فن

هند المدب تنقل قصص انتفاضة 30 سنة من الدكتاتورية في “سودان ياغالي”

هند المدب تنقل قصص انتفاضة 30 سنة من الدكتاتورية في “سودان ياغالي”

كانت مشاهد معاناة آلاف اللاجئين السودانيين في باريس بعد هروبهم من الحرب ببلدهم، كفيلة لتدفع المخرجة التونسية المغربية هند المدب إلى حمل كاميراتها وزيارة الخرطوم لنقل قصص حقيقية من قلب الانتفاضات الشعبية في فيلم وثائقي بعنوان “سودان يا غالي”.

وفي تفاصيل كواليس الاشتغال على هذا الوثائقي، أفصحت المدب في حديثها لجريدة “مدار21” أنها اختارت التطرق إلى هذه القضية انطلاقا مما شاهدته في سنة 2016 حينما كان العديد من اللاجئين يفترشون الأرض بجانب منزلها في باريس حيث تعيش، ومعاناتهم من أجل تأمين حياتهم في الوقت الذي كانت الشرطة تطردهم.

وتضيف المدب: “لقد فروا من الحرب والديكتاتورية التي كانت تشهدها آنذاك السودان، إذ كانت هذه المعاناة التي لمستها في تعاملي مع هؤلاء الأشخاص القادمين من السودان، والعنف والمشاكل التي عانوا منها كافية، خاصة وأنني صُدمت من تعامل فرنسا التي ظننت أنها بلد حقوق الإنسان”.

وقالت هند إن أصدقاءها الذين ينحدرون من السودان أيضا طلبوا منها زيارة السودان لنقل قصصهم ومعاناتهم خلال الحرب، وفترة الإغلاق عليهم في الداخل التي دامت 30 سنة.

وزارت هند المدب السودان في رحلة اكتشاف بكاميراتها، خلال الفترة التي كانت تشهد اعتصاما، مما جعلها تلمس نضال الشباب الذين اجتمعوا في الخرطوم.

وأشارت المخرجة التونسية إلى أنها أخذت الجمهور معها في رحلة إلى السودان لمشاهدة السودان من الداخل في أيام الاعتصام بعد سقوط عمر البشير، والخروج من ديكتاتورية 30 سنة وتفشي الفساد، واستغلال خياراتها، خاصة وأنها تزخر بالعديد من الثروات كالذهب والبترول والفلاحة.

وتحدثت المدب عن القمع الذي كان يسود في عهد البشير خلال 30 سنة من الإغلاق، قبل أن تعود الحياة إلى أهالي السودان، الذين كانت لهم رغبة كبيرة في الإفصاح عن قصصهم.

وعن شخصيات فيلمها الوثائقي، أوضحت أنها تعرفت عليها في الاعتصام الذي كان في الخرطوم عقب سقوط الرئيس السابق، إذ عمدت إلى اختيار قصص مختلفة.

وتطرقت في حديثها للجريدة إلى الصعوبات التي كانت تعترضها خلال تصويرها هذا الوثائقي، قائلة: “بالتأكيد كانت هناك العديد من الصعوبات ولو فكرت فيها قبل الذهاب إلى السودان لم أكن لأذهب، وقد بدأت هذه الصعوبة مع حصولي على التأشيرة، قبل أن أحصل على دعوة من بيت الشعر في الخرطوم، والتي كنت أشهرها في وجها العساكر في كل مرة يتم إيقافي فيها في حاجز أمني.

ولم تستطع هند نسيان العديد من الأشخاص الذين قابلتهم وماتوا على يد الجيش والميليشيات.

وعن دور المرأة السودانية الثورية في الحرب، قالت إنها تحظى باحترام كبير في السودان، مبرزة أن التعامل مع المرأة خلال الثورة السودانية يختلف عن مصر كثيرا، إذ لم تعاني النساء من التحرش، في سابقة في العالم العربي.

وعن غياب الإنتاج السوداني، في ظل استفادة الفيلم من دعم تونسي فرنسي وقطري، أوضحت أن “السودان خرج للتو من الديكتاتورية بعد 30 سنة، إذ من الصعب تمويل الأفلام داخليا من السودان، والمخرجون السودانيون بدورهم يبحثون عن التمويل الأجنبي لأعمالهم”.

وأضافت: “السودان كانت أبوابه مغلقة، يصعب دخوله والخروج منه، إضافة إلى أن الفن كان ممنوعا في عهد عمر البشير”.

وعما إذا كان يستهويها الاشتغال على فيلم وثائقي آخر حول حرب عربية أخرى، قالت إنها عادة تشتغل على أفلام شخصية لها علاقة بحياتها اليومية، وحكايات لمست مشاعرها.

وأفصحت أنها ربما قد تصنع فيلما عن حياة والدها التونسي الذي ينتمي إلى عائلة صوفية، وتزوج من والدتها المغربية، ليرتبط بعاداته وتقاليده.

وسجلت أنها من الصعب عليها الاشتغال على أفلام تجارية خاصة بعد صناعتها وثائقيات حول مأساة ومعاناة الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News