مسرحية “في مكان ما” تنقل وقعَ القمع والحرمان العاطفي في قلب الأسرة إلى الركح

كشف المخرج والممثل، محمد فركاني، أن مسرحية “في مكان ما” تتناول مجموعة من المواضيع الاجتماعية الراهنة، من قبيل العنف الجسدي والنفسي المُمَارس على الأطفال، مما يدفعهم إلى الانحراف والتعاطي للمخدرات في مرحلة شبابهم.
وأكد فركاني في تصريح لجريدة “مدار21″، أن المسرحية تعالج قصصا واقعية، حيث قال “حاولت أن أعالج قصص الأشخاص المنحرفين الذي يُطلق عليهم اسم (الشماكرية)، إذ إن هذا الموضوع ظل يراودني منذ مدة، مما جعلني أتقرب منهم حتى أفهم وأستوعب قصصهم”.
وأضاف المخرج” اكتشفت أن غالبية هذه الفئة تعاني من أمراض نفسية، وهذه الأخيرة تسهل تعاطيهم المخدرات واقتراف أفعال إجرامية من أجل لفت انتباه الأخرين بوجودهم، وتفريغ هذه الحمولة”.
وكشف أنه يُجسد شخصية شاب يُدعى سعيد، إذ إن هذا الأخير يعد ضحية لأسرته، لما تعرض له من قمع وعنف من طرف والده، مما أثر عليه ودفعه لمغادرة الدراسة من أجل العمل وإنقاذ والدته.
وسيتعرض سعيد لمحاولة اغتصاب من قبل مشغله (بيدوفيل)، لكنه سيتمكن من الانفلات من قبضة هذا المُستغل، مستنجدا بالشرطة بحثا عن الأمان، غير أن ظنه سيخيب بعد ثوانٍ، بإيجاد نفسه في قلب إصلاحية للأطفال، وفق ما صرح به المتحدث ذاته، والذي وصفه بـ”تزمامارت للأطفال”.
وضمن تفاصيل هذه الشخصية، يضيف فركاني: “سعيد سيغادر الإصلاحية ويعود إلى منزله، ليتكرر السيناريو نفسه لثاني مرة، ليجبر مرة أخرى على الفرار من هذا الواقع الأليم، ليصبح مجرما بفعل فاعل (الأسرة والظروف)”.
وعن إشرافه على الإخراج والمشاركة بدور في هذا العرض المسرحي وكيفية موازنته بين المهمتين، أكد فركاني أنه يستطيع القيام بأكثر من مَهمة، مردفا: “وهذا الأمر معروف عليّ منذ أن كنت طالبا بالمعهد، إذ إنني أحاول أن أكون مثالا للفنان الشامل الذي يتقن التمثيل، التأليف والإخراج وغيرها من المهام”.
وأوضح فركاني أنه “منذ سنة 2016 لم تطأ قدماي خشبة المسرح، ومسرحية (في مكان ما) كانت فرصتي للعودة للركح لأنني اشتقت إليه، ولا أجد عوائق في الجمع بين التمثيل والتأليف والإخراج، وذلك يرجع إلى قدرتي على ترتيب الأمور والقيام بتداريب والأخذ بآراء باقي زملائي”.
وتعرض المسرحية مأساة فتاة أخرى (حياة) ضحية الحرمان من حنان الأب، الذي يولد فجوة لديها، ويدفعها للبحث عن ما تفتقده في أشخاص، التي تجسدها الممثلة هند بلعولة.
بدورها هند أفادت للجريدة بأن شخصية حياة التي تجسدها في العرض المسرحي، قادها الحرمان من العطف والحنان، إلى سلك طريق الانحراف وتعويض هذا النقص بممارسات شادة (التعاطي للخمر والمخدرات).
ويظهر في المسرحية أن حياة ستجد الحب الذي يُعوضها عن النقص والمعاناة التي طبعت حياتها الأسرية، قبل أن تصطدم بواقع مرير، وفق ما عاينته الجريدة.
واسترسلت بلعولة في تصريحها للجريدة: “حياة ستلتقي بسعيد في مراهقتها، وستظن أنها وجدت الحب الحقيقي وأن حياتها ستتحول إلى حياة وردية حلمت بها منذ طفولتها”.
وتجسد الممثلة حنان بنموسى دور الأم المضطهدة، التي عاشت حياة صعبة مع زوجها الذي تركها تعيل (حياة) التي لجأت إلى المخدرات، وشقيقها الذي أصبح متطرفا دينيا.
وعن رأيها بخصوص تدخل الأم المغربية في اختيار الزوج للابنة، أوضحت بنموسى قائلة “من الضروري أن تتدخل الأم في اختيار الزوج لابنتها، لامتلاكها خبرة وتجارب، عادّة أن ذلك يشكل “مساعدة لاختيار الشخص الأنسب حتى لا تقع الابنة في ورطة كما جاء في العمل المسرحي”.