تصدر المشهد الانتخابي القادم، مما جعل الأحزاب تدخل في حملة سابقة لأواناها عبر تهييء الأرضية.
وأوضح أن الرهان على تأجيل هذه التراشقات عبر الاحتكام إلى ميثاق الأغلبية لن يكون ممكنا، خاصة وأن الرهان أكبر، مما سيجعلنا نشهد مستقبلا الكثير من التصريحات والتصريحات المضادة من طرف قيادات حزبية بارزة.
وشدد شقير على أن الطموح يبقى مشروعا على أن لا يتجاوز الحدود ويكون على حساب العمل الحكومي في ما تبقى من هذه الولاية.