سياسة

“المبادرة الملكية الأطلسية” تفتح أسواقا بمليار مستهلك أمام إفريقيا

“المبادرة الملكية الأطلسية” تفتح أسواقا بمليار مستهلك أمام إفريقيا

بعد حوالي سنة على الإعلان عن “المبادرة الملكية الأطلسية”، التي يروم من خلالها المغرب مساعدة بلدان الساحل الإفريقية على الولوج إلى المحيط الأطلسي، ومن خلاله إلى التجارة الدولية وإلى أسواق تعداد مستهلكيها مليار نسمة؛ شكلت المبادرة موضوع نقاش شارك فيه كل من السفير المغربي بالولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العمراني، ومديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة.

وأكد السفير، خلال كلمته برسم مائدة مستديرة في إطار “الحوارات الأطلسية”، اليوم الخميس بالرباط، أن المبادرة، التي تدمج بين الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية، تروم “تحقيق الاستقرار في المنطقة وخلق الثروة والوظائف، وتتجلى ميزتها في كونها استراتيجية إفريقية مصممة من قبل أفارقة وليس من خارج نطاق القارة”.

واستعرض العمراني مجموعة من القطاعات الاقتصادية التي ستستفيد من هذه المبادرة الملكية، وفي مقدمتها قطاعات الطاقة والنقل والزراعة، مضيفا أنها ستمنح البلدان التي ليس لها ولوج إلى البحر ولوجية إليه، ما يعني فتح باب التجارة وخلق فرص الشغل والازدهار الاقتصادي في وجهها.

وكانت المبادرة الملكية من أجل المحيط الأطلسي قد قدّمت إلى أربع دول من منطقة الساحل، وهي بوركينافاسو والنيجر ومالي وتشاد، وهي 4 بلدان إفريقية تفتقد إلى السواحل، بهدف تسهيل وصولها إلى المحيط الأطلسي.

وتابع العمراني بالقول إن أدوات تفعيل المبادرة هي المشاريع الكبرى من قبيل مشاريع أنبوب الغاز والطرق التجارية والطاقة والموانئ، على غرار ميناء طنجة وميناء الداخلة.

ونفى السفير أن تكون المبادرة تسعى للحلول مكان أي مبادرة أخرى، سواء كانت إفريقية أو غير ذلك؛ قائلاً: “المغرب يسعى لتحقيق التكامل بين كافة المبادرات والمشاريع لمصلحة إفريقيا، بالتناغم مع أدواتنا الإفريقية”.

وشدد على أن تحقيق الاستقرار والأمن، وتفكيك الإيديولوجيا الجهادية، تبقى من أبرز تطلعات المبادرة إلى جانب تطوير المشاريع وخلق فرص الشغل.

ومن جانبها، تحدثت مديرة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، عن القطاعات التي ستستفيد من المبادرة الأطلسية قائلة إن قطاع المعادن يقع في طليعتها: “البلدان المعنية لها ثروات هائلة من المعادن، وخاصة تلك المتعلقة بالتحول الطاقي الذي يهم الكوكب بأكمله”.

واعتبرت أن الازدهار الاقتصادي للبلدان الإفريقية كفيل بالحد من الهجرة غير الشرعية للشباب، بفضل خلق فرص الشغل والثروة.

كما تطرقت لركائز المبادرة، التي تقوم على الاستمرارية في تطوير البنيات التحتية، ضاربة المثال بميناء الداخلة الذي ستقوم من حوله مشاريع مهيكلة عدة متعلقة بالهيدروجين الأخضر والأمونياك والصيد البحري…

وتابعت بأن الأمر يتعلق بدينامية تنموية ستخلق العديد من المناطق الصناعية التي ستساهم في إعطاء دفعة لقطاعات صناعية متنوعة بالمغرب والقارة.

وخلصت إلى أن فتح المغرب واجهته الأطلسية في وجه البلدان المعنية سيساهم في بلورة خط البنيات التحتية الرابطة؛ “وهو ما يفتح في وجه بلدان الساحل سوقا بمليار مستهلك، بفضل الاتفاقيات التي تجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي وبلدان الخليج وغيرها”، مضيفة: “على أن بلدان المبادرة تتمتع في حد ذاتها بسوق مندمج يمثل 120 مليون مستهلك”.

وينظم “مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد”، خلال الفترة من 12 إلى 14 دجنبر الجاري بالرباط، الدورة الـ13 من مؤتمره الدولي السنوي “الحوارات الأطلسية” بمشاركة شخصيات بارزة من ميادين اقتصادية وسياسية متعددة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News