اقتصاد

8 “معادن حرجة” تطرح تحديات أمام السيادة الصناعية للمغرب

8 “معادن حرجة” تطرح تحديات أمام السيادة الصناعية للمغرب

تمثل المعادن الاستراتيجية والحرجة تحدياً كبيرا للمغرب في سبيل تحقيق سيادته الصناعية، إذ تحتاج المملكة إلى توفير 24 معدناً استراتيجيا، 8 منها “حرٍجة”، بغية النهوض بـ11 قطاعاً صناعياً يعتمد نموه عليها بشكل كبير.

ويمثل قطاع المعادن المغربي 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ويُحدث أكثر من 40 ألف منصب شغل، كما يعد المغرب رائدا في إنتاج الفوسفاط، لكنه ينتج الكوبالت والفضة والنحاس والعديد من المعادن الصناعية كذلك، وهو من بين رواد القارة الإفريقية في إنتاج الفضة.

غير أن هذه المعادن الرائدة في المملكة لا تكفي لتحقيق السيادة الصناعية المنشودة، ما دفع “المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي” لإنجاز دراسة، منتصف العام الماضي، حددت القطاعات الصناعية التي يحتاج المغرب للاشتغال على توفير المعادن الضرورية لنموها، وطرحت فرضيات حول كيفية مساهمة القطاع المعدني الوطني في الاستجابة لحاجيات هذه القطاعات.

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الدولي في المعادن، عبد الله المتقي، أن الأمر يتعلق بقطاعات حيوية في مقدمتها التكنولوجيات الإلكترونية والصحة والدفاع والأمن الغذائي والأمن الطاقي، مضيفاً أنه من الضروري أخذ البعد المتعلق بالانتقال الطاقي في تحقيق السيادة الصناعية وتحديد المعادن الاستراتيجية.

ويتصدر الألمنيوم والبورات، والأتربة النادرة والتنغستن قائمة المعادن الاستراتيجية بالنسبة للمغرب، وفقا للمتحدث، الذي ساهم في إعداد دراسة المجلس الدستوري المذكور.

واعتبر العالم الجيولوجي، الذي كان يتحدث أمس الخميس بالدار البيضاء خلال افتتاح الدورة الثامنة للمعرض الدولي للمعادن والمقالع، أنه “ثمة معادن يتوفر فيها المغرب على مؤهلات كبيرة، ينبغي تسريع عملية الاستكشاف والتنقيب عليها، بينما توجد عناصر أخرى مهمة للصناعة الوطنية غير متوفرة بالمغرب، ينبغي على المملكة استيرادها”.

ومن بين الـ24 معدنا استراتيجيا تم تحديد 8 معادن حرجة يُمكن أن يواجه المغرب عدة مخاطر في توفيرها، وفي مقدمتها نفاد مخزونها أو انقطاع العرض العالمي. وأشار المتقي إلى أن “من بين أسباب الحَرَجية تركيز الإنتاج، فإذا كان هناك بلد يتركز فيه إنتاج معدن معين فهذا أمر بالغ الحساسية، لأن حدوث اضطراب في ذلك البلد من شأنه التأدية إلى انقطاع في العرض”.

وهكذا تم تحديد المعادن الحرجة بالنسبة للمغرب في “الغرافيت” و”الجرمانيوم” و”الإيثان” و”التنغستن” و”المغنسيت” و”الأثير” و”الألمنيوم” و”التيتانيوم”.

وفي سياق متصل، اعتبر الخبير أن “فك العزلة عن قطاع المعادن يعد نقطة حاسمة للتموقع في سلاسل القيمة العالمية”. مضيفا أن القطاع المعدني معزول جدا في العديد من البلدان الإفريقية “أي أنه يعمل من تلقاء نفسه لنفسه، ولا يطور تآزرا مع القطاع الصناعي”.

وقال إن العمل جار “لتطوير هذا الربط بين قطاع المعادن والقطاع الصناعي” معتبراً أن “النماذج الموجهة نحو التصدير لم تعد هي المطلوبة اليوم، يجب على الدول تجنب الاستمرار في تصدير المنتجات الخام أو المركزة، وأن تسهر على تصنيع وتثمين معادنها”.

وانطلقت اليوم الخميس بالدار البيضاء فعاليات المعرض الدولي للمعادن والمقالع في دورته الثامنة، والذي سيتواصل إلى غاية 21 دجنبر الجاري، تحت شعار “المناجم والمعادن من أجل تنمية الدول الأفريقية والانتقال الطاقي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News